لا يوجد «عاقل» يعلم أن المسلمين تفرقوا في الدين إلى فرق ومذاهب عقدية، ثم يتخذ فرقة من هذه الفرق قاعدة ينطلق منها نحو قراءات قرآنية تنويرية معاصرة!!
لا يوجد «مسلم» متدبر للقرآن، يعلم أن «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً» إذا لم يتوبوا فهم في جهنم، ثم يتخذ «مرجعيات» فرقة من الفرق قاعدة ينطلق منها نحو قراءات قرآنية تنويرية معاصرة!!
والسؤال:
لماذا كل هذا الإعجاب الشديد بـ «المفكر السني محمد شحرور»؟!
* لأن ما جاء به من «قراءات قرآنية معاصرة» يهدم أحكام القرآن كلها، ولكن بطريقة خبيثة لا يقف عليها، ولا يستطيع كشفها، إلا العلماء، لذلك يفرح بها المسلمون الذين لم يدخل الإيمان قلوبهم.
انظروا إلى أصحاب الحسابات المعجبين بـ «المفكر السني محمد شحرور»، وأنتم تعلمون لماذا يدافعون عنه، وعن قراءاته القرآنية المعاصرة، ولماذا المرأة بالذات؟!
إن الفيديو المرفق جزء من حوار أجراه الإعلامي «السني» عماد أديب، مع المفكر «السني» محمد شحرور، والدكتور «السني» رضوان السيد، وموضوع الحوار عن «السنة الرسولية والنبوية».
* يقول شحرور:
«مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ»
لو قال: ما كان «لرسول»، معناه أن الرسول جاءه أمرا تشريعيًا رساليًا وخالفه، أما هو فاستشار أصحابه وجاء التصحيح، لتثبيت رأي عمر الذي قال الرسول عنه «لو كان نبي بعدي لكان عمر».
* وعلى إساس الآية والحديث «السني» خرج شحرور بنتيجة:
«إذن في كل الأمور وتصرفات الدولة والاجتهاد في آيات الأحكام، وفي الحدود..، هو اجتهاد نبوي، لا يحمل الطابع الأبدي.
# أقول:
المتدبر للقرآن، يعلم علم اليقين، الفرق بين «مقام النبوة» و«مقام الرسالة»، دون الاستعانة بـ «الأحاديث السنية»، ولا بـ «أسباب النزول»، ولا بأي مصدر معرفي خارجي غير «اللغة العربية».
وهذا ما يُميّز «مشروعي الفكري» عن أي مشروع آخر.
* عماد أديب:
ما هو المقياس؟!
* رضوان:
قول النبي الثابت بالأسانيد الصحيحة، مثل قوله:
«يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب»
فهذا حكم شرعي يترتب عليه نتائج، التحريم بالرضاعة، وهذا من «السنة النبوية»، وليس من «السنة الرسولية»، فهو لا يعتبر أننا ملزمون بالاقتداء به إلى أبد الآبدين.
# نحن الآن في ساحة فرقة «أهل السنة والجماعة».
وقوله: «بالأسانيد الصحيحة» هو الدليل على أن المسلمين تفرقوا في الدين، وأشركوا بالله تعالى، ويصبح السؤال المنطقي:
على أي أساس تبحثون مفهوم السنة النبوية والرسولية؟!
يا أيها الأذكياء:
إن النبي إذا تحدث، وكان حديثه تشريعًا إلهيًا، يستحيل أن يُتركه الله للرواة وللمحدثين، كلٌ حسب مدرسته في التصحيح والتضعيف، والجرح والتعديل!!
وبذلك أكون قد نسفت هذه القضية من جذورها في سطرين، وليس بعشرات المؤلفات، ومئات الفيديوهات، التي يفتخر بها «الجُهّال»، ويفرح بها «المساكين»، ويدخل بسببها «السُنيّون» السجون!!
* شحرور:
فيما يتعلق بأمور الدولة وبناء الدولة والأحكام، كقوله:
«لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»
أقول هذا الكلام لو صح، فهل هو أبدي أم غير أبدي؟!
هو «سنة نبوية»، فهو غير أبدي.
# يا عم شحرور، مالك انت ومال «روايات أهل السنة» صحت ولا ما صحتش؟!
لماذا لا تريدون أن تلقوا الله وأنتم «مسلمون»؟!
* رضوان:
هو يغير الألفاظ فقط، يقول إن «السنة الفعلية» إذا ثبتت فهي أبدية، و«السنة القولية» حتى لو ثبتت فهي ليست أبدية!!
* عماد أديب:
يعني أعرف منين إذا كان حديث الرسول…
# وهل كان ممكن أن يسأل: واعرف منين إن هذه الآية من الله؟!
* رضوان:
إذا كان يُعبر عن فعل الرسول فهو أبدي.
# الآن سيتحدثون عن «التواتر العملي»
* شحرور:
ماشي أبدي!!
# إذن محمد شحرور يؤمن بـ «التواتر العملي السني»، ويؤكده بقوله «ماشي أبدي»!!
* رضوان:
يعني «الفعل» مروي بطريقة صحيحة، إذن فهذا التصرف ينبغي أن نطبقه إلى الأبد.
وإذا ثبت لنا «قول» عن رسول الله، فهذا من «النبوة» ولسنا ملزمين بتطبيقه.
* عماد أديب:
يعني عندما يقول اطلبوا العلم ولو في الصين؟!
* رضوان:
إذا صح، فهذا ليس أبديًا.
# نلاحظ: «إذا صح»!!
ولكن ما قولك في حديث:
«يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب»
# سنلاحظ أن «شحرور» يهرب من الإجابة على هذا السؤال حتى نهاية الحلقة.
* شحرور:
المشكلة كيف تحولت «السنة» إلى «حديث»؟!
«السنة النبوية» ليست الحديث أصلًا، الحديث ظهر بعد متين سنة، والصلاة وصلتنا كما هي، دون أن يكون للفقهاء والمحدثين فضل في وصولها إلينا كما هي؟!
# فهل «القرآنيون»، و«الملحدون المسلمون»، المعجبون والمدافعون عن «محمد شحرور»، يُصلون الصلوات الخمس كما يُصلّيها المسلمون اليوم، استنادا إلى فتوى شيخهم «السني محمد شحرور»؟!
رضوان:
لا، المسلمون هم الذين لهم الفضل.
شحرور:
لأنه لم يأت يوم على الناس نسوا الصلاة، أو نسوا الصوم، ثم جاء من يذكرهم بها.
# إن من سمات «المنافقين»، خاصة في مجال الفكر الإسلامي، أن تراهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض!!
فيا أيها «الملحدون المسلمون»، يا من تقدسون شيخكم «السني محمد شحرور»، هل سمعتم ما قاله؟!
أم عندما نأتي إلى الأحكام التي يتفق فيها مع السلفية، والسلفية الجهادية، والدواعش..، ستقولون لنا ديننا وله دينه؟!
* عماد أديب:
هم صلوا كما صلى.
* شحرور:
وتواترت، هذه الأمور، «السنة الرسولية»، وصلتنا السنة الفعلية، وليس للفقهاء والمحدثين فضل فيها، لأنها وصلتنا فعلا.
# هل تعلمون أن معنى هذا الكلام الذي صرّح به «شيخكم السني شحرور» أن كل ما يفعله اليوم أتباع الفرق والمذاهب العقدية المختلفة في الصلاة، يعتبر فريضة واجبة الاتباع، ويحرم تركها، لأنها متصلة برسول الله؟!
هذا الذي ذهب إليه محمد شحرور في مسألة «تواتر الصلاة» اعتبره مصيبة فكرية لا تصدر عن «عالم» تدبر القرآن، لماذا؟!
لأن ما يسمونه بـ «التواتر العملي» تواتر «مذهبيًا»، ولا يوجد عليه إجماع بين المسلمين إلا في الأركان، كهيئة الصلاة، وعدد الصلوات، وعدد الركعات، ومواقيت الصلاة.
إن ما ذهب إليه محمد شحرور يعني أن «كل ما يفعله» المسلمون في صلاتهم، من أركان وفروع، على مستوى جميع الفرق الإسلامية، أصبح «فريضة» واجبة الاتباع، لقوله عن «السنة الرسولية»: «وصلتنا فعلا».
إلا إذا كان محمد شحرور يعتبر المسلمين هم فقط أتباع فرقة «أهل السنة والجماعة»؟!
وهنا تظهر أهمية «منظومة التواصل المعرفي»، التي انفرد بها «مشرعي لفكري»، والتي تنسف مسألة «التواتر العملي المذهبي»، ويُرجع في بيان ذلك إلى كتاب «المدخل الفطري إلى الوحدانية» على موقعي.
* شحرور:
المشكلة حصلت عندما جمعوا أقوال رسول الله، وكذب عليه كثيرا، وأرادوا أن يُنقحوا ما قال.
ثم جاء تعريف «الشافعي» للسنة:
«كل قول أو فعل أو تقرير قام به النبي»
هذا التعريف لي تحفظ واحد عليه، وهو أنه حول الثقافة العربية السائدة في القرن السابع إلى دين.
# يا صاحب القراءات المعاصرة التنويرية، مالك انت ومال «الشافعي» علشان تتحفظ على ما قال، ثم من أدراك أنه قال؟!
رضوان:
رأيه «يقصد شحرور» مناقض تماما لرأي الفقهاء عبر العصور، الذين يقولون:
إن «السنة الفعلية» إن لم يأمرنا رسول الله «قولا» باتباعها، فإنها لا تعتبر «سنة».
فالنبي رفض تناول «الضب»، فهذا «فعل» له، لأن أكل زملاؤه وهو لم يأكل، قالوا:
إنه استقزره، فهل هذه «سنة فعلية» فلا نأكل لحم «الضب» لأن النبي لم يأكله؟!
ومع هذا «الفعل»، هناك «قول» النبي «إنه يستقزره ولا يُحرمه».
فنحن نتبع النبي ونصلي لأنه قال «صلوا كما رأيتموني أصلي».
أي أن «السنة القولية»، عند الفقهاء، أقوى من «السنة الفعلية»، فـ «السنة الفعلية» إذا أثبتتها «السنة القولية» تصبح قدوة.
فهو «يقصد شحرور» يقلب المفهوم رأسا على عقب.
# طبعا كل هذا «العك الفكري»، الذي يعيش داخله السلفيّون والعصريّون المستنيرون، قد ابتعد عنه تماما «مشروعي الفكري» بما سميته بـ «منظومة التواصل المعرفي»
* عماد أديب:
فإذا لم يفعل شيئا، وفي نفس الوقت يقول لرفاقه افعلوا أو لا تفعلوا، فنحن غير ملزمين بكلامه، وترك لهم الخيار.
* رضوان:
الأمر الثاني والأهم، أن الدكتور شحرور يلغي «السنة»، لماذا، لأنه يربطها بالقرآن، فكل الأمثلة التي أتى بها من «أفعال» الرسول صححها له القرآن، لأنها كانت من اجتهاداته.
فالنبي له اجتهاداته، وليس دائما وظيفته «رسالية»، فنحن متأكدون من عصمته لأن الله يصحح له، دون أن يخبرنا بذلك.
إنما المشكلة في القول بعدم وجود «سنة»، بينما يثبت عندنا بالقرآن وبالأحاديث النبوية الصحيحة، أن «السنة» مقارنة للقرآن من حيث الحجية التشريعية.
إلى درجة أن الإمام الشافعي قال إنه إذا ثبتت «السنة» بالتواتر يجوز أن تنسخ القرآن، وهذا ما يخالفه فيه الدكتور شحرور.
# ما قاله رضوان حقيقة، ولكنها من وجهة نظر فرقة أهل السنة والجماعة، فيأتي شحرور ومن هم على شاكلته من أتباع أهل السنة، ويرفضون أن تكون هذه حقيقة!!
المهم أنهم جميعًا يعيشون مع أهل السنة في خندق واحد، مع اختلاف الأدوار، وتعدّدها، والترخص فيها، وقبول البعض ورفض البعض..، إلى آخر هذه «العشوائية» التي تُميّز من يعيشون في هذا الخندق!!
* عماد أديب:
لأنه يعتقد إن أخطر شيء حدث في هذه المرحلة أن اجتهادات الفقهاء أصبحت راسخة وكأنها دين.
* شحرور:
من قال إنها «سنة» وهي ملزمة وو…، العلماء قالوا ذلك، فهنا يجب أن يُعرض أي حديث من أحاديث رسول الله على كتاب الله.
# يا أيها المجدد المعاصر المستنير، يا أيها المفكر السني المذهبي، بأي منطق، وبأي شرع، تعرض شيئًا لا أصل له في دين الله تعالى؟!
لقد قلت لكم إن مسألة «مرويات السنة النبوية» قد نُسفت نسفًا بسطرين فقط، فمن وراء إشغال المسلمين بهذه المسألة، وتسويد منشورات الفيس بها؟!
لقد أصبحت منشورات ممقوتة، يلعب به «الغلمان»، ويُعجب به «الجُهّال»، تفتح الفيس تجد أمامك ذم البخاري، تطلع فوق تجد ذم رضاع الكبير، تنزل تحت تجد رجم القرود الزناة، تفتح الحنفية تجد الحديث عن إنجازات شحرور!!
طبعا كل هذا داخل مجتمع «أهل السنة والجماعة»!!
* عماء أديب:
يعني تعيد مرجعية الحديث إلى كتاب الله؟!
* شحرور:
بدون شك!!
* رضوان:
لا شك في رفض الأحاديث النبوية التي تناقض القرآن، إن لم يمكن التوفيق بينهما لصالح القرآن، هذه ليست المشكلة.
# طبعا هو هنا يتحدث عن الرفض بمقاييس علماء الجرح والتعديل التابعين لفرقة «أهل السنة والجماعة»!!
* رضوان:
المشكلة أن كثيرًا جدا من الأحكام الشرعية الفروعية، التي أحيانا تكون تفسيرًا وتبيانًا للقرآن، أو مستقلة عن القرآن، ثبتت بالسنة، فإذا ثبتت صحة هذا الحديث، بأي مقياس نخترعه، هذا حكمه ثابت وإلا يلغى نصف الدين.
أصحاب التفاسير الحديثة للقرآن يخافون من السنة، ويهربون منها، لأنها تدخل في تفاصيل وهم يريدون التجديد، ويعترونها عائقًا في وجه هذ التجديد.
فالدكتور شحرور بهذا التخريج أراحهم.
# نعم هذا صحيح، أراحهم، وهدم أحكام القرآن كلها باسم التجديد!!
* شحرور:
ولماذا هو تخريج؟
«يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ»
«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ»
آيات صريحة في كتاب الله، مرة تخاطب الرسول في مقام الرسالة، وأخرى تخاطبه في مقام النبوة، وهذا ليس مقامًا واحدًا.
فالرسالة أحكام، والنبوة علوم وتعليمات.
# وهذا هو «الجهل» بعينه!!
«النبي» يتلقى «الوحي» من ربه، وهذا «الوحي» إما أن:
١- يكون خاصًا بعصر التنزيل واكتمال الدين، ثم ينزل بموضوعه، وليس بتفصيله، «وحي قرآني» يكون ضمن محتوى رسالة الله العالمية الخاتمة، كقوله تعالى:
«وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ»
٢- أو هو محتوى رسالة الله العالمية الخاتمة، وهو القرآن الذي بين أيدي الناس اليوم، لا فرق بين أول سورة فيه، وآخر سورة، ولا بين الأحكام والعلوم والتعليمات!!
لقد كانت سور القرآن كلها موضوع «التحدي» الذي عجز أهل اللسان أن يصمدوا أمامه، وعندما لفت الله نظر المنافقين إلى وجوب تدبر القرآن، كان المقصود القرآن كله:
«أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»
* شحرور:
مثال:
«يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ..»
فهل الله يُصدر تشريعًا أبديًا من أجل نساء النبي وهن تسعة؟!
هذه تعليمات وليست تشريعات.
# أم أقل لكم إن هؤلاء «ملحدون»، «جهلاء»، «عشوائيون»، لا يؤخذ منهم فهم لكتاب الله؟!
يقول شحرور: إن ما يتعلق بالنبوة تعليمات وليس تشريعات!!
هذا إذا كان الحدث يتعلق بعصر التنزيل، ولم يأت القرآن بتفصيل له، أما عندما يُحرّم القرآن الفواحش، ثم يقول لنساء النبي:
«يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً»
فهذا يا أيها الجاهل «تشريع»!!
ثم عندما يقول الله بعدها:
«يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ … وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ..»
فهذا يا أيها الجاهل «تشريع»!!
* شحرور:
وهذا ينطبق على كل الآيات التي تخاطب النبي، تصحح له، أو تعطيه تعليمات تحمل الطابع المرحلي ولا تحمل الطابع التشريعي.
فعندما يقول الله:
«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ..»
فالله يخاطبه هو في مقام النبوة، وليس في مقام الرسالة.
# كفاكم ضحك على «المساكين» المخدوعين فيكم، يحسبونكم على علم، فهذه الآية قد أشارت إلى «تشريعات» خاصة بالمسلمين عامة:
«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ … قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا (عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ)..»
* رضوان:
دعنا من تعريف الشافعي للسنة، وأنها محصورة بالحديث النبوي، والحديث هو الذي ثبتت صحته..، دعنا من هذا.
وتعالى نشوف أحكام تشريعية طبقها المسلمون بناء على «السنة القولية» لرسول الله، عبر العصور بشكل متواتر، مثل:
«يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب»
# الحديث الذي هرب من الإجابة عليه من أول الحلقة، وسيهرب من الإجابة عليه بقوله إنه لم يبحث موضوعه!!
* شحرور:
أنا لم أبحث هذه، فماذا عن:
«أحل لكم ميتتان ودمان»
هنا يوضح آية أحكام.
* رضوان:
«الدمان» الكبد والطحال، و«الميتتان» السمك والجراد.
* شحرور:
نعم، نعم، قال تعالى:
«قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ..»
فهل الكبد دم مسفوح، وهل الطحال دم مسفوح؟!
إذن الرسول لم يقل هذا الحديث.
# وها هو يختم حواره في هذا الجزء بـ «جهل مركب»!!
الآية تتحدث عن المحرمات، ومنها «الدم المسفوح»، فما علاقة حرمة «الدم المسفوح» بسؤاله العقيم:
«فهل الكبد دم مسفوح، وهل الطحال دم مسفوح»؟!
إن غير «الميتة» حلال، بشروطه، وغير «الدم المسفوح» حلال، وهو الدم الذي صار مع اللحم والعروق شيئًا واحدًا، كالكبد، ولم يعد «دمًا مسفوحًا»!!
هذه مجرد عينة، للرد على أنصار ومحبي «المفكر السني محمد شحرور»، ليحددوا موقفهم:
هل هم مع المشركين:
«الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»؟!
أم مع الموحدين الذين:
«قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ»
استيقظوا من «سباتكم»، فالموت أقرب إليكم من «شهيق».
محمد السعيد مشتهري
https://www.facebook.com/mohamed.moshtohry.1/videos/1534800406601836/