نحو إسلام الرسول

(807) 4/7/2017 Usama Abu-Yousef من ضحايا بدعة «القرآن يُبيّن نفسه بنفسه»

تعليقا على منشور

«وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ»

* كتب الصديق أسامة أبو يوسف، على حساب «عاطف الحاج»، تعليقًا قال فيه:

(مبدأ القرآن يبين نفسه لا يمكن أن يكون بدعة، فالله سبحانه يقول إنه تبيان لكل شيء، ويقول أيضا إنه سبحانه فصله لقوم يفقهون أو يذكرون، حتى لو فشلنا في تفسير بعض الأمور فذلك لعيب فينا … قد نكون قوم لا نفقه مثل الأقوام الذين سبقونا والذين خلقوا دينا موازيا أسموه السنة)

– فعقبت على تعليقه بقولي:

(واضح أنك تزور الصفحة لأول مرة، هناك عشرات المنشورات بعنوان «بدعة القرآن وكفى» تبين بالبراهين القرآنية، أن مثل هذه الآيات التي يستدل بها أصحاب هذه البدعة، ليست كما فهموا، وإلا فهناك مئات الكلمات، وعشرات الآيات التي تحمل أحكامًا يستحيل أن تجد بيانها في القرآن، وهذه هي التي أسقطت منهج «عاطف الحاج» في فهم القرآن، إذا كنت تابعت المنشورات السابقة. القرآن تبيانٌ وتفصيلٌ لكل شيء بأدوات البيان التي علمها أهل اللسان العربي، وليس بمنهج القص واللصق الذي يتبعه أصحاب وأتباع هذه البدعة، ولمزيد بيان يمكنك الاطلاع على منشور اليوم)

* فقال:

(لا والله يا أستاذنا الفاضل هذه ليست أول مرة أزور الصفحة، وقد قرأت منشورك اليوم ولم أقتنع، كلامك يوحى أن القرآن للعلماء والمتعلمين تعليما خاصا، وهذا سيؤدي إلى إنشاء طبقة من كهنة آخرين خلاف السلفيين والأزهريين، يعنى نستبدل كهانا بآخرين، وإذا لم يكن القرآن وحدة متماسكة صلبة تستطيع أن تشرح نفسها بدعم من السنن الكونية وبتأمل مخلوقات الله …. فهذا نقص أنزه به كتاب الله، أي معلومات تاريخية ليست خالية من الشوائب وغير مضمونة)

– فعقبت على هذا الكلام بقولي:

(هناك شروط للتعليق على منشورات الصفحة، أكرر نشرها كل فترة، وآخرها قبل المنشور الذي قرأته، ولقد وضعت هذه الشروط للوصول إلى حوار علمي موضوعي، بعيدا عن الكلام المرسل والجدل العقيم، برجاء العمل بالخطوات الموجودة في المنشور، كي أستطيع أن أقف تحديدا على المسائل التي لم تقنعك)

ثم بعد عشر ساعات، تصورت أنه اطلع خلالها على الشروط، وعلى المنشورات التي تتحدى بدعة «القرآن يبين نفسه بنفسه» إذا به يقول:

* الأستاذ الفاضل

(أنا لم أقل كلام مرسل، لقد أوضحت اعتراضي أن حضرتك تريد أن تقنعنا أن القرآن لا يفهمه إلا متخصص متعلم تعليما مميزا، إذن عامة الناس غير معنيين بالقرآن إلا من خلال فهم إنسان آخر … يعنى عودة للكهنة. ثانيا لماذا تضع لي شروطا لكي أتكلم طالما كلامي في حدود الأدب والاحترام، وحضرتك لك حق عدم الرد)

– فوجدت أنه من الضروري، ونحن ما زلنا قريب عهد بما أحدثته «المنشورات الثلاثة» من زلزال شديد أثر تأثيرًا كبيرًا على ظاهرة «الإلحاد في الآيات القرآنية»، كما هو واضح على حساب «عاطف الحاج»، أن أبيّن لمن يريد أن يتعلم كيف يكون «البحث العلمي»، وما هي أصول «الحوار العلمي»، ما يلي:

أولا:

أنا لم أقل: «إن القرآن لا يفهمه إلا متخصص متعلم تعليما مميزا»

حتى يقيم الصديق أسامة كل هذه الاتهامات، التي وجهها لي، بناء على هذا الكلام، ومنها أنني أدعو إلى العودة إلى «الكهنوت»، فتعالوا نتدبر ماذا قلت في منشور «وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ» نصا:

١- إن الله تعالى لن يقبل إيمانًا «وراثيًا»، ولا إسلامًا «تراثيًا»

* ونلاحظ قولي: «وراثيًا»، «تراثيًا»

٢- إن «الدين الإسلامي»، الذي «ارتضاه الله للناس» ليس مسؤولا عن أمة انتسبت إليه بـ «الوراثة»، فأنتجت أجيالًا من «الجهلاء»، لا يعلمون أن «الإسلام» الذي حمله «القرآن» الذي بين أيديهم، مدرسة علمية، لا تفتح أبواب إلا لطلاب «العلم».

* ونلاحظ قولي: «إلا لطلاب العلم».

٣- لقد كان على أتباع «النبي الخاتم» أن يكونوا «علماء» في كافة التخصصات العلمية، أي أن يكونوا على «علم» بأي تخصص علمي يعملون فيه، وليس شرطًا أن يكونوا هم أنفسهم أهل هذا التخصص.

* ونلاحظ قولي: «وليس شرطًا أن يكونوا هم أنفسهم أهل هذا التخصص».

٤- لقد كان على أتباع «النبي الخاتم» أن يتحروا الدقة في أي شيء يخرج من أفواههم، وذلك بـ «العلم»، فتدبر:

«وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً»

* ونلاحظ استدلالي بآية دلالتها قطعية على قولي:

«أن يتحروا الدقة في أي شيء يخرج من أفواههم، وذلك بالعلم»

ثم شرحت معنى «القفو» فقلت:

«هو الاتباع، وجميع أتباع التوجهات الدينية، منذ عصر الرسالة وإلى يومنا هذا، مقلدون تابعون بغير علم، ونادرا أن تجد من يبحث وراء قول داعية، أو منهج مفكر إسلامي، ليعلم هل هو حق أم باطل»

* ولاحظ قولي: «ونادرا أن تجد من يبحث وراء قول داعية، أو منهج مفكر إسلامي، ليعلم هل هو حق أم باطل»

والسؤال:

كيف يُفهم من هذا الكلام أني أدعو إلى «العودة للكهنة»؟!

إن الصديق أسامة أبو يوسف لم يقرأ شيئًا، وهذه عادة كل أتباع هذه الظاهرة الشاذة عن الفهم الواعي لكتاب الله، ولو قرأ فإنه لم يتدبر ما قرأ، وكان يكفيه قولي في نهاية المنشور:
«وها أنا في مقام العلم، أعلنها صراحة وبكل قوة:

إن الذي يعتقد، أن «القرآن يبين نفسه بنفسه»، ومات على هذا الاعتقاد، مات كافرا بأصول الإيمان الخمسة، وهي:

«وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً»

إن «أصول الإيمان» منظومة متكاملة، يسجد لها القلب المؤمن «السليم»، أما «المنافق»، فيؤمن ببعض ويكفر ببعض»

لقد كان يكفي الصديق أسامة هذا التحذير لمراجعة ما هو عليه، وأن يعكف على دراسة حقيقة هذه «البدعة»، وخاصة وأن هناك عشرات المنشورات تنسفها نسفًا بنفخة هواء، نفخة تحمل كلمة واحدة فقط اسمها «بهيمة»، تقول لأتباع هذه البدعة:

إذا كنتم فهمتم من قول الله تعالى:

«وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ»

ومن قوله تعالى:

«وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً»

أن «القرآن يُبيّن نفسه بنفسه»

إذن فها هي كلمة «بهيمة» شيء، فأين بيانها في القرآن؟!

يا أيها العقلاء

نعم إن القرآن تبيان لكل شيء، وتفصيل كل شيء، ولكن بأدوات البيان…، ولكن بالمنهج العلمي الذي يليق بمكانته العليا كآية إلهية…، ولكن بأدوات فهم مستنبطة من ذات النص القرآني.

وليس بالإلحاد في آياته، بمنهج «القص واللصق»، ثم نخرج للناس و«نزيد الطين بلة»، ونقول لهم:

«ليس مطلوب من أحد أن يفسر كامل القرآن، المطلوب أن تأخذ منه ما ينفعك»

شيء عجيب وغريب …. ومن قال لك، «يا ذكي»، إن المطلوب منك أن تفسر كامل القرآن؟!!

إن المطلوب منك «يا ذكي»، أن الشيء الذي ستأخذه منه لينفعك، ولو «كلمة» واحدة، أن تفهمها بأدوات الفهم، وفي مقدمتها «اللغة العربية».

وهذه هي المصيبة الفكرية الكبرى، التي ستدخل أصحابها جهنم، إن لم يتوبوا منها، لأن بدون «اللغة العربية» أصبح القرآن «أعجميًا» أمام العرب أنفسهم، وقد جئت بعشرات المنشورات، ومئات الكلمات، بل والأحرف، وآخرها المنشور الذي تحدثت فيه عن حرف واحد فقط في كتاب الله، وهو حرف «على»، الذي ينسف بدعة «القرآن يبين نفسه بنفسه» ليس بنفخة هواء تحمل «كلمة»، وإنما بنفخة هواء تحمل «حرفًا»..، أفلا تعقلون؟!!

وأعتذر للأصدقاء

فقد كان من المفترض أن يكون هذا المنشور بعنوان:

«الفرق بين الأنعام وبهيمة الأنعام في السياق القرآني»

فإن شاء الله يكون هذا هو موضوع المنشور التالي

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى