عندما يظن الإنسان أن «الإيمان القلبي» كاف لنجاته من عذاب الله في الدنيا والآخرة، دون العمل بما أنزل الله، سلوكًا عمليَا في حياته، ثم يأتيه عذاب الله في أي صورة من الصور، ويدرك أن ظنّه كان في غير محله، يلجأ إلى الله يدعوه ليتوب عليه، ولكن بعد فوات الأوان، فالله لن يقبل توبة من أدركه الموت، فتدبر:
* «وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ»
* «حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ»
* «قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ»
ثم تدبر كيف ساوى الله بين حالة الذين يعملون السيئات، ولا يتوبون، والذين ماتوا وهم كفار:
* «وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ»
* «أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً»
ثم تدبر قول الله تعالى:
* «فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ»
* «فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا»
* «سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ»
* «وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ»
إن هذا الذي قمت ببيانه في عشرات الكلمات، قاله أهل «اللسان العربي» في أربع كلمات:
«فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ»
لذلك أقول، وأكرر:
إن الذين يلحدون في الآيات القرآنية، يضحكون على أنفسهم، وعلى المساكين الذين يتبعونهم، ويقولون لهم:
إن «اللسان العربي» غير «اللغة العربية»، وأن «اللغة العربية» من «اللغو»، وقد نهى الله عنه، وهذا الذي قالوه باطل، وقد قمت بالرد عليه في كثير من منشورات الصفحة.
وإذا كان أهل «اللسان العربي» وحدهم هم الذين يستطيعون فهم القرآن واستنباط أحكامه، فأين هم اليوم، ولماذا لم يخرجوا إلينا ببيان هذه الجملة المكونة من أربع كلمات؟!
«فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ»
طبعا أهل «اللسان العربي» هم الذين نزل عليهم القرآن، وكان ينطق «لسانهم» بـ «اللغة العربية»، التي حفظها الله في مراجعها، التي استقينا منها معنى هذه الجملة، ولولاها ما فهمناها.
إنك إذا لم تستطع أن تأتي من «داخل القرآن» بمعنى «كلمة واحدة» من كلماته، ومع ذلك تخرج للناس وتقول لهم إن «القرآن يُبيّن نفسه بنفسه»، و«أنه تبيانٌ لكل شيء»، فهذا معناه أنك «منافق»، تُخادع الله والمساكين التابعين لك بغير علم.
واللافت للنظر، والذي لا يعلمه التابعون لهؤلاء الذين يُلحدون في الآيات القرآنية، أن جميع منشوراتهم قائمة على «السَرقات الفكرية»، يسرقون الأفكار من هنا وهناك، ثم ينشرونها منسوبة إليهم، ومعظمها منقولة من منظومة «الإلحاد الشحرورية»، دون الإشارة إلى المصدر.
يكتب أحدهم منشورات عن «العبادة»، ليصل إلى أن «الصلاة والصوم والحج» ليست من العبادات، وهذا الكلام قاله «شحرور»، في كتابه «الإسلام والإيمان – منظومة القيم»!!
إن أعضاء منظومة «الإلحاد الشحرورية» ملة واحدة، يردّدون نفس المفاهيم الإلحادية، وللأسف بغير علم، يتبعون نفس الطريقة العشوائية، ومنهجية «القص واللصق» التي اعتاد «شحرور» اتباعها عند عرض الآيات «معزولة عن سياقاتها»!!
والسؤال:
إن كل ما تنشرونه «منقول» عن غيركم، ولم تبذلوا فيه جهدًا فكريًا، سواء كان تحريفًا في أحكام الصلاة، أو للأشهر العربية، أو لشعائر الحج ومناسكه، أو لأحكامه، أو لأحكام المواريث، أو للباس المرأة…، وطبعا في مقدمة ذلك كله أن الكتاب غير القرآن،ليسهل عليكم التلاعب بالأحكام…
فأين مشاريعكم الفكرية الخاصة بكم، وأين أدوات فهمكم للقرآن؟!
لا يوجد!!
و«لم» تفعلوا، و«لن» تفعلوا!!
لأنكم لو فعلتم ظهرت عوراتهم الفكرية على السطح!!
إنكم لو ألزمتم أنفسكم بمنهجية علمية، وبأدوات لفهم القرآن، ثم لم تتبعوها في منشوراتكم، يستطيع أي إنسان أن يقول لهم «توقفوا»!!
لقد خالفتم المنهج الذي ألزمتم به أنفسكم!!
أما «العشوائية الفكرية» فلا ضابط يحكمها، لذلك فهي المحببة إلى قلوب الملحدين
محمد السعيد مشتهري