نحو إسلام الرسول

(94) 26/12/2013 (بدون عنوان)

إن من حق شعوب العالم أن تخاف من الإسلام، ومن المسلمين، ومن الخلافة الإسلامية!! فمنذ عصر الدولة الأموية، وإلى اليوم، والشعوب التي حُكمت باسم “الخلافة الإسلامية” تعاني من القهر، والاستبداد، والظلم، والكذب، والخداع، والتقية، وسفك الدماء بغير حق…، وكل هذا باسم “التمسك بالكتاب والسنة”!! لقد هجروا “الكتاب”، وافتروا “السنة”، وسفكوا الدماء بغير حق، وأقاموا “الحكم العضود”، على جثث الأبرياء، باسم الخلافة الإسلامية!! واليوم يسفكون دماء الأبرياء لإعادة الخلافة الإسلامية!!
إن الذين ينتمون إلى الجماعات والأحزاب التي قامت على أساس ديني، وعلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، هؤلاء الذين تحالفوا مع الجماعة “الإرهابية” عاما كاملا، وفي الليل أعدوا ما استطاعوا من قوة السلاح، لإقامة هذه الخلافة “المذهبية” على جثث الشعب المصري، أما في النهار، فيقفون على منابر الدعوة، ويتحدثون في الفضائيات، كممثلين عن الإسلام…، هؤلاء أسألهم:
أولا: ما الذي جعل “الخلافة الراشدة” لا تدوم طويلا، وسقطت مرة واحدة بعد خلافة الحسن بن عليّ، وتحولت إلى ملك عضود على يد معاوية بن أبي سفيان، ولم تعد مرة أخرى إلى يومنا هذا؟!
ثانيا: أين الدليل الشرعي الذي تستندون إليه، في وجوب إقامة الخلافة الإسلامية مرة أخرى، بعد أن أصبحت ملكا عضودا قرونا من الزمان؟!
ثالثا: أي النماذج [التاريخية] ستختارون لإقامة هذه الخلافة، هل هو نموذج الخلافة الراشدة، أم نموذج الحكم العضود؟!
رابعا: ما هي المصادر [التاريخية] التي سترجعون إليها في اختيار هذا النموذج؟! أليست هي أمهات كتب الفرق والمذاهب المختلفة الموجودة في المكتبة الإسلامية اليوم؟!
خامسا: هل ستختارون النموذج [خلافة راشدة – حكم عضود] من أمهات كتب “السنة”، أم “الشيعة”، أم “الزيدية”، أم “المعتزلة”، أم “الأباضية”؟! ولماذا هذا الاختيار؟!!
الحقيقة، إن كل هذه الأسئلة ما هي إلا لإلقاء بعض الضوء على المأساة الفكرية والعقلية التي يعيشها المجاهدون من أجل حلم الخلافة الإسلامية!! لقد حالت “المذهبية” بينهم وبين آليات عمل قلوبهم؛ آليات التفكر، والتعقل، والتدبر، والنظر…، فلم يدرسوا تاريخ إسلامهم السياسي الوراثي، ولم يعلموا أن كل “الأحاديث” المنسوبة إلى رسول الله، والتي جاءت في باب “الخلافة”، هي من وضع رواة هذه الفرق وأئمتها ومحدثيها!!
فمثلا، كيف تُروى “أحاديث” أن النبي أوصى لعلي بن أبي طالب بالخلافة، كما يؤكد “الشيعة”، و”أحاديث” أخرى تُبين أن النبي استخلف أبا بكر، كما يؤكد “أهل السنة”؟!! انظروا النبي واحد، ونموذجان الخلافة مختلفان، فأيهما نختار؟!! إن كل هذه “الأحاديث” وُضعت استجابة للواقع السياسي الذي كان موجودا في عصر التدوين!! لذلك أقول: إن مسألة “الخلافة الإسلامية”، التي تُسفك بسببها الدماء الآن، لم ينص عليها الله تعالى في كتابه، وإنما صاغها الرواة والمحدثون حسب توجهاتهم “المذهبية”، بعد أحداث “الفتن الكبرى”!!
لقد انقلب المشاركون في الفتن الكبرى على أعقابهم، وانقلب خلفاء الدولتين الأموية والعباسية على أعقابهم، وانقلب أتباع الفرق المتصارعة، والمذاهب المتخاصمة، على أعقابهم، وها نحن نعيش اليوم عصر الانقلاب على الأعقاب باسم الجهاد في سبيل إقامة الخلافة الإسلامية!!!
نعم… إن من حق شعوب العالم أن تخاف من الإسلام، ومن المسلمين، ومن الخلافة الإسلامية!!

“وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ”

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى