إن أعضاء منظومة «القرآن يُبيّن نفسه بنفسه»، وأنه لا يحتاج إلى بيان من خارجه، هم «أجهل» من خلقهم الله من البشر، لذلك نراهم يتخبطون وهم يبتدعون بدعًا لا يقبلها أي عقل سليم!!
ومع كل المنشورات التي حملتها هذه الصفحة، والتي كشفت عن جهلهم، حتى أن بعضها جاء على سبيل «التحدي»، نراهم يُولّون الأدبار، ثم يُصرّون على كفرهم باللغة العربية وعلومها، حتى وصل «الهوس العقلي» بأحدهم أن يقول:
«إن من أخطر العلوم التي صنعها كهنة التراث ما يسمى علم النحو»!!
وطبعا «الطيور على أشكالها تقع»!!
إنني عندما أكشف عن وجه من وجوه «البيان»، الذي حملته جملة قرآنية، لا آتي بشيء من عندي، ولا من إبداعي، ولا أقول لم يسبقن إليه أحد في العالمين، لأن «البيان» علمٌ من علوم «اللسان العربي»، الذي حملته مراجع اللغة العربية، وهي متاحة للعالمين.
أما المبتدعون الملحدون في الآيات القرآنية، يضحكون على أنفسهم وعلى من هم على شاكلتهم، ويقولون نحن نُبيّن القرآن بالقرآن، فإذا بهم يأخذون معلوماتهم من على الشبكة، ثم يُعيدون صياغتها بلغتهم «العامية»!!
ولأن التابعين لهم «جهلاء»، يفرحون بما جاؤوا به من إلحاد في أحكام القرآن، وخاصة هيئة «الصلاة»، وأحكام «الصيام»، ومناسك «الحج»..، لا يعلمون أن هذه المنشورات التي يعجبون بها، تحمل في ذاتها ما يثبت جهلهم وتناقضهم مع أنفسهم!!
فمثلا نراهم يقولون في منشوراتهم:
«أما الفاعل»، «فإذا نظرنا إلى المفعول به»، «وهذا مضارع مستمر»!!
بل وأحيانا ينقلون جملًا كاملة مثل قول أحدهم:
«ولا يمكن أن يتغير (عمل الفعل) ولكن تتغير فقط (دلالة الفعل)»!!
وأنا أعلم علم اليقين أنه لا يعلم شيئًا عن معني هذا الذي ينقله.
والحقيقة أنه لا يستطيع الكشف عن هذا «الهوس العقلي»، وهذه «المأساة العلمية» إلا من لديهم دراية بـ «علم التأليف»، وأن الذي يكتب منشوراته بـ «اللغة العامية»، ويكفر بـ «اللغة العربية» وعلومها، يستحيل أن تكون هذه الفقرات، أو هذه الجمل، التي يحشرها دائما في منشوراته، هي من أسلوبه!!
لقد أراد أحدهم أن يُقنع من هم على شاكلته بأن «الصلاة» لا هيئة لها من قيام وركوع وسجود، وليس لها عدد مفروض، ولا لركعاتها، وأنه يكفي أن يقرأ المسلم بعض الآيات القرآنية صباحًا ومساءً، ويعمل الصالحات!!
أراد أن يثبت، أن ما يُسمّيها بـ «الصلاة الحركية»، لا وجود لها أصلًا في القرآن، وأن هذه الصلاة «صناعة بشرية تمامًا»، فلا نرى لـ «الركوع الحركي»، ولا لـ «السجود الحركي» بيانًا في القرآن!!
فماذا نشر ضمن منظومة منشوراته التي لم تحمل في يوم من الأيام علمًا يمكن لعاقل أن يطلع عليه.
لقد ذهب إلى ساحة «اللغة العربية»، طبعًا في الخفاء، يبحث فيها عن دليل يخدم «هوسه العقلي»، يتعلق بقوله تعالى:
«وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ»
إنه يريد إثبات بطلان ما يسميها بـ «الصلاة الحركية» بدعوى أنه اكتشف بـ «منهجيته الإلحادية»، أن الاسم «إِذَا»، الذي ورد في هذه الآية، سيقلب موازين فهم أحكام القرآن، ويكشف عن ضلال من قالوا إن للصلاة هيئةً من قيام وركوع وسجود!!
لماذا يا «فيلسوف الإلحاد»؟!
لأنه اكتشف، بدراسته وتدبره للقرآن، أن «إذا» لم تأت في القرآن مطلقا، «على حد قوله»، إلا وتفيد «الاحتمال»، وأن معناها في سياق هذه الآية:
«وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ»
أن من لا تـسمح له الظروف كي يكون فيهم، فهي متروكة له ولظروفه، التي تسمح أو لا تسمح بوجوده فيهم، كي يقيم لهم الصلاة!!
وأنا لن أعلق على هذه الفقرة، وبيان أنه لا علاقة مطلقًا بين أن يكون النبي فيهم أو لا يكون، وبين كيفية أداء هذه «الصلاة» التي لا شك أن المخاطبين بها كانوا يعلمون كيفية أدائها قبل نزول هذه الآية.
وإنما سأقول كلمة واحدة، لبيان كيف يحكم «الهوس العقلي» أعضاء «منظومة الإلحاد في أحكام القرآن».
إن «إذا» تستعمل في السياق القرآني بأكثر من معنى، وليس كما قال «الملحد» إنها «احتمالية»، وأكد إلحاده بقوله «لا تستعمل مطلقا»، وطبعا وافقه عشرات المعجبين ممن هم على شاكلته.
والسؤال:
هل عندما يُقسم الله أن سعي الناس «لَشَتَّى»، ويقول تعالى:
«وَاللَّيْلِ (إِذَا) يَغْشَى . وَالنَّهَارِ (إِذَا) تَجَلَّى . وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى . إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى»
فهل هناك ملحد عاقل «غير مسلم»، يقول إن «إذا» في سياق هذا «القسم الإلهي»، والاستدلال على فعالية أسماء الله الحسنى في نظام هذا الكون..، جاءت «احتمالية»؟!
طبعا يستحيل، لأن هذا «الهوس العقلي»، وهذا «الإلحاد الديني»، لا يصدر إلا عن «الملحدين المسلمين»!!
ثم يؤكد جهله وإلحاده وهوسه العقلي، و«يزيد الطين مئة بلة»، ويأتي بقوله تعالى:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ»
ويقول:
لو كانت «الصلاة» فرضًا، كما قالوا، لانتفى الاسم «إذا» تماما لأنه أصبح فرض عين، فكيف يقول الله إذا قمتم؟!
فانظروا وتدبروا هذا البرهان «المتهافت»، الذي يستحيل أن يأتي به طالب في المرحلة «الإعدادية»، إذا طُلب منه التعليق على استعمال «إذا» في هذا السياق.
إن «طالب الإعدادية» سيتدبر سياق الآية، وسيقف عند قوله تعالى بعدها:
«فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَائِكُمْ»
ويسأل «الملحد»:
فهل جاءت «إذا» هنا «احتمالية» أيضا؟!
طبعا «الملحد» سيغشى عليه من «الجهل»، ومع ذلك سيقول له
«طالب الإعدادية»:
إن قوله تعالى: «فَإِذَا سَجَدُواْ» بيانٌ لـ «حال» المصلين في ظروف الحرب، وأنه يجب أن تكون هناك طائفة تحمي المصلين «حال» سجودهم، «إذا سجدوا».
وليس معناها، يا «فليسوف الإلحاد»، أن المصلّين مُخيّرون بين أن «يسجدوا أو لا يسجدوا»!!
إن الفرق بين الملحدين «غير المسلمين»، الذين أنا شخصيًا أحترمهم، وبين «الملحدين المسلمين» الذين لا أحترمهم، أن «غير المسلمين» عندهم منطق علمي يقيمون عليه إلحادهم، أما «المسلمون» فلم أر في منشوراتهم يوما علمًا ولا منطقًا.
فها هو هذا «الملحد» يريد أن يهدم «فريضة الصلاة» بنفخة هواء صادرة عن رجل يحتضر يتنفس النفس الأخير، «يعني ضعيفة جدًا جدًا»، فهل هذا رجل عاقل؟!
كيف وهو يحتضر!!
إنهم يكفرون بـ «اللغة العربية» وعلومها، ويثبتون بكفرهم هذا يومًا بعد يوم، أنهم أجهل من «الجهل» نفسه.
محمد السعيد مشتهري