نحو إسلام الرسول

(89) 21/12/2013 (“إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى” )

إن من أنصار “الفُرقة والمذهبية” من يعتقدون أن كل ما نطق به رسول الله في حياته كان وحيا
يوحى، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى “وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى”!!! وهكذا تقف “المذهبية” حاجزا بين المرء وآليات التفكر والتعقل والتدبر…، فالله تعالى، في سياق هذه الآيات، لم يوجه خطابه أصلاً للمؤمنين، وإنما خاطب المكذبين الكافرين، وهؤلاء لم تكن قضيتهم مع رسول الله “أحاديثه”، التي عرفوه بها جيدا قبل بعثته، وإنما كانت قضيتهم هي ما نطق به رسول الله من آيات الذكر الحكيم!!
إن حديث رسول الله لم يكن في يوم من الأيام موضع اتهام أو تكذيب أو إعراض من قومه، سواء كان ذلك قبل بعثته أو بعدها. لقد مكث رسول الله بين قومه عمره، فهو صاحبهم الذي عرفوه جيدا، وعرفوا حديثه، وعلموا أسلوبه..، وعرفوا الفرق بين كلامه وكلام الله…، إذن فمتى حدث اتهامهم له بالضلال والغواية؟! حدث ذلك عندما نطق بالقرآن وأعلن أنه رسول رب العالمين، ونزل القرآن يدافع عنه، وبين أنه لم ينطق بهذا القرآن عن هواه، وإنما نطق به عن وحي أوحاه الله إليه، فقال تعالى في سورة النجم: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى [1] مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [2] وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى [3] إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى [4] عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [5]
لقد بلّغ رسول الله رسالته كاملة غير منقوصة، وإن ما نزل عليه من وحي قرآني هو ما شاء الله أن تشمله رسالته من مواقف وأحداث عصر التنزيل واكتمال الدين، والذي يجب على الناس معرفته واتباعه. لذلك لم يتعهد الله تعالى بحفظ غير نصوص رسالته، آيات الذكر الحكيم، وإلى يوم الدين، فتدبر: “وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً”.
نعم، لقد تحدث رسول الله مع قومه وأهل بيته بأحاديث كثيرة، لا يشك في ذلك عاقل، ولكن الذي أمره الله بتلاوته وتدوينه في كتاب هو نصوص “آيته القرآنية”.

* إن محبة رسول الله بدهية إيمانية، والغلو فيها فتنة شيطانية.

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى