لماذا يكرهون اتباع «المنهجية العلمية» عند تدبر القرآن؟!
أولا:
قال «سهيل العبسي» عن مشروعي الفكري، تعليقًا على المنشور في «١٢/٧/٢٠١٧» بعنوان «عمار العبسي»:
«والحقيقة أننا أمة تحتاج بالفعل إلى مشروع فكري يخرجها من هذا الجحيم الذي تعيشه»
ثم بعد أن قمت بالتعقيب على ما كتبه عن «العبد الذي اصطفاه الله» ليعلم موسى مما علمه الله، قال إنه سيطلع على مشروعي الفكري من خلال موقعي، ثم قال:
«سأطبق عليك ما علمنا إياه سيدنا سليمان، عليه السلام، حين قال للهدهد (سننظر أصدقت أم كنت من …) وعلى ضوء النتائج سأعرف من هو الشخص الذي أتناقش معه».
وبعد أن اطلع على الموقع قال:
«قرأت كتاب (فتنة الآبائية) للدكتور والمفكر العزيز محمد السعيد مشتهري، وأود في البداية أن أتقدم له بالشكر والتقدير على جهوده…، بالإضافة إلى جهوده الملموسة في إعادة الثقة إلى هذا الجيل ودفعه لهم باتجاه إعادة قراءة كتاب الله بعيونهم وعقولهم …».
ثم قال:
«سبق وكتبت تعليق على منشور الدكتور قلت في ختامه (سننظر أصدقت أم كنت من …)، وقد تبين لي أن الدكتور ليس ممن تقال لهم عبارة كتلك وأرجو منه أن يعذرني بشأنها آملاً منه قبولي في صفوف المناصرين لمشروعه الذي تحتاج أمتنا الجريحة إليه خصوصاً في الظروف الحالية».
ولكن … عندما طلب مني أن أطلع على ما كتبه عن موضوع شخصية هذا «العبد»، الذي يعتبره «قاتلا لا علاقة له بالله ولا بشريعة الله»، قلت له إنني لا أقرأ، ولا أحاور، إلا تحت مظلة «المنهجية العلمية»، وقلت له نصا:
«إن أول خطوة في طريق البحث العلمي أن نعلم ماذا نريد بحثه، ولماذا، وكيف يتم ذلك، أي عليك أن تحدد أولا ما هي مشكلتك مع «القرآن»، قبل أن تخوض في فهم آيات واستنباط أحكامها…
فهل تؤمن أن هذا القرآن «كلام الله» الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟!
وإذا كان الجواب بنعم، إذن فالمشكلة أصبحت «كيف» نتعامل مع نصوصه…
معذرة، فهذه قواعد منهجية لا أستطيع إجراء أي حوار مع أحد إلا بعد أن يكون هناك اتفاق عليها»
فإذا بالصديق «سهيل العبسي» ينقلب عليّ وعلى مشروعي الفكري، ويستخدم ألفاظًا وجملًا لا تليق مطلقا أن توجه لمثلي، والحوار منشور على الصفحة، بالتاريخ المشار إليه، برجاء الاطلاع عليه للوقوف على الإجابة على هذا السؤال:
لماذا يكرهون اتباع «المنهجية العلمية» عند تدبر القرآن؟!
ثانيا:
تعلمون عدد المنشورات التي حملت البراهين القرآنية قطعية الدلالة، التي تثبت أن كل من يقول إن «الصلاة»، التي أمر الله المؤمنين بإقامتها، لا هيئة لها من «قيام وركوع وسجود»، فهو من الملحدين في الآيات القرآنية الكافرين بالقرآن وبالله تعالى.
وأن الذي أوقعهم في أزمة الكفر بالقرآن، هو عدم اتباعهم «المنهجية العلمية والأدوات»، التي أمر الله اتباعها عند فهم القرآن واستنباط أحكامه.
ومع كل ما بيّناه من منشورات سابقة، ثم ما جاء عن موضوع الصلاة تحت عنوان «كيف نتعامل مع القرآن»، فإذا بهؤلاء الملحدين يُصرّون على أن «الصلاة» مجرد صلة بالله، وتلاوة للقرآن، ومعاملة الناس معاملة حسنة!!
ثم زادوا الطين بلة وقالوا:
إن «الصلاة» ليست عبادة، لأن أي تكليف ليس عبادة، وأن هذا واضح جلى من القرآن، فالعبادة شيء، والتكاليف شيء آخر تماما!!
والسؤال:
هل عندما تضحكون على المساكين الذين يتبعونكم، وتقولون لهم إن «الصلاة» صلة بالله، أليست هذه الصلة «عبادة»؟!
ثم عندما يقول أحدكم لأتباعه:
«نفهم حسب مفهوم الصلاة الصحيح الذي جاء في القرآن»
ثم لا يخرج أحد من العقلاء ويقول له:
من فضلك قف … ولا تستكمل …. أين هي «الآية القرآنية» التي بيّنت مفهوم الصلاة الصحيح؟!
عندما يحدث هذا مع فريضة «الصلاة»، وما أدراكم ما فريضة «الصلاة»، فماذا يعني هذا؟!
إن هذا يكشف لنا لماذا وضعوا لأنفسهم قواعد تجعلهم يُلحدون في آيات الله، كلٌ حسب هواه، فمرة باسم «القرآن وكفى»، ومرة باسم «القراءة المعاصرة»، ومرة باسم «القراءة المستنيرة»، وأهم هذه القواعد هي:
١- لا للغة العربية وعلومها
ولن أبالغ إذا قلت، إنني عند قراءة هذه المنشورات، لا يمر سطر إلا وبه أكثر من خطأ يرفضه «اللسان العربي» الذي يدّعون أنهم يتبعونه.
٢- لا لـ «منظومة التواصل المعرفي»
وهذه من الأشياء المضحكة المبكية، أن نجد من يدّعون تدبرهم للقرآن، والذين يتبعونهم بغير علم، لا يعلمون أن الكلمة القرآنية لا قيمة علمية لها ولا معرفية، دون وجود «مسمّاها» خارج القرآن، فكيف نفهم كلمة «مسجد» ونحن لم نر هذا «المسجد» من قبل؟!
إننا عندما نقول للغبي:
ألا تر هذه الشمس الساطعة أمامك؟!
فيقول لنا:
وما الدليل على أنها الشمس، لماذا لا تكون القمر!!
تصبح المشكلة عندنا نحن، لأننا سألنا غبي!!
لذلك سأخصص منشورات للرد على هؤلاء الملحدين، الذين يقولون:
إن أداء المؤمنين المسلمين لما فرضه الله عليهم من أحكام القرآن، ليس عبادة!!
محمد السعيد مشتهري