إن هذا «البوست» المرفق خير برهان على كيف يفكر أصحاب منهج «القرآن لا يمكن فهمه باللغة العربية»، وإلى أين سيصل بهم، وقد شهدت تعليقاتهم على المنشورات السابقة بإلحادهم في الآيات القرآنية، ثم ها هو «عاطف الحاج» يبدأ في التراجع عن منهجه.
يقول عاطف الحاج محمود في أحدث منشور له:
«أصدقائي الكرام، أحرف اللغة العربية (وسيلة لقراءة القرآن)، وليست حُجّة عليه، ولا يمكن فهم آيات الله إلا من آيات الله !!السنة النبوية اختراع بشري وشرك بالله العظيم، ما وجدنا عليه آبائنا من إسلام حركي ليس له أصل في القرآن»
ويبدو أن «عاطف الحاج»، أو الذي كتب له هذا الكلام، لا يعلم معنى قوله:
«أحرف اللغة العربية (وسيلة) لقراءة القرآن»
لقد اعترف بهذه الجملة، بحجية «اللغة العربية» بنسبة ١٠٠٪، قولا واحدا، ولن ينفعه قوله بعد ذلك:
«وليست حُجّة عليه، ولا يمكن فهم آيات الله إلا من آيات الله»
ومن قال إن «اللغة العربية» حجة على القرآن؟!!
إن «اللغة العربية» هي الباب الوحيد للدخول إلى القرآن، يعني يا عاطف هي «الوسيلة الوحيدة»!!
وهل كانت الشعوب العربية تملك غيرها، وتتعلم غيرها، وتقرأ القرآن بغيرها؟!
أنتم أنفسكم، يا من تُلحدون في الآيات القرآنية، لا تقرؤون القرآن إلا بـ «اللغة العربية»، والذي يقول بغير ذلك مكانه مستشفى الأمراض العقلية!!
إن حجية «الوسيلة»، التي ستوصلك إلى الشيء الذي تريده، أقوى من حجية الشيء نفسه، لأن بدونها ما وصلت إليه يا ذكي!!
ثم بعد أن تصل بـ «اللغة العربية» إلى قراءة القرآن، وإلى فهم كلماته، عليك أن تجعل سياق الآية حاكما على «اللغة العربية»، لماذا؟!
لأن الكلمة العربية «كنز»، يحمل من العطاءات الكثير، والذي يحدد العطاء المناسب هو «السياق القرآني».
ولذلك، حفظ الله الكلام الذي كان ينطق به لسان العرب داخل مراجع «اللغة العربية»، وإلا لأصبح القرآن «أعجميًا»، يتلاعب بألفاظه كل من هب ودب كما يفعل الذين يلحدون في آياته، بدعوى أنه ليس في حاجة إلى «اللغة العربية».
إن اعتراف «عاطف الحاج وشركائه» بأن حروف الهجاء التي تتكون منها الكلمة العربية، «وسيلة لقراءة القرآن»، هو في الحقيقة اعتراف في غاية الأهمية، لأنه يهدم منهجية «القرآن ليس في حاجة إلى اللغة العربية».
فعل يُعقل بعد أن تقول للناس إنه لا وسيلة للوصول إلى منطقة معينة إلا باستخدام الدراجة، ثم بعد أن تصل إليها، تقول لهم:
إن وصولي إليكم لم يكن في حاجة إلى دراجة؟!
أفلا تعقلون؟!
ملاحظة
لقد حذف عاطف الحاج من على حسابه، المنشورات الخاصة بي، والتي كشفت عن جهله بمنظومة التدبر
محمد السعيد مشتهري