ماذا لو أن الإنسان فقد آليات عمل قلبه: آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…؟!! سيبقى قلبه [الحسي] يعمل، ويضخ الدم في سائر جسده، ولن يبقى له إلا أن يأكل ويشرب!! لقد أصبح لا يستطيع التعرف على نفسه ولا على الآخرين!! ولا فرق [في الدنيا] بين من فقد هذه الآليات بسبب مرض أو حادث…، ومن عطلها بإرادته…، فالنتيجة من حيث قدرة الإثنين على الفهم والإدراك والتعقل واحدة. أما [في الآخرة] فالأول سيكون في رحمة الله تعالى، أما الثاني فسيكون في جهنم، خالدا فيها، وبئس المصير.
وإذا كان العلم [الحق] هو الذي يقود الناس إلى الإبداع، والتنمية المستدامة، والتقدم الحضاري…، فإنه لا إبداع، ولا تنمية، ولا حضارة، بدون تفعيل آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر…، آليات عمل القلب. وإذا كان القرآن لا يلبس إنسانا لباس [العلم] إلا إذا انطلق علمه من منظومة التفاعل القائمة بين “الآية القرآنية”، وآيات الآفاق والأنفس، فإن في ذلك إشارة إلى وجوب أن تدخل “الظواهر الكونية” المختبرات، ليعلم الناس حقيقة هذه “النعم”، ومن الذي أوجدها، فيسجدوا لله ويعبدوه. لذلك جاء ذكر [العلماء] في سورة فاطر [الآيات27-28] في سياق الحديث عن إنزال الماء، وإخراج الثمرات على اختلاف ألوانها، وكذلك الجبال، والناس، والدواب، والأنعام!!
* “سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”