top of page

(1872) 25/7/2021 «فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»

يناير 26

4 min read

0

0

0

«فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»


لعلكم اطلعتم على ما قاله «عبد الخالق عبد البارئ عبد المصور» عن «القبلة» وتوجيه «الوجه» إليها، في الرابط المرفق بمقال أمس:


«الفلسفة الهرمنيوطيقية والتأويل الإلحادي»


وكيف تأخذ «المنهجية العشوائية» بصاحبها إلى الوقوع في «مصيدة إبليس» حيث الإغواء وتزيين الباطل ليبدو له أنه الحق.


ومن باب التحدث بنعمة الله «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ» أقول:


الحمد لله على نعمة الهداية إلى «المنهجية العلمية» التي قام عليها التوجه «نحو إسلام الرسول»، وإلى الوقوف على «أدوات» التعامل مع القرآن المستنبطة من داخله، وفي مقدمتها:


– «منظومة التواصل المعرفي» التي حملت «المقابل الكوني» لكل كلمة من كلمات القرآن: الاسم – الفعل – الحرف.


– «لغة القرآن العربية» القائمة على «علم السياق»، والحاكمة على «اللغة العربية المعجمية».


وللأسف، لقد أقحم «عبد الخالق عبد البارئ عبد المصور» نفسه في شيء يجهل كيفية التعامل معه، فَضَلّ وأضَلّ.


فتعالوا نلقي نظرة على كيفية التعامل مع مسألة «الوجه» بأدوات الفهم التي ينفرد بها «التوجه نحو إسلام الرسول»:


# أولًا:


الدلالة الحسية: أصل معنى «الوجه»: واجهة الرأس.


١- يقول الله تعالى «المائدة / ٦»:


* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ»:


– «إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ»


– «فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ»


٢- يقول الله تعالى «إبراهيم / ٥٠»:


* «سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ – وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ»


٣- يقول الله تعالى «يوسف / ٩٣»:


* «اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ»


# ثانيًا:


الدلالة المعنوية: ويشتق من الوجه «الوجهة»:


١- ما يُتوجه إليه الإنسان من المقاصد بـ «قلبه».


يقول الله تعالى «البقرة / ١٤٨»:


* «وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا – فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ – أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا – إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»


٢- للتعبير عن ذات الشيء، باعتبار أن «الوجه» أشرف أعضاء الجسم الظاهرة:


(أ): يقول الله تعالى «يوسف / ٩»:


* «اقْتُلُواْ يُوسُفَ – أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً – يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ – وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ»


– أي لتصبحوا وحدكم لـ «أَبِيكُمْ».


(ب): يقول الله تعالى «آل عمران / ٧٢»:


* «وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ – آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ – وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ – لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»


– أي آمنوا صدر النهار.


(ج): يقول الله تعالى «آل عمران / ٢٠»:


* «فَإنْ حَآجُّوكَ – فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ – وَمَنِ اتَّبَعَنِ»


– أي أسملت قلبي لـ «الوجهة» التي يجب أن أقصدها، لله عز وجل.


(د): يقول الله تعالى «القصص / ٨٨»:


* «كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ»


يبينه قول الله تعالى بعدها:


* «لَهُ الْحُكْمُ – وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»


فعندما تعلم، أيها الإنسان الضعيف، أن كل شيء في هذه الدنيا هالكٌ، ولا قيمة له في الآخرة، إلا ما كان يُبتغى به «وجه الله تعالى» الذي «لَهُ الْحُكْمُ – وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»، فماذا ستفعل الآن؟!


إذن، عليك أن تسارع بالتوبة، وأن تدخل في «دين الإسلام» من بابه الصحيح، فتموت مؤمنًا، وقد أسملت قلبك لله وحده لا شريك له.


(هـ): يقول الله تعالى «البقرة / ١١٥»:


* «وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ – فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ – إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ»


– «فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا»، فإن فعالية أسماء الله الحسنى قائمة، بقرينة «إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ».


(و): يقول الله تعالى «الإنسان / ٩»:


* «إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ – لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء – وَلاَ شُكُوراً»


– «نُطْعِمُكُمْ» ابتغاء مرضاة الله بقرينة «لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء …».


# ثالثًا:


١- للتعبير عن زيغ القلوب:


(أ): يقول الله تعالى «الملك / ٢٢-٢٣»:


* «أَفَمَنْ يَمْشِي – مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ – أَهْدَى – أَمَّنْ يَمْشِي – سَوِيًّا – عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»


ولذلك عقب بعدها بقوله تعالى:


* «قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ – وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ – قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ»


(ب): يقول الله تعالى «الحج / ١١»:


* «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ»


– «فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ»


– «وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ»


– «خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ»


– «ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ»


٢- للتعبير عن توجيه القلب إلى الوجهة الصحيحة السليمة:


(أ): يقول الله تعالى «الأنعام / ٧٩»:


* «إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ – لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ – حَنِيفًا – وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»


(ب): يقول الله تعالى «الروم / ٣٠»:


* «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً – فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا – لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ – ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ – وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ»


(ج): يقول الله تعالى «الأعراف / ٢٩»:


* «قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ – وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ»


ولذلك قال تعالى بعد ذلك:


* «وَادْعُوهُ – مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ – كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ»


٣- للتعبير عن إسلام القلب والتسليم لحكم الله تسليمًا:


(أ): يقول الله تعالى «لقمان / ٢٢»:


* «وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ – وَهُوَ مُحْسِنٌ – فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى – وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ»


– نلاحظ هنا أن إسلام الوجه «إِلَى اللَّهِ» هو بداية الطريق «وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ» وقد لا يصل الإنسان.


– أما إسلام الوجه «لـ اللَّهِ» فتعبير عن تحقق الوصول، ولذلك جاء بصيغة الماضي:


(ب): يقول الله تعالى «البقرة / ١١٢»:


* «بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ – وَهُوَ مُحْسِنٌ – فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ – وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»


(ج): يقول الله تعالى «آل عمران / ١٩-٢٠»:


* «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ – وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ – بَغْيًا بَيْنَهُمْ … فَإِنْ حَاجُّوكَ – فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ»


(د): يقول الله تعالى «النساء / ١٢٥»:


* «وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً – مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله – وَهُوَ مُحْسِنٌ – واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً – وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً»


# رابعًا:


١- عندما يقول الله تعالى لرسوله محمد، عليه السلام، «يونس / ١٠٥»:


* «وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا – وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»


٢- ويقول الله تعالى لرسوله محمد، عليه السلام، «الروم / ٣٠-٣٢»:


(أ): «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً – فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا – لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ – ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ – وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ»


(ب): «مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ – وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ – وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»


(ج): «مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً – كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»


فإن السؤال:


كيف يصلي ٩٩٪ من المسلمين «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» على رسول الله عشرات المرات في اليوم، وهم أصلًا لم يتأسوا بـ «الرسول»، ولم يقيموا وجوههم لـ «الدِّينَ حُنَفَاء»؟!


إنه عين «الغباء الديني» للذين لا يعلمون معناه.


محمد السعيد مشتهري

يناير 26

4 min read

0

0

0

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page