top of page

(1862) 13/7/2021 تعالوا نعيش مع القرآن وهو يتنزل على مسرح الأحداث

يناير 26

7 min read

0

0

0

تعرض سورة آل عمران، «الآيات ٩٨-١٢٠»، جانبًا من الصراع القائم بين الحق والباطل، بين معسكر «الذين آمنوا» ومعسكر «الذين كفروا».

ومعسكر «الذين كفروا» هم أهل الكتب السابقة التي حفظ الله فيها البشرى ببعثة رسوله محمد عليه السلام:

* «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ»

هؤلاء الذين قال الله تعالى فيهم «البقرة / ٨٩»:

* «وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ»:

– «وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ»:

– «فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ»:

– «كَفَرُواْ بِهِ – فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ»

والسؤال:

هل ذرية هؤلاء «الْكَافِرِينَ» موجودة اليوم؟!

ويسأل الله تعالى «أَهْلَ الْكِتَابِ» في عصر التنزيل، وإلي يوم الدين:

١- «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ – وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ»

لقد حملت «التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ» البشرى ببعثة رسول الله محمد، فلماذا «تَكْفُرُونَ» يَا أَهْلَ الْكِتَابِ بـ «آيَاتِ اللّهِ» التي أنزلها الله على رسوله محمد، وتحمل البراهين على صدق نبوته؟!

ألا تخافون الله وهو «شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ»؟!

والسؤال:

هل أهل الكتاب اليوم يؤمنون برسول الله محمد أم يكفرون به؟!

إذن فكيف تدخلهم القراءات القرآنية الإلحادية المعاصرة الجنة؟!

٢- «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ – لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ – تَبْغُونَهَا عِوَجاً – وَأَنتُمْ شُهَدَاء – وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ»

إنهم يؤمنون في داخل أنفسهم بأن «نبوة» رسول الله محمد حقٌ وصدقٌ، استنادا إلى ما عندهم في الكتب، ومع ذلك كفروا به وبرسالته، وهم شهداء على ما يفعلونه من صد المؤمنين عَن سَبِيلِ اللّهِ … ولكن لماذا يَبْغُونَهَا عِوَجًا؟!

لأنها إرادة «إبليس» الذي قال لله تعالى:

* «قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي – لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ – صِرَاطَكَ (الْمُسْتَقِيمَ)»

إن «إبليس» يستحيل أن يقبل «الاستقامة» على «دين الله» إلى يوم الدين، وقد نجح في تحقيق ذلك مع ٩٩٪ من المسلمين «الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً».

ولذلك حذر الله تعالى الناس جميعًا من اتباع «خطوات» الشيطان، لأن سر الفتنة والإغواء في «الخطوات»، فتدبر «البقرة / ١٦٨-١٧٠»:

* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ – كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً – وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ – إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ»

* «إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء – وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ»

إن ٩٩٪ من المسلمين يقولون «عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ»، ولذلك:

* «وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ – قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا – أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ»

وإذا قيل للسني والشيعي والمعتزلي والإباضي اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ «قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا»، وكل فرقة تدعي أنها «الفرقة الناجية»!

وإذا قال الله تعالى لنساء المؤمنين التزمن بـ «الخمار والجلباب»، قالوا بل نلتزم بما يرضي «إِبْلِيسَ وَذُرِّيَّتَه»، ويؤدون الشعائر التعبدية، و«إِبْلِيس» ينظر إليهم ضاحكًا مستبشرًا بتحقيق أهداف خطواته التي بدأت بأن جعلهم يتبعون «أهل الكتاب» في شؤون حياتهم.

ولذلك انتقل الخطاب لتحذير المؤمنين من «الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ»، وليس من «أَهْلَ الْكِتَابِ» الذين بدأ بهم السياق، لأنهم العلماء الذين يتبعهم «أَهْلَ الْكِتَابِ»:

٣- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ – إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ – يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ»

وهو تحذير خطير جدًا في عصر التنزيل، أن يرتد «الَّذِينَ آمَنُوَاْ» برسول الله محمد واتبعوه نتيجة طاعتهم لـ «الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ».

فهل أطاع «الَّذِينَ آمَنُوَاْ» فعلا «الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ»، وكان ذلك سببًا في «الفتن الكبرى»، وفي ضياع الأمة الإسلامية، وفي معصية أمر الله بالشهادة على الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور إلى اليوم؟!

لذلك كان سؤال «الَّذِينَ آمَنُوَاْ» الذي يفرض نفسه في هذا السياق:

٤- «وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ – وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ – وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ – فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»؟!

وإذا كان هذا التحذير حدث في «عصر التنزيل»، ورسول الله محمد يعيش بين «الَّذِينَ آمَنُوَاْ»، فأين نجد «الَّذِينَ آمَنُوَاْ»، الذين اعتصموا بحبل الله جميعًا ولم يتفرقوا فهداهم الله إلى صراطه المستقيم؟!

إنهم أقل من ١٪ بكثير من تعداد المسلمين اليوم، إنهم «المؤمنون» الذين دخلوا في «دين الإسلام» من الباب الصحيح، باب الإقرار بصدق «نبوة» رسول الله محمد القائم على الإيمان بصدق «آيته القرآنية العقلية»:

إنهم «المؤمنون» الذين يتلون «آيَاتُ اللّهِ» اليوم وكأن رسول الله فيهم «وَفِيكُمْ رَسُولُهُ»، هؤلاء الذين اعتصموا بالله فهداهم «إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»؟!

ثم يُبيّن الله تعالى أن طوق النجاة من «خطوات الشيطان» يتمثل في أصلين عظيمين من أصول الإيمان:

(أ): تقوى الله تعالى.

(ب): الولاء الإيماني وأخوة الدين.

# فعن تقوى الله تعالى:

٥- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ – (اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) – وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ»

– «اتَّقُواْ اللّهَ»: فهل تعلم أيها المسلم المذهبي، أو القرآني، أو الملحد، معنى «حَقَّ تُقَاتِهِ»؟!

– هل «التفرق في الدين» من «تقوى الله»؟!

– هل الجهل بـ «لغة القرآن العربية» من «تقوى الله»؟!

– هل الكفر بـ «منظومة التواصل المعرفي»، التي حفظ الله عن طريقها كيفية أداء «الصلوات الخمس» من «تقوى الله»؟!

ثم هل تعلم لماذا ذكر الله «الإسلام» بعد «اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ» فقال تعالى:

* «وَلاَ تَمُوتُنَّ – إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ»؟!

لأن القلب عندما تتشرب دماؤه «تقوى الله»، يكون مستعدًا أن يموت في أي لحظة «مسلمًا» مستسلمًا لأحكام القرآن.

# وعن الولاء الإيماني وأخوة الدين:

٦- «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ»:

– وعدم اعتصام ٩٩٪ من المسلمين بحبل الله، ينفي عنهم صفة «التقوى» والاستسلام لأحكام القرآن، ولذلك لم ولن يذكروا:

* «وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ – إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء – فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ»:

– فهل حدث وتآلفت قلوب «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» وكانوا «إخوانًا» في يوم من الأيام:

* «فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ (إِخْوَاناً)»؟!

– حتى «أخوة الدين» لا نجد لها أثرًا يذكر بين المؤمنين الذين هم أقل من «١٪»، والسبب أن تحديات الدنيا غالبة وحاكمة، ولكن عليهم أن يتذكروا الآية التالية لعلهم يعرفون حق «الأخوة»:

* «وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ – (فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا) – كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ – (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)»:

– فهل اهتديتم أيها المسلمون، كما اهتدى «الَّذِينَ آمَنُواْ» في عصر التنزيل، وخرجت منكم أمة تحمّلت مسؤولية الدعوة «إِلَى الْخَيْرِ» والأمر «بِالْمَعْرُوفِ» والنهي «عَنِ الْمُنكَرِ»:

٧- «وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ – يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ – وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ – وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ – وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»

والسؤال:

لماذا لا يُعجب المتابعون لـ التوجه «نحو إسلام الرسول» بالمقالات التي تنهى عن منكرات المسلمين من «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» والقرآنيّين والملحدين؟!

والجواب:

إن «النهي عن المنكر» هو «القاعدة» التي تقوم عليها سلامة المجتمعات من الفساد والإفساد، ولذلك يكرهه من سبق ذكرهم، وخاصة «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»، هؤلاء الذين نهى الله المؤمنين أن يكونوا منهم، فقال تعالى بعد ذلك لـ «الَّذِينَ آمَنُواْ»:

٨- «وَلاَ تَكُونُواْ – كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ – وَاخْتَلَفُواْ – مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ – وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»

– فيا أيها «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»، هل أنتم مستعدون لـ «العذاب العظيم»:

٩- «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ – وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ»:

* «فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ – (أَكْفَرْتُم) بَعْدَ (إِيمَانِكُمْ) – فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ (تَكْفُرُونَ)»

– وطبعا يستحيل أن تكونوا من هؤلاء:

* «وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ – فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ – هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»؟!

وكما كانت الآيات القرآنية تتلى على رسول الله محمد «بِالْحَقِّ»، فهي تتلى علينا اليوم «بِالْحَقِّ»:

١١- «تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ – وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ»

١٢- «وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ – وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ»

ثم يرجع السياق لتذكير «الَّذِينَ آمَنُواْ» في عصر التنزيل بأنهم حسب علم الله المسبق ومشيئته هم «خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» إذا أخذوا بأسباب «الخيرية» ولم يتخلوا عنها في يوم من الأيام:

١٣- «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ»:

– المفترض أن تكونوا في «مركز القيادة العالمي» الذي يمكنكم من:

* «تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ – وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ»:

* «وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ»:

– ومن «مركز القيادة العالمي» الذي تقوم على إدارته «خير أمة» كان يجب أن يؤمن «أهل الكتاب» برسول الله محمد ويتبعوا رسالته:

* «وَلَوْ (آمَنَ) أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ (خَيْراً) لَّهُم»:

– وهناك من آمن من «أهل الكتاب»:

* «مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ – وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ»

– وهذا هو حالهم مع «المؤمنين» وليس مع الذين أسلموا بالوراثة:

١٤- «لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى – وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ – ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ»

١٥- «ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ»:

– في كل زمان ومكان:

* «إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ – وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ»:

(أ): حبل الله: بمقتضى العهود، كالتي ذُكرت في أول سورة التوبة.

(ب): حبل الناس: بمقتضى عهود الحماية التي يعقدونها مع الدول العظمى، أي يعيشون في حماية غيرهم

* «وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ – وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ»:

* «ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ – وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ – ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ»

– ثم يُبيّن الله ما أجمله في «مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ – وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ» فيقول تعالى:

١٦- «لَيْسُواْ سَوَاء»:

* «مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ – أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ – يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ – وَهُمْ يَسْجُدُونَ»

* «يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ – وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ – وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ – وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ»

* «وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ – وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ»

– إن هؤلاء هم الذين كانوا يكتمون إيمانهم، لـ «أسباب أمنية»، وأراد الله أن يُعلن ويُعلم الكافرين من «أَهْلِ الْكِتَابِ»، أن منكم من أسلم وصدق في إيمانه برسول الله محمد ويتبع رسالته.

١٧- «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ»:

– «لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئاً»:

– «وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»

– «مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»:

– «كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ»:

– «وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ»

لقد ظلموا أنفسهم باختيارهم طريق الضلال، ثم يتوجه الخطاب إلى «الَّذِينَ آمَنُواْ»، لبيان أهم وأخطر قضية نجح «إبليس» في انتزاعها من قلوب المسلمين:

إنها قضية «الولاء الإيماني»، فلم تعد قلوب المسلمين تشعر بأهمية هذا «الولاء» إلا إذا كانت فيه مصالحهم الدنيوية:

١٨- «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ»:

* «لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً»:

– تشبيه بـ «بطانة الثياب» التي تكون الأقرب لصاحبها، وذلك لتحذير المؤمنين من اتخاذ «بطانة» على غير ملتهم، والسبب:

* «وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ»:

* «قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ – وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ»:

– ألا تحدث هذه «الْبَغْضَاءُ» بين أتباع الفرق الإسلامية؟!

* «قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ – إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ»:

– فأين أولًا «الَّذِينَ آمَنُواْ»؟!

– ثم أين الذين «يَعْقِلُونَ» ويفهمون معنى قول الله تعالى بعد ذلك:

١٩- «هَا أَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ»:

* «وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ»:

تدبر قول الله تعالى «البقرة / ٢٨٥»:

«آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ – كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ – وَمَلآئِكَتِهِ – (وَكُتُبِهِ) – وَرُسُلِهِ – لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ – وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا – غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ»

* «وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا – وَإِذَا خَلَوْاْ – عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ»:

* «قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ – إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ»

* «إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ – تَسُؤْهُمْ»:

– «وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ – يَفْرَحُواْ بِهَا»:

– «وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ – لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً»:

– «إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ»

والسؤال:

أين «الَّذِينَ آمَنُوا»، الذين خاطبهم الله بالآيات السابقة، وحذرهم من اتخاذ «بطانة» من دونهم؟!

أين «الَّذِينَ آمَنُوا» الذين يعلمون أن «دين الإسلام» يتعامل مع الناس جميعًا من منطلق:

(أ): «الأصول الإنسانية» التي أمر الله أن تكون بين الشعوب:

* «يَا أَيُّهَا النَّاسُ»:

– «إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى»:

– «وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا»:

– «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»

– «إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»

(ب): أن الاعتداء على حقوق الآخرين «محرمٌ» إلا إذا كان الآخر هو «المعتدي»:

* «فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ – فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ (بِمِثْلِ) مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ»:

* «وَاتَّقُواْ اللّهَ – وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ»

محمد السعيد مشتهري

يناير 26

7 min read

0

0

0

Comments

مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page