top of page

(1856) 7/7/2021 أخطاء إيمانية فيسبوكية [١٢]

يناير 26

5 min read

0

0

0

يقول Bin Hassan تحت عنوان «الصلاة من القرآن»

١- مقدمة:

«أعتقد أن أخطر ما ورثناه عن الآباء هو تحويل أهم التعاليم التي جاء بها القرءان الكريم إلى طقوس وحركات لا تفيد غير صاحبها في أفضل الأحوال وليس لها تأثير على المجتمع الإنساني، مع أن هذا هو الأصل الذي تدور حوله تعاليم السماء، وهو إصلاح المجتمعات الإنسانية في الحيوة الدنيا وليس الآخرة التي هي دار للجزاء».

* أقول:

لا يستخدم مصطلح «تعاليم السماء» إلا الجُهال الذين يتبعون الفلسفة المادية للوجود.

٢- «وقد كان وسيلة شياطين الإنس والجن لتحقيق هذا العمل الخطير هو تحريف الكلم عن مواضعه، وصرف التسمية القراءنية لبعض المفردات إلى معاني أخرى تخدم أغراضهم من إضلال من ينشأ بعدهم من أجيال متبعة لدين الآباء.

وقد كان مفهوم الصلوة لأهميته وتأثيره في المجتمع الإنساني من بين ما تم تحريف مفهومه عن موضعه عن عمد وحصره في معنى الطقوس الحركية المعروفة بالصلوات الخمس، حتى ضاعت بين الناس أهمية التعايش السلمي القائم على القسطاس المستقيم والإنفاق مما يحبون والوفاء بالعهد والإصلاح في الأرض.

وأصبح الأهم هو هذه الطقوس الحركية اليومية التي هي عند الأغلبية فارغة ولا فائدة منها تظهر على الفرد أو من حوله، وهى بتعبير مختصر عند الأغلبية هي مفتاح الجنة وتمثل الفرق بين الكفر والإيمان، وتم تقزيم التعاليم السماوية الأخرى التي لن يتم النظر إليها يوم الحساب ما لم يقوم صاحبها أولًا بهذه الطقوس الحركية.

* أقول:

كلام فلسفي مرسل، لا يقوله إلا «المفلسون علميًا».

٣- «ولمن يريد أن يرى نتيجة هذا العمل الشيطاني الخطير عليه أن ينظر إلى واقع المجتمعات المواظبة على هذه الطقوس الحركية واعتبارها عماد الدين منذ أكثر من ألف عام، ليرى بعينه انتشار الظلم والسلب والنهب والإفساد في الأرض والتخلف عن إعمارها وباختصار فإن هذه المجتمعات تعيش عيشة ضنك.

فأين الخلل إذًا؟! وماذا عن الجموع التي تواظب بإخلاص على الصلوات الخمس، لماذا تعيش مجتمعاتهم معيشة ضنك؟!

* «مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ»

في بيان سورة النحل هناك وعد من الله تعلى بالحيوة الطيبة لمن عمل صالحًا وهو مؤمن هذا غير جزاء وأجر الأخرة، أليست الصلوات الخمس عماد الدين من العمل الصالح، فلماذا لا يحيى المجتمع المواظب عليها حيوة طيبة؟!

أعتقد أن الجواب هو أن الصلوة الواردة في القرءان هي تعليم سماوي أهم من الطقوس الحركية (الصلوات الخمس) وليس له علاقة بها، والواجب تدبر مفردة الصلوة في القرءان من جديد للبحث عن المفهوم المقصود من وراءها».

* أقول:

كلام فلسفي مرسل، لا يقوله إلا «المفلسون علميًا»، فما علاقة «ما هو كائن» في حياة الناس، مسلمين وغير مسلمين، بـ «ما يجب أن يكون» وفق أحكام القرآن؟!

٩٩٪ من المليارين مسلم أشركوا بالله تعالى، بتفرقهم في «دين الإسلام» إلى فرق وُصفت بأنها إسلامية، مخالفين قول الله تعالى لرسوله والذين آمنوا معه:

* «وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ – مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»

فهل نسقط حكم الآية لأن واقع المسلمين يخالفه؟!

٤- «وهذه محاولة لهذا التدبر قد قمت بها بعد عدة أعوام من الشك والبحث، وهذا في النهاية اجتهاد شخصي غير مُلزم لأحد وليس هو الحقيقة المطلقة، ولكن محاولة للتخلص مما أفسده علينا السابقون من مفاهيم مُحرفة عن موضعها.

* «وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ»

* «وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ»

* «أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ»

* أقول:

إن كل مفلس علميًا، لا يثق في المنهجية التي ينطلق منها، كما فعل «محمد شحرور»، نراه يؤكد على أن ما يقدمه هو اجتهاد شخصي غير مُلزم لأحد، وليس هو الحقيقة المطلقة:

ثم إذا به يكشف عن حقيقة ما بداخله فيقول بعد ذلك:

«ولكن محاولة للتخلص مما أفسده علينا السابقون من مفاهيم مُحرفة عن موضعها».

فتعالوا نتعرف على كيف استطاع هذا «الجهبذ» التخلص من المفاهيم المُحرّفة عن موضعها:

٥- «مفهوم الصلوة»:

لفهم معنى هذه المفردة كان يجب البحث عن بيان قرءاني واضح يعتبر مفتاحًا لفهمها صافية بدون وجود احتمالات أخرى للفهم يمكن الذهاب إليها.

ومن سياق بعض هذه النوعية من البيان القرءانى (المفتاح) أعتقد أن المفهوم العام لمفردة الصلوة هو التواصل مع الأخرين بدون اعتداء.

وتتنوع طرق التواصل حسب السياق عبر جميع البيان القراءنى ولكنها تبقى في إطار هذا المفهوم العام.

والدليل على ذلك تراه بوضوح في البيانين القرءانيين التاليين:

(أ): «فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»

(ب): «لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ – فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ – وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ»

هل يرى أحد منكم أن أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ هنا تعنى ما يذهب إليه الأغلبية فيما يُسمى بالصلوات الخمس؟!

فالبيان يتحدث عن مشركين يصدون عن سبيل الله وقاموا بنكث عهدهم واعتدوا على المؤمنين، ويطلب من المؤمنين أن يقاتلوهم حتى يتوبوا عن الاعتداء ويقيموا الصلوة.

فليس المقصود بالصلوة هنا ما اعتاد عليه الناس من الصلوات الخمس، فالقوم مشركين ولا يعترفون بهذه الصلوات، وليس المقصود إرغامهم عليها (فلن يتقبلها الله تعالى في حالة الإكراه)، بل المقصود بإقامة الصلوة هنا هو إقامة العلاقات المشتركة بدون اعتداء على الغير».

* أقول:

يا أيها «الجهبذ»:

الله تعالى لا يفرض أحكام شريعته إلا على المؤمنين الذين تابوا من الشرك ودخلوا في دين الإسلام، ولذلك قال الله تعالى في الآيتين:

* «فَإِن تَابُواْ – وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ»

فليس معنى «تَابُواْ»، كما ذكرت، تابوا عن الاعتداء على المسلمين، فكيف يأمر الله «المشركين» بـ «إقام الصلاة» وهم مُصرّون على شركهم؟!

٦- «ولاحظ بيان سورة التوبة / ١١، فبعد أن تاب المشركين من الاعتداء على المؤمنين وتم إقامة الصلوة، يقول البيان التوبة / ١٢:

* «وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ»

وهذا دليل قوى على أن إقامة الصلوة كانت معاهدة بالعلاقة السلمية وعدم الاعتداء بين الطرفين.

وتعبير إقامة الصلوة هو تفعيل العلاقة مثل تعبيرات مماثلة تراها خلال القراءن على سبيل المثال:

ثم جاء هذا «الجهبذ» بآيات لا علاقة لها بمعنى «الصلاة» في القرآن، حسب المنهجية التي اتبعها «رائد عكاري» وأسقطناها في مقال سابق.

* وأقول:

لقد فسّر قول الله تعالى «فَإِن تَابُواْ – وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ» بمعنى إن تاب «المشركين» من الاعتداء على المؤمنين وتم «إقامة الصلوة»، أي تفعيل العلاقة السلمية بين الطرفين.

بدعوى أن الله تعالى قال بعد ذلك:

* «وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم – مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ»

ولأنه يجهل «علم السياق» خلط بين موضوع الآيتين، فالآية السابقة «وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم …» مرتبطة بأول السورة وقول الله تعالى «التوبة / ٤»:

* «إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ»:

– «ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً»

– «وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً»

– «فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ»

– «إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ»

ثم تدبروا جيدًا قول الله تعالى بعد ذلك «التوبة / ٥»:

* «فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ»:

– «فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ»:

– «وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ»:

– «فَإِن تَابُواْ – وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ – وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ»

* وهل تأتي هذه الجملة «أَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ» في السياق القرآني كله، إلا وكان المكلف بأحكامها هم الذين نبذوا الشرك ودخلوا في «دين الإسلام»؟!

– «فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ»:

– «إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»

ثم يُبيّن السياق أحكام المعاهدين، فيقول الله تعالى «التوبة / ٧»:

* «كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ»:

– «إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»

– «فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ»

– «إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ»

إذن فالآية «المائدة / ١٢»:

(أ): «وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم»:

– تتحدث عن المعاهدين من المشركين، وليس عن المعتدين الوارد ذكرهم في «التوبة / ١٠»:

«لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً – وَأُوْلَـئِكَ (هُمُ الْمُعْتَدُونَ)»

(ب): «مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ»:

– السابق: «فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ – فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ»

(ج): «وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ»:

– بأي أنواع الطعن في «دين الإسلام».

(د): «فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ»:

– أي التخلص أولًا من‏ القادة الرؤساء الطاعنين، وهذه عقوبة الطعن في «دين الإسلام».

(هـ): «إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ»:

– إنها طبيعتهم، لا التزام بالعهود ولا المواثيق، والخيانة في دمائهم، وليسوا محل ثقة‏.‏

(و): «لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ»

عن الطعن في «دين الإسلام» الذي يوجب قتالهم، وليس عن «الاعتداء» فقط الذي له سياق آخر.

* أقول:

في الحقيقة أجد نفسي لا أستطيع استكمال الرد على الذين يجهلون علوم اللغة العربية وعلم السياق، ولذلك سأتوقف عند هذا الحد:

والذي يستطيع منكم، بعد الاطلاع على الموضوع كاملا على حساب Bin Hassan أن يأتي لي بمعنى كلمة «الصلاة» الذي توصل إليه هذا «الجهبذ» بعد هذا الجهد الكبير:

يتفضل علينا به في تعليق له، لأعلن بعدها سقوط التوجه «نحو إسلام الرسول» على يد Bin Hassan وشركائه.

محمد السعيد مشتهري

يناير 26

5 min read

0

0

0

Comments

Поделитесь своим мнениемДобавьте первый комментарий.

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page