نحو إسلام الرسول

(910) 7/10/2017 كيف نتعامل مع القرآن (35)

عندما يجهل «المسلم» كيف «يتدبر» القرآن!!

قلت وأقول وسأظل أقول:

إنه يستحيل فهم كلمة «واحدة» من كلمات القرآن، دون أدوات مستنبطة من ذات النص القرآن، وليس من خارجه.

إن الناس جميعًا، ومنهم العرب، «أعاجم» أمام الكلمة القرآنية، مثلهم مثل الولد الصغير الذي لم يتعلم «العربية» ثم نقول له اقرأ هذه «الكلمة القرآنية» وقل لنا معناها!!

أولًا:

إن أول الطريق إلى قراءة القرآن، «وليس إلى فهمه»، تعلم حروف الهجاء العربية، وليس في القرآن مدرسة لتعليم حروف الهجاء، وكيفية النطق بالكلمة، وتركيب جملة عربية مفيدة.

لقد تعلم العرب كل ذلك خارج القرآن، في مدارسهم.

ثانيًا:

«الكلمة» عبارة عن «اسم وفعل وحرف»، ولا قيمة للكلمة دون معرفة «مُسمّاها»، والمُسمّى لا تحمله الكلمة معها، وإنما موجود خارجها، وليس في القرآن «قاموس» لمسمّيات كلماته.

لقد تعلم العرب ذلك من الواقع المشاهد، وليس من القرآن.

ثالثًا:

القرآن يحمل «الآية الإلهية» على صدق «نبوة» رسول الله محمد، ويستحيل أن تكون هذه الآية «آية عقلية» ويفهمها «الأغبياء»، وتحمل آيات الآفاق والأنفس ويفهمها من يجهلون علوم الطبيعة.

لذلك قامت أدوات فهمي للقرآن على:

١- منظومة التواصل المعرفي خارج القرآن

٢- مرجعية اللسان العربي وعلومه خارج القرآن

٣- علم دراسة السياق القرآني خارج القرآن

٤- آليات التدبر والتعقل والتفكر خارج القرآن

٥- آيات الآفاق والأنفس خارج القران

إن بدعة «القرآن يُبيّن نفسه بنفسه» بدعة «شيطانية» لا وجود لها أصلا في حقيقة الأمر.

رابعًا:

إن المنشورات التي تتحدث عن موضوعات قرآنية تسقط على شبكات التواصل الاجتماعي كما يسقط ماء المطر، لقد أصبح من السهل جدًا أن تجمع آلاف الموضوعات القرآنية من على الشبكة، ثم تنشر كل دقيقة موضوعًا مثل:

ما الفرق بين كلمة … وكلمة …؟! ماذا تعني كلمة …؟! ماذا تفهم من قوله تعالى …؟! لماذا فعل الله … ولم يفعل …؟! انظروا كيف يخالف البخاري، (أو الكافي)، القرآن …؟!

إلى آخر منظومة «التغييب العقلي» التي نراها يوميًا على الشبكة، وكلها عبارة عن «قص» من الشبكة، و«لصق» في المنشورات، وبغير علم!!

إن معظم الذين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي يُعجبون بالمنشورات لمجرد أنها توافق هواهم، دون سؤال أصحابها عن مرجعية ما حملته من أفكار، ودون دراسة للأدلة القرآنية أو العلمية التي حملتها.

ولذلك نجد أن هناك من يسجلون آراءهم بعد النشر بعدة ثوان!!

إن منظومة «التغييب العقلي»، التي تحملها شبكات التواصل الاجتماعي للناس، تقوم على مجرد «الادعاء»، فكل صاحب منشور يدعي ما شاء، ومعظم المستخدمين للشبكة لا يعلمون أن مجرد «الادعاء» لا وزن له بميزان «العلم»، ويكون «علمًا» عندما يقيم صاحب «الادعاء» البرهان على صحة ادعائه.

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى