ماذا يعلم «الملحدون المسلمون» عن «ال» التعريف؟!
هناك في اللغة العربية ما يُسمى بالْمعرَّف بـ «ال»، وهو الأشياء «المعروفة» للناس مع وجود قرينة مِن قـرائن العهدية الْـمشَخِّصة له، كلفظة «الفيل» في قوله تعالى:
«أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ»
فكلمة «الفيل» دالة على شيء معهود «معروف» بقرينة قصته المشار إليها في السياق، والتي لا شك أن لها صورة ذهنية عند رسول الله، وإلا ما قال الله له «أَلَمْ تَرَ».
و«ال التعريف» إما تكون:
أولا: «ال» الاستغراق
وهذه تنقسم إلى:
١- استغراق جميع أفراد الجنس، كقوله تعالى:
«وخُلِقَ الإنسانُ ضعيفاً»
أي كلُّ فردٍ من جنس الإنسان.
وقوله تعالى:
«خُلِقَ الإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ»
وكذلك قوله تعالى:
«وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا»
وقوله تعالى:
«الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي»
٢- استغراق جميعِ خصائصهِ، كأن تقول:
أنتَ الرجلُ: وأنت تقصد أن كلُّ صفات الرجولة فيك.
وكقوله تعالى:
«وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ»
فهنا لم يقصد ذئبًا معينًا، بل هناك خصائص وأوصاف في الذهن لمخلوق اسمه الذئب.
ثانيا: «ال» العهديةُ
١- للعهد «الذِّكريّ»:
وهي ما سبق للكلمة التي تصاحبها ذكرٌ في الكلام كقولك:
«جاءني ضيفٌ، فأكرمت الضيفَ»
أي الضيف المذكور من قبل.
وكذلك: «ضربت رجلا فمات الرجل»
وكقوله تعالى:
«كما أرسلنا إلى فرعون رسولا، فعصى فرعون الرسول»
أي الرسول السابق الإشارة إليه قبلها، ولكن من هو هذا الرسول الذي عصاه فرعون؟!
هنا لابد من وجود قرينة تُبيّن من هو الرسول، وهي كلمة «فرعون»، فعرفنا أنه موسى.
٢- للعهد الحُضوريّ:
وهو ما تكون الكلمة المصاحبة لـ «ال» حاضرًا مثل:
«جئتُ اليوم»
أي اليوم الحاضر الذي نحن فيه.
وكقوله تعالى:
«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ»
أَي في هذا اليوم.
٣- العهد الذهني:
تكون للكلمة المصاحبة لـ «ال» صورة ذهنية مسبقة، كقولك:
«ذهبت إلى المسجد»
أي إلى المسجد المعروف مكانه لك، وللذي تخاطبه.
وكقوله تعالى لأم موسى:
«فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ»
أي «الْيَمِّ» الذي تعرفه أم موسى، وله صورة ذهنية معهودة.
وكقوله تعالى لرسوله:
«إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ»
أي «الشَّجَرَة» المعهودة التي يعرفونها.
والآن أستطيع أن أقول:
إن كلمة «الْكَعْبَةَ» في قوله تعالى:
«جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ»
هي «الْكَعْبَةَ» التي لها صورة ذهنية عند شعوب العالم، والمعروف مكانها على خريطة العالم.
كما أستطيع أن أقول، وليغضب من يغضب:
استنادا إلى «العلم» الذي حمله هذا المنشور.
فإن كل من أنكر:
وجود «الْكَعْبَةَ»، وقيمتها الإيمانية والتعبدية في «دين الإسلام».
و«الْبَيْتَ الْحَرَامَ»، الذي هو مرجعية المسلمين جميعًا في بيان كيفية إقامة الصلاة.
«جاهلٌ»، «غبيٌ»، «ملحدٌ»، «كافرٌ» بالله وبالقرآن.
محمد السعيد مشتهري