لقد كان «محمد شحرور» ذكيًا عندما وضع «القواعد» أولًا، وحدد «المصطلحات» التي سيقيم عليها «دينه الإسلامي الجديد»، الذي يُرضي منظمات حقوق الإنسان، والدول الموقعة على اتفاقية «سيداو»، وطبعا أهل الهوى والشهوات المحرمة.
إن الذين صنعوا من «محمد شحرور» مفكرًا إسلاميًا عصريا تنويريا على حساب هدم القرآن وأحكامه، هم «الجهلاء»، الذين يتبعون ويقلدون بغير علم، وقد سبق بيان تهافت القواعد والمصطلحات التي أقام عليها مشروعه الفكري في كثير من المنشورات.
فهل يعلم الذين صنعوا من «محمد شحرور» مفكرًا إسلاميًا أنه يبيح «الزنى» بشرط ألا يكون «علنيًا»، أو مع امرأة «متزوجة»؟!
في مداخلة هاتفية مع برنامج «القاهرة اليوم»، في حضور عمرو أديب وخالد الجندي، يقول «شحرور» عن تعريف «الزنى»:
«الزنى هو أن تكون العلاقة الجنسية مع:
* امرأة متزوجة
* أو أن يحدث في العلن أمام الناس
أما إذا كانت هذه العلاقة الجنسية في مكان مغلق، وبالاتفاق بينهما، سواء بأجر أو بغير أجر، والمرأة ليست متزوجة، فهذه العلاقة حلال شرعا»!!
هذا مثال لثمرة من ثمار شجرة «شحرور الإلحادية»، التي يجنيها من «يدّعون الإسلام» وهم لا يعترفون بـ «الإسلام» دينًا إلهيًا، ولا بـ «الإيمان» أصلًا عقديًا يقوم عليه الالتزام بأحكام القرآن، «ملة وشريعة»!!
إنهم لا يعلمون عن «الإيمان والإسلام» شيئًا إلا أن تكون «مسالمًا يأمنك» الناس، فيعيش الجميع في أمن وسلام، بعيدا عن الملل والنحل والعقائد الدينية المختلفة.
ولقد بعث الله نبيه الخاتم محمدًا للناس جميعا، وأيده بـ «آية قرآنية» دالة على صدق نبوته حملها كتابه في ذاته، وتعهد الله بحفظها لتكون حجة على الناس جميعًا إلى يوم الدين، ولكن لقوم «يعقلون».
إن أي إنسان يعلم بدهيات منهج البحث العلمي، يستطيع إسقاط ظاهرة «الإلحاد الشحرورية» في ساعة من الزمن، بمجرد أن يسقط القواعد التي قامت عليها، ولكن يبدو أن الظاهرة تحولت إلى «هوس» لا يُرجى شفاؤه.
محمد السعيد مشتهري