نحو إسلام الرسول

(893) 19/9/2017 يَا حَسْرَةً على «مِلْكِ يَمِين» اليوم، من الرجال والنساء!!

لقد نزل القرآن يُحرّر الناس من عبودية «المتعة الجنسية»، ولكن «أهل القرآن» يُصرّون عليها، حتى ولو أصبحت المرأة «ملك يمين» الرجل، أو أصبح الرجل «ملك يمين» المرأة، فعلينا أن نضحي من أجل «المتعة الجنسية»!!

لم أكن أتصور أن يأتي يوم أرى فيه من يحمل راية المعاصرة والتنوير، ويريد أن يأخذ بأيدي المسلمين إلى العالمية، يعود بالرجال والنساء إلى «عصر الجاهلية»، من أجل «المتعة الجنسية» وهم يحملون راية «المعاصرة»!!

إن حديث المفكر الإسلامي «محمد شحرور» مع برنامج القاهرة اليوم، «منشور ١٧/٩/٢٠١٧» كارثة فكرية إسلامية كبرى، خاصة عندما يكون مترجمًا باللغة الإنجليزية، ليعلم العالم كيف تتدنى أخلاقيات المسلمين في القرن الواحد والعشرين، من أجل «المتعة الجنسية»، إلى مستوى «ملك اليمين»، الذي كان من مصائب الجاهلية الأولى!!

وإذا كان العرب في جاهليتهم «يَئِدُونَ» البنات وهم أحياء، فإن القراءات القرآنية المعاصرة «تَئِد» الذكور والإناث، ثمرة «ملك اليمين»، من قبل أن يولدوا أصلًا!!

فعندما سُئل «محمد شحرور» عن ماذا تفعل المرأة «ملك اليمين» إذا حملت، قال: «هذا ذنبها»، وهذه هي الترجمة التي سيراها العالم على شاشة التلفاز:

It’s her fault then

وطبعا مسألة الإجهاض «التي هي قتل نفس بغير حق» أصبحت اليوم من أيسر المسائل الطبية، ولا مانع عند المرأة «ملك اليمين» أن تدخل بسببها «جهنم» من أجل «المتعة الجنسية»، وهي تحمل معها عذاب فاحشة «الزنى»، وطبعا بالإضافة إلى عذاب «قتل النفس» بغير حق!!

ولكن، لماذا لا يشعر أصحاب وأتباع القراءات القرآنية الإلحادية المعاصرة، بأن ما يُفتى به «محمد شحرور» من إباحة «الزنى» تحت مسمى «ملك اليمين» سيقودهم إلى جهنم؟!

لأنهم «جهلاء»، تابعون منقادون، لا يعلمون شيئا عن علوم «اللغة العربية»، ولا عن «المنهجية العلمية» لتدبر القرآن، وأنه ليس من هذه المنهجية اتخاذ «الروايات» الظنية الثبوت عن النبي مصدرًا تشريعيًا حاكما على أحكام القرآن.

فمن باب كسب «القرآنيين» في صفه، قول «محمد شحرور» إن «كتب الحديث» ما هي إلا «وثائق تاريخية» ﻻ تحمل أي قدسية..، ثم إذا به يستند في إباحة العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة «غير المتزوجة» إلى «رواية» في البخاري تقول:

«أيما رجل وامرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا تتاركا»

ويقول هذا على صفحته الرسمية، ويؤكده في حديثه مع برنامج «القاهرة اليوم» المشار إليه سابقا، والذي ظهرت ترجمته على النحو التالي:

In the Islamic society, whomever a man or a woman agreed
together, they stay for 3 night, if she wasn’t married then it’s ok

فمن أين جاء «محمد شحرور» بهذا الشرط «أن تكون المرأة متزوجة»، والرواية التي استند إليها تقول «أيما رجل وامرأة توافقا»..، يعني أي رجل وأي امرأة؟!

والغريب أن تحمل هذه الرواية في «متنها» ما يدل على أنها منسوخة، طبعا عند فرقة أهل السنة التي ينتمي إليها «محمد شحرور»، فبعد كلمة «تتاركا»، يقول الراوي:

«فما أدري أشيء كان لنا خاصة، أم للناس عامة، قال أبو عبد الله وَبَيَّنَهُ عليُّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه منسوخ»

ثم أن هذه الرواية لها علاقة بـ «نكاح المتعة»، المباح عند الشيعة، ومع ذلك نرى «محمد شحرور» يدافع عن عدم نسخها، ويُبيّن مميزاتها، فيقول:

«والشيء المميز في هذا الحديث هو علاقة طوعية قد تكون مؤقتة بين رجل وامرأة وكونها طوعية فكلاهما حر وحرة».

ويقول ردا على فقهاء أهل السنة:

«أما أن يتفق رجل بالغ راشد عاقل، مع امرأة بالغة راشدة عاقلة، على ممارسة الجنس بمحض إرادتهما، فهذا بالنسبة لفقهائنا سيهتز له عرش الرحمن غضباً من هذا العمل»!!

ثم انظروا ماذا قال بعدها:

«وهل انتبه الفقهاء أن النبي، حاشاه أن يتعدى حدود الله ويأمر بالحرام، قد تعدى على حدود الله فنسخوا هذا الحديث؟! وإذا كان النبي لم يتعد حدود الله فمعنى ذلك أنها حالة من حاﻻت ملك اليمين بين حر وحرة، وهو ساري المفعول إلى يومنا هذا»!!

هذا هو المفكر الإسلامي «محمد شحرور»، الذي لا يُعرف له «منهجية علمية» يقيم على أساسها تدبره لأحكام القرآن، وكل ما يفعله هو استقطاع الآيات القرآنية من سياقاتها، وتوظيفها حسب هواه، فيظن القارئ أو المستمع «الجاهل طبعًا» أن ما يُفتي به قائم على فهمٍ وتدبرٍ للقرآن!!

وإذا كان «محمد شحرور» قد أعلن على الهواء مباشرة أن العلاقة الجنسية بين رجل وامرأة «غير متزوجة» مباحة وليست «زنى»، بشرط أن تكون في مكان مغلق، وبالاتفاق بين الطرفين.

فتعالوا نرى ماذا قال في كتابه الكتاب والقرآن، الفرع الثالث: «نموذج للفقه الجديد في دراسة موضوع المرأة في الإسلام»، تحت عنوان: «العلاقة بين الرجل والمرأة»:

«إن العلاقة بين الرجل والمرأة في الإسلام ينظر إليها من خلال مستويين مختلفين تماماً.

المستوى الأول: مستوى حدود الله «الحلال والحرام» المحدد من قبل الله سبحانه وتعالى، وهذا الحد هو «الزنا»، و«الزنا» هو علاقة الجماع الجنسي المباشر بين الرجل والمرأة، بدون عقد نكاح»

لاحظ وتدبر قوله «بدون عقد نكاح»!!

ثم قال عن «الجماع الجنسي» وأن القرآن نظر إليه من زاويتين مختلفتين:

* الزاوية الأولى: «علاقة جماع» – «بين رجل وامرأة» – «دون شهود» – «في الخفاء»!!

ثم قال: «في هذه الحالة المجتمع لا دخل له في ذلك، ولا يحق له أن يطبق أية عقوبات بناء على الشبهات، وعلى التخمين، وتبقى العلاقة بين (الزاني) وربه..»

إذن فالمفكر الإسلامي «محمد شحرور» يرى أن العلاقة الجنسية بين رجل وامرأة:

١- بدون عقد نكاح

٢- وبدون شهود

٣- وفي الخفاء

هي «الزنى» الذي حرمه الله!!

* الزاوية الثانية: «علاقة جماع بين رجل وامرأة (علنية)، والعلن حدده الله سبحانه وتعالى في أربعة شهود…»

إذن فالمفكر الإسلامي «محمد شحرور» يرى أن «الزنى» العلني يحتاج إلى «أربعة شهود» لإثباته حتى يمكن تنفيذ العقوبة.

ثم تدبروا ماذا قال بعد ذلك في نفس السياق:

«وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن كل علاقة بين الرجل والمرأة لا تصل إلى الجماع الجنسي (فهي ليست زنا) وأن كل علاقة تنتهي بالجماع الجنسي (فهي زنا) من أولها إلى آخرها، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه»!!

نتدبر قوله:

«فهي زنا من أولها إلى آخرها، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه»!!

والسؤال:

طيب إلي واخد امرأة «غير متزوجة» في شقة مفروشة لمدة «ثلاث ليال»، همه رايحين يعملوا إيه غير (الزنى)، بدليل قوله عن المرأة التي «حملت»: هذا ذنبها؟!

يعني احنا نُصدّق «محمد شحرور» السلفي، أم «محمد شحرور» صاحب القراءات القرآنية المعاصرة، الذي استمعنا إلى حديثه مع برنامج «القاهرة اليوم»، والمترجم باللغة الإنجليزية؟!

طبعا ممكن يخرج علينا من يقول:

إن «محمد شحرور»، في مداخلته مع برنامج «القاهرة اليوم»، كان يتحدث عن العلاقة الجنسية، باعتبار المرأة «ملك يمين» الرجل، والرجل «ملك يمين» المرأة، ولـ «ملك اليمين» أحكامه الخاصة؟!

طبعا سأضحك… وللموضوع بقية

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى