نحو إسلام الرسول

(90) 22/12/2013 (بدون عنوان)

دعاني الأستاذ “بيان الدين” أمس لزيارة صفحته، وهي بعنوان “الرد من منظور الفكر الإسلامي الأحمدي”، ومع احترامي وتقديري لكل أصحاب التوجهات الفكرية الإسلامية [وغير الإسلامية]، فإن “الجماعة الأحمدية”، ومؤسسها ميرزا غلام أحمد، الذي ولد عام [1835م] في بلدة “قاديان” بالهند، وخرج على الناس في عام [1890م] مدعيا “النبوة” وأنه “المهدي المنتظر والمسيح الموعود”…، هذه الجماعة تحتاج مني أن أبعث إليها بكلمة، يستفاد منها الناس جميعا:
أولا: لقد تعلمنا من أصول البحث العلمي أنه لا “علم” بدون برهان، والفكر الإسلامي “علم”، وعندما نصفه بأنه “أحمدي”، فهذا يقتضي أن يقوم الفكر الأحمدي في فهمه لـ “الإسلام” على “العلم”، وليس على الكرامات والرؤى والروايات الطائفية المذهبية!!
لقد أقام مؤسس “الجماعة الأحمدية” مذهبه الفكري على “روايات” تحدثت عن نزول “المسيح”، وعن بعثة “المهدي المنتظر”، والموجودة في كتب “أهل السنة”…، وطبعا كلها تخالف الموجودة في كتب “الشيعة” الذين مازالوا ينتظرون خروج “المهدي” من محبسه!!
ولقد أقام “ميرزا غلام أحمد” أيضا مذهبه الفكري على تأويلات مذهبية متعسفة لآيات الذكر الحكيم، بما يخدم مذهبه، والتي لا تستقيم مطلقا مع السياق القرآني التي انتزعت منه!!
ثانيا: نعلم أن كل الفرق والمذاهب الإسلامية ظهرت بعد أحداث “الفتن الكبرى”، فلم يكن لها وجود في حياة النبي محمد، عليه السلام. فإذا كان مؤسس هذه الجماعة أقام “نبوته” على “أحاديث” فرقة “أهل السنة”، ويدعي أن الله تعالى أوحى إليه [من قرن تقريبا] بأنه هو “المهدي المنتظر والمسيح الموعود”، فهل هذا يعني أن فرقة “أهل السنة” هي الفرقة الوحيدة الناجية يوم القيامة، وباقي الفرق في النار، لأن الله اصطفى منها “المهدي المنتظر والمسيح الموعود”؟!!
وهل على هذا الأساس تصبح كل كتب أحاديث “أهل السنة” صحيحة، و”أحاديث” الفرق الأخرى باطلة!! وإذا كان “ميرزا غلام أحمد” قد اعتمد على “أحاديث” أهل السنة في إثبات “نبوته”، فهل معنى هذا أن كل “الأحاديث” الموجودة في كتب “أهل السنة” وحي من الله تعالى، ليس فيها ضعيف ولا موضوع؟!! وهل يستقيم “شرعا” و”منطقا” أن يكون “الوحي الإلهي” فيه الضعيف والموضوع؟!!
ثالثا: “ميرزا غلام أحمد” ليس “عالما”، ولم يؤسس مذهبه على “العلم”، لذلك أعلن الحرب على كل الفرق الإسلامية كلها، واتهمها بالضلال، وخاصة “الشيعة”، وذلك لتثبيت دعائم “مذهبه”، دون “برهان” من الله تعالى، ونسي [أو تناسى] أنه أقام نبوته [المدعاة] على “مرويات” أهل السنة والجماعة!! فتعالوا نتعرف على ما قاله في كتابه “سفينة نوح – الخزائن الروحانية – ج 19 ص 76″، متهما أئمة “السنة” و”الشيعة” بأنهم لم يفهموا “الروايات”، ولا “الآيات القرآنية”، التي جاءت تبيّن أنه هو “المهدي المنتظر” و”المسيح الموعود”، وقد بعثه الله فعلا…، فانظر ماذا قال:
[على أيّة الفِرَق يسلُّ سيفه مسيحُكم ومهديكم “الخياليّان”، في زمن الشقاق والتفرقة بين المسلمين يا ترى؟! أليست “الشيعة” في رأي “أهل السنة” تستوجب أن يُسلَّ السيفُ عليهم، كما أن “أهل السنة” عند “أهل الشيعة” يستحقون أن “يُمحَوا” و”يُبادوا” عن بكرة أبيهم؟! فأيًا تجاهدون ما دامت فِرَقُكم الداخلية هي نفسها “مستوجبةً العقاب” حسب معتقداتكم؟!].
انظر إلى قوله “حسب معتقداتكم”، فهو يرى أن كل فرقة تعتقد في كفر الأخرى، وطبعا هذا الاعتقاد لم يأت من فراغ، وإنما جاءت به “الأحاديث” التي تكفر على أساسها كل فرقة الأخرى، إذن فهو يُقر ويعترف بأن الأساس الذي أقام عليه مذهبه الفكري، الذي هو روايات “أهل السنة” يستوجب العقاب!! فهل يا ترى كان يعلم ذلك أم كان لا يعلم؟!!
الحقيقة لقد وجدتها فرصة لإلقاء بعض الضوء على فكر هذه الجماعة، وأتيت بدليل واحد فقط من مؤلفات مؤسسها يُبطل “نبوته”، وهناك عشرات الآيات القرآنية تبين ذلك، ولكنها دراسة مطولة من عشرات الصفحات ليس مكانها هذه الصفحة.

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى