«عاطف الحاج وشركاؤه»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المختصر المفيد، في الرد على «الإلحاد القرآني»، وقول عاطف الحاج محمود:
«سأتفرغ للرد على المشتهري الذي يريد فرض اللغة العربية على القرآن»
وعلى قوله:
«يا جهابذة اللغة العربية: ما الفرق بين الأنعام وبهيمة الأنعام»؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حاضر يا أستاذ عاطف … سأبين لك الفرق بين «الأنعام وبهيمة الأنعام»
ولكن بعد قليل
لأني سأبدأ حديثي بتمهيد من أحدث منشوراتك، لنقف على حقيقة الأزمة الفكرية والعقدية والنفسية التي تمر بها ظاهرة «الإلحاد في الآيات القرآنية»
أولا:
يقول عاطف الحاج محمود:
* «أصدقائي الكرام، أحرف اللغة العربية وسيلة لقراءة القرآن وليست حُجّة عليه، ولا يمكن فهم آيات الله إلا من آيات الله»
عظيم جدا … ولقد قمت في المنشور «على الطريق ١١» ببيان البراهين الدالة على أن أي عاقل يقرأ هذا الكلام، ثم يعلم أن صاحبه يكفر بحجية «اللغة العربية» في فهم القرآن، يدرك على الفور أن هذا الرجل ليس أهلا للحديث عن القرآن، قولا واحدًا.
إن «حروف الهجاء العربية»، هي المكون الأول والأخير لـ «كلام الله» الذي نزل به القرآن، والتي كان ينطق بها «لسان العرب»، قال تعالى:
«وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ (بِلِسَانِ قَوْمِهِ) لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»
أي أن الرسالات الإلهية تنزل بـ «اللغة» التي يتحدث بها القوم، وعليه نزلت الرسالة الخاتمة بـ «اللغة العربية» التي كان ينطق بها «لسان العرب» وعلى أساسها فهموا كلمات القرآن «العربية»، فقال تعالى:
«نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ … بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ»
أي بـ «الكلام المبين» الذي كان ينطق به «لسان العرب»، «لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»، ولذلك فهموه، فقال تعالى:
«فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»
أي من نعم الله على العرب، أن أنزل القرآن بكلام مُيسّر، من جنس الكلام الذي تنطق به ألسنتهم، وكان الرسول يتحدث به مع قومه قبل بعثته، وكان هو الأساس الذي قام عليه «علم القرآن»، فقال تعالى:
«كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»
ثانيا:
بالأمس وضع «عاطف الحاج» منشورًا قال فيه:
«أرجوكم رجاءاً حاراً أن ترشدوني إلى أي باحث يبين القرآن من القرآن، أريد أن أتعلم منه»
وعلى الفور، باع أصدقاؤه قضيته، وعرضوا عليه أسماء العديد من الذين ظنوا أنهم يُبيّنون القرآن بالقرآن، ولم أر واحد منهم قال له:
إن الذي يسأل هذا السؤال يا عاطف، يكون في بداية مشواره الفكري، وأنت تقول إن دراساتك القرآنية محصلة تدبرك للقرآن خلال العشرين سنة الماضية، وكل يوم تخرج علينا وتقول:
لقد جئتكم بما لم يأت به أحد في العالمين، انتظروا الجديد الذي سينسف كذا وكذا…. وأخيرا تقول:
«سأتفرغ للرد على المشتهري الذي يريد فرض اللغة العربية على القرآن»
كيف يحدث كل هذا، وأنت ما زلت تبحث عن «باحث يبين القرآن من القرآن»؟!
* ثم بعدها وضع منشورا يقول فيه:
«بعد قضاء عمر طويل في قراءة ومتابعة الباحثين إلا أنني إلى الآن لم أجد أحداً يعلمني كيف أصلي، وكيف أحج، علماً أن الصلاة والحج أولى أبجديات الاسلام، وهذا يعني أننا في فراغ فكري كبير، هل يعقل أن القرآن لا يعلمنا الحج والصلاة؟ ثم قال:
«أرى وبدون مجاملة أن الوضع صعب للغاية».
فها هو «عاطف الحاج»، وبعد العشرين سنة تدبر للقرآن، يقول:
«إن الوضع صعب للغاية»
ثم «يعوم على عومه» الأصدقاء، الذين باعوا قضيته من دقائق، وراحوا يكتبون عشرات التعليقات، تثبيتًا له، ويقولون:
يا صديقنا الغالي، أنت تصلي وتحج كما أمرك الله، فلماذا القلق!!
ومن تعليقات أحدهم، في بيان معنى قوله تعالى:
«إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»
قال: إنه قرآن «ربوبي»، لن نفهمه «إلا إن تطهرنا، كونوا ربانيين..»
طيب يا ذكي، وقبل أن تفهم القرآن، كيف ستقرأ آياته أصلا؟!
من علمك حروف الهجاء التي يستحيل أن تقرأ القرآن إلا بعد تعلمها، والتي اعترف أستاذك بأنها «الوسيلة» لقراءة القرآن؟!
ولكن الغريب، أن يُعقب «عاطف الحاج» على هذا الكلام بقوله:
«روعاتك، وينك يا رجل»!!
ثم يخرج آخر ويقول عن أشهر الحج:
«ولكن باختصار أشهر معلومات هي أن تُشهر المعلومات التي تعرفها لتكون الحجة بين الناس، ولذلك لا جدال ولا رفث ولا فسوق في هذا الحوار»
إلى آخر العشوائيات الفكرية، والإفلاس العلمي، والهوس الديني، الذي شهده حساب «عاطف الحاج» بالأمس.
إنني، وبعد حواري مع «عاطف الحاج»، في المنشورات السابقة، ومن خلال متابعة تعليقات أصدقائه، وجدت نفسي أمام شبكة سرطانية أمسكت بجسد الإلحاد كله، ولم يعد ينفع معها دواء، فقررت أن يكون هذا هو المنشور الأخير في الرد على ظاهرة «عاطف الحاج وأصدقائه».
لقد أدركت أن هذا السرطان سيأكل جسد «الإلحاد» كله، وسيسقط في قاع «الجهل»، وسنرى بأعيننا أصحابه وهم «يُهلوسون» بكلام يستحق أن نرعاهم ونشفق عليهم، إنهم لا يدرون ما يقولون.
أولا:
في أوائل الثمانينيات، وبعد رحلتي من الإيمان الوراثي السلفي، إلى الإيمان العلمي المعاصر، كان مشروعي الفكري يحمل اسم «القرآن وكفى – مصدرًا للتشريع»، فقط، وليس «للتشريع الإسلامي»، وعلى هذه الصفحة جميع صور المستندات التي تثبت ذلك.
ولكني وجدت أن بعض التلاميذ الذين كانوا يحضرون ندواتي الفكرية، انفصلوا وذهبوا يصنعون لأنفسهم مشاريعهم القرآنية الخاصة بهم، وانحرفوا عن منهجي العلمي انحرافًا كبيرًا، فقررت تغيير اسم المشروع إلى «نحو إسلام الرسول»، وبيان المنهجية العلمية التي أقمته عليها منشور على موقعي «نحو إسلام الرسول».
ثانيا:
بصفتي الأكاديمية، التي تقوم أساسًا على منهجية البحث العلمي، فرضت عليّ أن أثبت أولا حجية وصحة نسبة هذا القرآن إلى من أنزله، وبابها دلائل «الوحدانية»، وصحة نسبته إلى من بلغه، وبابها الآية الدالة على صدق «النبوة».
لقد آمنت بصدق الله، وصدق رسوله محمد، وأصبحت أمام «آية قرآنية» معاصرة لي اليوم، لا علاقة لنصوصها بالأمس القريب، فهي تتحرك بين الناس يوما بعد يوم، حجة عليهم جميعًا، إلى يوم الدين.
ولذلك كان عليّ، وحسب أصول البحث العلمي، أن أستخرج من ذات نصوص «الآية القرآنية»، المنهجية العلمية التي سأقيم عليها مشروعي الفكري «نحو إسلام الرسول»، وقد حملت هذه المنهجية خمس أدوات، بيانها على موقعي، في كثير من المنشورات والمقالات التي على هذه الصفحة.
(يتبع)
محمد السعيد مشتهري