top of page

فذكر بالقرآن من يخاف وعيد 2

فذكر بـ القرآن من يخاف وعيد (2)

لن يدخل الجنة من كفر بما أنزله الله على رسوله محمد

لقد نزل كتاب الله الخاتم يحمل (الآية القرآنية العقلية) الدالة على صدق (نبوة) رسول الله محمد، آية عقلية تتفاعل معها آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر… آليات عمل القلب، وتمتد فاعليتها إلى يوم الدين.

ولقد أمر الله تعالى الناس جميعاً الإيمان برسوله محمد وبما أنزله عليه من آيات الذكر الحكيم وقال لهم:

«وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»

وأقام الله حجته عليهم بقوله تعالي:

«فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ – وَلَن تَفْعَلُواْ – فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ – أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»

ومع كون هذه الآية (القاصمة لظهور القرآنيّين الملحدين) خير برهان على وجوب أن يؤمن الناس جميعاً برسول الله محمد وبـ القرآن الذي أنزله الله عليه أنكرها القرآنيّون المجرمون بدعوى أن الله تعالى قال:

الآية ٦٢: سورة البقرة:

«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»

الآية ٦٩: سورة المائدة:

«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»

فتعالوا نذكر بعض الآيات من سورة البقرة التي وردت فيها الآية (٦٢) والتي تخاطب المعاصرين لرسول الله محمد وتأمرهم بـ الإيمان بالرسول وبما أنزله الله عليه، وتحكم بـ الكفر على الذين لم يؤمنوا به:

١- الخطاب للناس جميعاً:

«وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا:

* فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ:

* وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ:

* فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ:

* فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ:

* أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»

# الكافرون: هم الذين لم يؤمنوا برسول الله محمد ولم يتبعوا رسالته.

٢- الخطاب لـ بني إسرائيل:

«وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ:

* فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ … وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ:

* وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ:

* ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ:

* وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ:

* ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ»

ثم قال الله تعالى بعد ذلك مباشرة:

«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ – وَالَّذِينَ هَادُواْ – وَالنَّصَارَى – وَالصَّابِئِينَ – مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ – وَالْيَوْمِ الآخِرِ – وَعَمِلَ صَالِحاً …»

* فهل يُعقل أن يكون (الَّذِينَ هَادُواْ) الذين هم من (بني إسرائيل) السابق ذمّهم والحكم عليهم بـ الكفر … أن يكونوا (من أهل الجنة) إلا إذا آمنوا بما أنزله الله على رسول محمد:

«وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ»

حسب ما ورد في السياق؟!

٣- ويقول الله تعالى مخاطبا بني إسرائيل في نفس السياق:

«فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ – ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ – لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً – فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ – وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ»

«وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً – قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً – فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ – أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ»

«بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»

«وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»

# فهل نحذف هذه الآيات من المصحف لإرضاء القرآنيّين المجرمين؟!

٤- ويقول الله تعالى مخاطبا بني إسرائيل في نفس السياق:

«وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ»

«وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ»

«وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ»

«بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ – أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ – بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ – فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ – وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ»

«وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ – قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا – وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ – وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ – قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ – إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»

# فهل نحذف هذه الآيات من المصحف لإرضاء القرآنيّين الغافلين المغفلين؟!

وغير ما سبق عشرات الآيات من سورة البقرة حكمت بـ الكفر على الذين لم يؤمنوا برسول الله محمد وبما أنزله الله تعالى عليه.

# ثم أين نذهب بالآيات (الآيات٨٤ ـ ٨٥) من سورة آل عمران:

«قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ»

# تدبر قول الله تعالى: «وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ»، ثم قول الله بعدها:

«وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ»

ولقد وردت آيات آل عمران في سياق مشابه لسياق سورة البقرة وقول الله تعالى:

«فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ – فَقَدِ اهْتَدَوا – وَّإِن تَوَلَّوْا – فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ – فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ – وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»

وبمقابلة الآيتين نعلم، وبالدلالة القطعية، أن الله تعالى أمر جميع الملل والنحل التي كانت موجودة في عصر الرسالة، الإيمان برسول الله محمد واتباع رسالته بقرينة (الآية ١٧٠) من سورة النساء:

«يَا أَيُّهَا النَّاسُ – قَدْ جَاءَكُمْ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ – فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ – وَإِنْ تَكْفُرُوا – فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ – وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً»

والسؤال:

إذا كان جموع الناس، بجميع مللهم ونحلهم، الذين خاطبهم الله بهذه الآية في عصر الرسالة، مأمورين بالإيمان برسول الله محمد:

* «فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ»

وباتباع رسالته:

* «قَدْ جَاءَكُمْ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ»

# فكيف يدعي مسلم، يؤمن بالوحدانية، وبأن هذا القرآن كلام الله تعالى أن دخول الجنة لا يُشترط فيه الإيمان بالنبي الخاتم، واتباع رسالته؟!

«أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ – بَلْ هُمْ أَضَلُّ – أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ»

محمد السعيد مشتهري

جميع الحقوق محفوظه © 2025 نحو إسلام الرسول 

  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
bottom of page