نحو إسلام الرسول

(87) 18/12/2013 (بدون عنوان)

سأل سائل: لقد ظل المسلمون في حالة تفرق وتخاصم قرونا من الزمان، ومازالوا على أرض الواقع يفعلون، وكل طائفة تدّعي أنها على الحق المبين، وأنها الطائفة الناجية يوم الدين، وأنها المتبعة لسنة النبي العظيم…، فأين نجد “الإسلام الحق” لنتبعه، وسط هذه المنظومة العالمية من الفُرقة والمذهبية؟! أقول:
أولا: استمرار تفرق المسلمين وتخاصمهم قرونا من الزمان، وعلى مستوى العالم، حجة عليهم وليس على الإسلام…، فلنحذر من هذه الشبهة!!
ثانيا: خلق الله تعالى الإنسان بآليات للتفكر والتعقل والنظر… آليات عمل القلب، ليكون مسئولا أمام الله عن تديّنه هو، وليس عن تديّن غيره، قال تعالى في سورة الإسراء: “وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً”. وقوله تعالى “ما ليس لك به علم”، يُبيّن أن “العلم” هو القاعدة التي ينطلق منها التوحيد، والإيمان بـ “النبوة”، ومعرفة الحق من الباطل…، كل ذلك عن طريق تفعيل آليات عمل القلب…، تدبر قول الله تعالى في سورة آل عمران: “شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَ[أُوْلُوا الْعِلْمِ] قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”…، فلننتبه إلى هذه الحقيقة.
ثالثا: الإيمان بـ “النبوات” قام على أساس الإيمان بـ “الآية” الدالة على صدق “النبي” في بلاغه عن الله، ولقد كانت الآيات “آيات حسية”، يؤمن بها من شاهدها، وعلى أساس هذا الإيمان يتبع ما أنزله الله على الرسول. ثم انتهى عصر “الآيات الحسية” ببعثة خاتم النبيين محمد، عليه السلام”، وجاء عصر “الآية العقلية”، عصر “الآية القرآنية”، التي يدخل الناس في الإسلام على أساس الإيمان بها، على مر العصور وإلى يوم الدين. ومقتضى الإيمان بهذه “الآية” الإيمان بصدق “نبوة” رسول الله محمد، الذي أنزل الله عليه هذه “الآية القرآنية”، واتباع كل ما جاء بنصوصها.
رابعا: واليوم، لا يصح إسلام المرء إلا إذا قام على أساس إيمانه بهذه “الآية القرآنية” وأنها الكتاب الإلهي الواجب الاتباع، والبرهان الوحيد، الذي يملكه المسلمون اليوم، على صدق “نبوة” النبي الخاتم محمد، عليه السلام. وهذا “الإيمان” يقتضي ألا يجعل المسلم بينه وبين “نبوة” رسول الله محمد وسيطا، ومن جعلوا أنفسهم وسطاء بين المسلم و”نبوة” النبي هؤلاء قُطّاع طريق “النبوة”، أي قُطّاع السبيل إلى “الوحي الإلهي”. والمصدر الوحيد لمعرفة طريق “النبوة” هو كتاب الله تعالى، وتعلم كتاب الله لا يكون إلا بـ “العلم”، وبأدوات فهم آياته، وكلها أدوات حملتها نصوص “الآية القرآنية”، ولكن الإشكال أنها تحتاج إلى فهم وتدبر لما سبق بيانه لمعرفة حكمة ورود قوله تعالى: “وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ”، في أربعة مواضع متتالية في سورة القمر!!
خامسا: وبعد أن يبدأ المسلم يتعامل مع “الآية القرآنية”، ويتدبر نصوصها، سيعلم أين يجد “الإسلام الحق” ليتبعه، وسط هذه المنظومة العالمية من الفُرقة والمذهبية!! فالله تعالى يقول لرسوله محمد في سورة الأنعام: “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ”، تدبر جيدا قوله تعالى “لست منهم في شيء”، لتعلم أنه أصبح فرض على كل من أسلم لله تعالى أن يقول، استجابة لأمر الله تعالى: “وأنا لست منهم في شيء”، “وليسوا مني في شيء”!! وعلى الفور يخلع لباس “الفُرقة والمذهبية” وإلا يكون قد نقض كل ما سبق!! وإذا مات المسلم على ذلك، وسأله ربه: لماذا تركت “سنة النبي” التي وجدت عليها آباءك؟! سيقول لله عز وجل: لقد عرفت نبيك من كتابك، فاتبعت “سنته” التي “حدّث” بها كتابك!! وإذا سأله ربه: ولماذا تركت فرقتك، وأئمتها، وعلماءها، ودعاتها…؟! سيقول يا رب: أنا لم أستطع أن أتخذ بيني وبين “النبوة” شيخا أو إماما.

* إن المسلم الذي دخل الإسلام من باب “الآية القرآنية” لن يجعل بينه وبين “نبوة” رسول الله محمد وسيطا، إماما كان أو شيخا.

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى