نحو إسلام الرسول

(972) 28/11/2017 على الطريق (42)

بدعة «المهديّ المنتظر» و«المسيح الموعود»!!

إن بدعة «المهديّ المنتظر» و«المسيح الموعود» بدعة «مذهبية»، خرجت من داخل منظومة «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»، وأصبحت عند «الشيعة» هي الأساس الذي تقوم عليه عقائدهم، ونجدها عند «السنة» على هامش عقائدهم المختلفة!!

واللافت للنظر أن البراهين الدالة على تهافت هذه البدعة المذهبية، تحملها مؤلفات هؤلاء الأئمة، ومواقعهم، وقنواتهم الفضائية، ولن يقف عليها إلا الذين يعقلون، ويتفكرون، ويتدبرون.

أولًا:

إن «القاصمة» التي قصمت ظهور أدعياء «الإمامة المهدية» من أول جولة، ومن الدقيقة الأولى، أن نقول لهم جميعًا أنتم:

«مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»

وتدّعون أنكم مهتدون مصلحون!!

وكما هو معلوم، أن في مقدمة أدعياء الإمامة والإمارة، «الجماعة السنية الأحمدية»، التي لم يخلع «مؤسسها»، ثوب أهل السنة والجماعة، ثم يدعى أنه «المهديّ المنتظَر»، و«المسيح الموعود»، في وقت واحد!!

فإذا ذهبنا إلى المنافسين للأحمدية من أهل السنة، وجدناهم كُثر، ولكلٍ وجهته ومروياته، وفهمه «الباطني» للقرآن، ومن هؤلاء «ناصر محمد اليماني»، الذي يُقْسِم بالله العظيم أنه «المهديّ المنتظَر»!!

ويقول على موقعه الرسمي تحت عنوان:

«بيان هام من المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني»:

«وأشهد الله الواحد القهار وكفى بالله شهيدا، أني المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني»!!

ويقول إن حجته هي «العلم والسلطان البيِّن»!!

فتعالوا نرى ما هي مرجعيته في هذا «العلم والسلطان البيِّن»؟!

ثانيًا:

إن «القاصمة» الثانية التي قصمت ظهر «ناصر محمد اليماني» أن مرجعيته في إثبات حجية «إمامته المهدية» هي «القُرآن والسُّنة»!!

ثم يقول:

إلا ما خالف من «السُّنة» الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات في القُرآن، تصديقاً لحديث رسول الله «ما تشابه مع القُرآن فهو مني»!!

والحقيقة التي لا يعلمها إلا «العلماء»، إن الذي ينطق لسانه بلفظ «حديث رسول الله» يكون قد افترى على الله ورسوله الكذب، ويكون جاهلًا بمقام «النبوة»، وبمقام «الرسالة»!!

إن الدارس لعلم الحديث، يعلم علم اليقين، أنه لا يوجد «حديث» لرسول الله بين كتب الحديث، وإنما «روايات» نسبها رواة كل فرقة إلى رسول الله!!

ولذلك من أراد أن ينسب شيئا إلى النبي، فعليه أن يقول «روي عن النبي»، أما «ناصر محمد اليماني» فيضيف إلى قوله «تصديقاً لحديث رسول الله»، قوله «صدق رسول الله»!!

فإذا ذهبنا إلى الرواية التي استند إليها، «ما تشابه مع القُرآن فهو مني»، وجدناها من تأليفه، وأن أصل الرواية هو:

«ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فما وافقه فأنا قلته، وما خالفه فلم أقله»!!

وهذه الرواية الأصل لا تساوي عند علماء الحديث، عند جميع الفرق والمذاهب المختلفة، جناح بعوضة!!

فكيف يصطفي الله أئمة لهداية الناس، وهم «مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»، ويشهدون على أنفسهم أنهم يفترون على رسوله الكذب، كلٌ حسب مرجعيات ومرويات الفرقة التي ولد فيها؟!

ثالثًا:

ثم يأتي «ناصر محمد اليماني»، ويدّعي كغيره ممن سبقوه، أن الله بعثه ليوحد صفوف المسلمين بعد أن خالفوا أمر ربهم، وفرَّقوا دينهم شيعاً، كُلّ حزب بما لديهم فرحون، وقد نهاهم الله عن ذلك!!

ثم يدخل في جدل عقيم مع أتباع «السُّنة والشيعة»، الذين يرفضون «إمامته المهدية»، ويقولون ليس هو المقصود في «الرواية» المنسوبة إلى رسول الله، لأن الرواية تقول «اسمه يواطئ اسمي» وهو اسمه «ناصر»!!

فإذا نظرنا داخل منظومة «الأئمة المهديّين»، نرى الصراع حول من الذي يستحق هذه «الإمامة» قائمًا، وكان من الطبيعي أن يهاجم «المهديّون» السنة، «المهديّين» الشيعة، والعكس!!

يقول «ناصر» للشيعة:

إنّي أراكم تدعون «المهديّ المنتظَر» من دون الله وأهل بيته فقد ضللتم عن الصراط المُستقيم، إلا من رحم ربي منكم ولم يشرك بالله شيئاً، بل وتفسرون القرآن على هواكم كما تحبّون أن تشركوا فاتّبعتم أمر الشيطان الرجيم فقلتم على الله ما لا تعلمون!!

واللافت للنظر قوله بعد ذلك:

ويظنّ كثير من الذين اطّلعوا على أمري بأنّي من «الشيعة»، وأعوذ بالله أن أكون من «المشركين»، من الذين يدعون أهل بيت رسول الله من دون الله إلا من رحم ربي منهم!!

ثم قوله:

ولم يجعلني الله من «أهل السُّنة»، من الذين يستمسكون بحديث روي أنّه عن رسول الله، فيأخذون به قبل أن يتدبّروا ما جاء في كتاب الله هل يخالف هذا الحديث لآيةٍ محكمةٍ واضحةٍ بيّنةٍ في القرآن العظيم أم لا يخالف القرآن في شيء!!

إذن فالرجل يعيش داخل «أزمة التخاصم والتكفير» القائمة بين الفرق الإسلامية منذ ظهرت، ثم يدافع عن فرقته التي ظهر فيها، باعتبارها «الفرقة الناجية»!!

ثم انظروا وتدبروا قوله بعد ذلك:

ومذهب «المهديّ المنتظَر» الذي وجدت عليه آبائي «شافعيٌّ سُنيٌّ» فلا أفرّط في «سُنَّة رسول الله»، كما لا أفرّط في القرآن العظيم، وأنا من شيعة محمد رسول الله، ومن شيعة أوليائه الذين لا يشركون بالله شيئاً..!!

إذن فقد عاد ليشهد على نفسه بأنه لا يختلف عن الذين وصفهم بالمشركين، والفرق أن الذين نعتهم بالشرك فرقة اسمها «الشيعة»، وهو ينتمي إلى فرقة اسمها «أهل السنة»، وكلها «مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»!!

ثم يقول إنه لم يفرّط في القرآن العظيم، والحقيقة أنه فرّط تفريطًا كبيرًا بانتمائه لفرقة من الفرق، وهي «أهل السنة»، فهل هذا معناه أنها حقا «الفرقة الناجية» باعتبار أن الله اصطفى «المهديّ المنتظَر» منها؟!

رابعًا:

إن «أئمة الهدى» هم «الأنبياء» فقط، الذين كانوا يتلقون «الوحي» من الله، وهذا ما نفهمه من آيات الذكر الحكيم، ومن قوله تعالى في سورة الأنبياء «الآية ٧٣»:

«وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ»

إن «أئمة الهدى» هم الذين كانوا يَتَلقّون أوامر الله «يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا» ويعملون بها، ويدعون الناس إلى العمل بها.

ولذلك لم يعد هناك «إمام للهدى» يوحى إليه بعد رسول الله محمد، وكل من ادعوا على مر العصور «أو يدّعون اليوم» أن إمامتهم للمسلمين جاءت بوحي من الله، هؤلاء يفترون على الله ورسوله الكذب!!

إن الله تعالى لم يؤيد النبي الخاتم محمد بـ «آيات حسية» لأن فعاليتها ستنتهي بموته، ولذلك أيده بـ «آية قرآنية عقلية» لتكون هي «الإمام» الذي يُخرج الناس من الظلمات إلى النور، على أيدي «العلماء» المتخصصين في مجالات العلوم المختلفة.

إن أصل كلمة «إمام»، في اللغة العربية، «المثال والقالب» الذي يصنع على شكله مصنوع من مثله، فأطلق لفظ «الإمام» على «القدوة والأسوة» تشبيهاً بـ «المثال والقالَب».

يقول الله تعالى:

«وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً»

ولذلك، ومن هذا المنطلق اللغوي، فلا مانع من أن يُسمى العَالِم «إمامًا»، كلٌ في تخصصه، باعتبار مقام القدوة والتأسي، وليس باعتبار مقام «الاصطفاء الإلهي».

* فمتى يستيقظ المسلمون من سباتهم

* ويخلعون ثوب المذهبية

* ويمسحون من ذاكرتهم المعرفية شيئًا اسمه المصدر الثاني للتشريع

* ويجعلون بوصلتهم نحو إسلام الرسول؟!

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى