«الخبر» و«الأمر»، وحجية الصلاة
أولا: الخبر
هو ما يُفهم من الكلام، وله صورة ذهنية في قلب المستمع، والتي على أساسها يفهم الخبر، كقول موسى، عليه السلام، لأهله:
«إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ»
وقوله تعالى يخبرنا عن صفات المتقين:
«الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ»
فقوله تعالى: «وَيُقِيمُونَ الصَّلاة» جاء في سياق خبري، وليس تشريعي.
ثانيا: الأمر
أسلوب خبري يحمل أمرًا، كقوله تعالى:
«فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً»
فعل أمر بإقامة الصلاة «فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ»
وسواء أخبرنا الله عن «الصلاة» في سياق خبري، أو في سياق الأمر، فإنه تعالى لم يُبيّن في القرآن ماهية هذه الصلاة وكيفية أدائها، بما في ذلك الآيات التي حددت مواقيت أداء
هذه الصلاة، حيث يقول تعالى:
* «وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ»
* «أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ»
وبما في ذلك الآية التي أمرت بالمحافظة على الصلوات:
* «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ»
وبما في ذلك الآية التي أمرت بالاستعانة بالصبر والصلاة:
* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ»
والسؤال لـ «الذين آمنوا» بأن هذا القرآن هو الآية «البرهان» على صدق «نبوة» رسول الله محمد، التي حملت نصوصها أحكام الشريعة واجبة الاتباع:
هل «تقيمون الصلاة»، التي أمر الله بإقامتها، في مواقيتها المحددة في سورتي هود والإسراء؟!
وإذا كانت الإجابة بـ «نعم»، فإن السؤال المنطقي الذي سيفرض نفسه:
من أي المصادر المعرفية:
١- فهمتم «ماهية الصلاة»
٢- تعلمتم «كيفية أدائها»
٣- وقفتم على الإشارات الفلكية المحددة لمواقيتها؟!
مع ملاحظة:
* أن التعليق على المنشور يكون في حدود الإجابة على الأسئلة الثلاثة.
* أن فيروس «الإلحاد في الآيات القرآنية» قد انتشر حتى أصبح وباءً، أمسك بقلوب الكثير من أصدقاء الصفحة، وهذا واضح منذ أن بدأت نشر موضوع «كيف نتعامل مع القرآن»، الذي حملت منشوراته من البراهين القرآنية ما ينسف هذه القراءات، وصدق الله العظيم القائل:
«أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً»
يرون الشمس في كبد السماء، ويقولون ولماذا لا تكون القمر؟!
محمد السعيد مشتهري