وأخيرا
شهد عاطف الحاج محمود بنفسه على «إلحاده في الآيات القرآنية»
لقد بدأت منشوري السابق بقولي:
«إن التحدي لظاهرة عاطف الحاج الفكرية ما زال قائمًا، وفي انتظار أن يقوم أتباع هذه الظاهرة بإسقاط جهابذة اللغة العربية من أول جولة علمية، ويخرجون إلينا ببحث علمي قرآني عن معنى قوله تعالى:
«مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ»
كان هذا ردا على قول «عاطف الحاج»:
«لا أثق إطلاقاً بأي بحث يعتمد ناشره على بيان القرآن من اللغة العربية
حتى لو كنت أنا»
فقلت له:
تفضل، وانشر لنا بحثًا علميًا عن معنى «آية كاملة»، وليس فقط كلمة، وهي الآية ١٠٣ من سورة المائدة، المشار إليها سابقا، استنادًا إلى القرآن وحده.
ثم في التحدي الثاني قلت له:
«ولكن ماذا سيفعل المعجبون بظاهرة «الإلحاد في الآيات القرآنية» وأصحابها، أمام عشرات الآيات المتعلقة بأحكام الشريعة القرآنية، والتي يستحيل أن يجدوا لها بيانًا داخل القرآن؟!
إن من بين هذه الآيات قوله تعالى، «المائدة ٣»، في سياق بيان المحرمات:
«حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»
وقلت له ولشركائه:
نريد بحثًا علميًا عن معنى هذه الآية «من أولها إلى آخرها»، يقوم علي بيان معاني كلماتها من داخل القرآن، فعلى سبيل المثال:
إن واو العطف في هذا السياق تعني المغايرة، يعني:
١- «الْمَيْتَةُ» شيء
٢- «الدَّمُ» شيء
٣- «لَحْمُ الْخِنزِيرِ» شيء
٤- «مَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ» شيء
٥- «الْمُنْخَنِقَةُ» شيء
٦- «الْمَوْقُوذَةُ» شيء
٧- «الْمُتَرَدِّيَةُ» شيء
٨- «النَّطِيحَةُ» شيء
٩- «وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ» شيء
وكل هذه الأشياء منفصلة عن بعضها، لا يوجد أي رابط يربطها إلا أنها من المحرمات.
وكان السؤال:
أولا:
ما معنى هذه الأشياء المحرمة «كلمة كلمة»، حتى نتجنب أكلها؟!
ومن أين جاء «عاطف الحاج» بالمعنى الذي كتبه في البوست المرفق؟!
ثانيا:
ما معنى كلمة «مَخْمَصَةٍ»، الواردة في قوله تعالى:
«فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»
ولماذا لم تأت في سياقها الطبيعي، بعد قوله تعالى:
«وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ»؟!
إذن فقد طلبت من «عاطف الحاج وشركائه» بحثين:
الأول:
عن قوله تعالى:
«مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ»
والثاني:
عن قوله تعالى:
«حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ..»
وأخيرا جاءت إجابته على البحثين على النحو المذكور في البوست المرفق، وهي:
«المطلوب أن نذبح الأنعام أو بهيمة الأنعام التي حللها سبحانه على أن تكون خالية من أي أمراض أو على وشك الموت وسليمة، لا أن نأكلها ما لم نتفحص سلامتها»
وكان يجب على «عاطف الحاج وشركائه» أن يتوبوا إلى الله، لأن مصيبتهم «العقدية» أكبر ما يتصورون، ولكن كعادته، يحاول الهروب من مواجهة الحقائق العلمية بكلام مرسل، لا محل لها من الإعراب.
والسؤال:
من أين جاء «عاطف الحاج» بهذه المعاني:
«خالية من أي أمراض أو على وشك الموت وسليمة، لا أن نأكلها ما لم نتفحص سلامتها»
هل هي موجودة في القرآن، فأين الآيات التي بينتها؟!
أم اعتمد «عاطف الحاج» على المخزون المعرفي الذي تعلمه من قبل من معاجم اللغة العربية؟!
ولماذا لم تكتب بحثا قرآنيا تشرح فيه معنى الآية:
«مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ»
استنادا إلى الآيات القرآنية دون الاستعانة بمراجع اللغة العربية؟!
ثم لماذا لم تكتب بحثا قرآنيا تشرح فيه معنى الآية:
«حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ..»
استنادا إلى الآيات القرآنية دون الاستعانة بمراجع اللغة العربية؟!
أليس هذا من أصول الحوار العلمي، الذي يليق بـ «علماء»، من المفترض أنهم أهلٌ لتدبر القرآن؟!
ألم تشعر بالخجل وأنت تواجه البراهين العلمية التي جاءت بالمنشورات السابقة، بهذه الجملة المخزية، التي لولا أني حريص على انتشال من ضلوا صراط الله المستقيم بسبب إلحادك في الآيات القرآنية ما قمت بالرد عليك؟!
ألم تخجل وأنت تقول:
«ترك هذا الصديق كل شيء هام وجاء إلى نص لا يُحير أحدًا»؟!
من قال إنك تكتب موضوعات هامة أصلا؟!
إنني عندما قررت أن أقوم ببيان خطر هذه «الظاهرة الإلحادية» على ملة الوحدانية، وعلى الالتزام بأحكام الشريعة القرآنية، لم يكن ذلك لأنك تكتب «علمًا» يستحق أن أحاورك بشأنه، وإنما لإنقاذ المعجبين المساكين الذين أتابع تعليقاتهم وتعقيبك عليهم بمنتهى الحزن والأسى على مستقبل الفهم الواعي لآيات الذكر الحكيم.
ثم أين الإجابة على باقي التحديات التي حملتها الآيتان؟!
محمد السعيد مشتهري