نحو إسلام الرسول

(890) 16/9/2017 «ملعون من رأى إلحادًا ولم ينه عنه»

بعض الأصدقاء يهتمون في تعليقاتهم بما لا علاقة له بموضوع المنشور، ويسترون إفلاسهم العلمي بكلام مرسل لا محل له من الإعراب، ويظنون أن صاحب هذه الصفحة في حاجة إلى الالتحاق بدورات في «التنمية البشرية»، وكيفية التعامل مع الناس!!

هذا هو حد علمهم، فقد اعتادوا عند تعاملهم مع أصحاب الصفحات الأخرى على الحنان والرفق والعشوائية والهوس الديني..، دون نكير، بل بمباركات وتحيات وسلامات، وناقص يقولوا لهم: «اتفضلوا اشربوا شاي»!!

إن «دين الإسلام»، الذي جاء به رسول الله محمد، دين «الآية القرآنية»، التي هي البرهان الوحيد الدال على أن محمدًا رسول الله، وعلى أن الأنبياء الذين ذكرهم القرآن هم حقا رسل الله.

لذلك فإن كل إلحاد في نصوص هذه «الآية القرآنية» وأحكامها، هو كفرٌ صريحٌ بالقرآن وبجميع الأنبياء، والذين يغضبون من أسلوبي في النهي عن هذا «الإلحاد» هم «التابعون» بغير علم لهؤلاء الملحدين، الذين وضعت لهم شروطًا للتعليق، لعلمي أنهم ليسوا أهلا للحوار العلمي، لذلك ختمت هذه الشروط بقولي:

«الاهتمام بجوهر الموضوع دون الالتفات إلى أسلوبي النقدي الغليظ»

ومن نماذج الاتباع بغير علم:

١- منشور «وعلى هامش منشور رسالة إلى أصدقاء الترانزيت»، في «١٣/٩/٢٠١٧»، كتب «يمان عبود» تعليقا قال فيه:

«دكتور قد تكون نظرتك مختلفة تماما عن نظرتي في موضوع معاجم اللغة ولكن لتعلم أن من وضع قواعد المعجم هو بشر مثلنا والقرآن الكريم غني عن كل شيء من دونه… القرآن الكريم تبيان لكل شيء ولا يحتاج لمعجم ليبينه..»

وجاء ردي عليه على النحو التالي:

«إذن فما معنى هذه الكلمات:

«البحيرة»، و«السائبة»، و«الوصيلة»، و«الحام»

الواردة في سياق حكم من أحكام القرآن، وهو قوله تعالى:

«مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ»

وأرجو أن يكون التعليق على النحو التالي:

أن تضع الكلمة وأمامها الآية القرآنية المبينة لمعناها، وأي تعليق يأتي مخالفًا لذلك سيحذف على الفور، وعندها ستعلم أن بدعة أن «القرآن يبين نفسه بنفسه»، ولو أجمع عليها مشايخك ومشايخ العالم أجمع، «بدعة شيطانية» هدفها هدم أحكام القرآن، فتفضل أجب مع الالتزام بما قلته لك».

* فذهب ولم يُعقب!!

٢- منشور «وعلى هامش منشور عندما يغيب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن البيت المسلم» في «١٣/٩/٢٠١٧» كتبت «eslam el nayal» تعليقا قالت فيه:

«نعم هي فعلاً أفكار الدكتور شحرور.. لكن حضرتك تعلم أنه له أكتر من «١٤» مؤلف باللغة العربية والإنجليزية يشرح فيها بالتفصيل منهجه العلمي بدقة… وأكيد لا يمكن القول ببساطة أن الدكتور شحرور يبيح الزنا قبل قراءة تعريفه وتوصيفه للزنا من خلال كتاب الله فقط لا غير».

وكان تعقيبي هو:

أنت من المعجبين به، المدافعين عن قراءاته القرآنية المعاصرة، الناشرين لإنتاجه الفكري، فمن المفترض أنك تعلمين تعريفه وتوصيفه للزنا من خلال (كتاب الله فقط لا غير)، فتفضلي اذكري لنا على أي أساس قرآني أفتى على الهواء مباشرة بما ذكرته في المنشور، حتى تصححي وجهة نظري في المعجبين به، وأنهم يتبعونه بـ «علم»، وليس بـ «غير علم».

* فذهبت ولم تُعقب!!

أولا:

إن الأزمة الخطيرة التي يعيش بداخلها المسلمون «وهم سُكارى»، لا علاقة لها بـ «الشخصنة» والكشف عن عورات الأشخاص الفكرية، «كما يظن البعض»، إن أزمة المسلمين أكبر من ذلك بكثير، بل وإلى حد لا يمكن وصفه، فلست أنا الذي يتتبع عورات الناس الفكرية!!

ثانيا:

لقد أعطى أصحاب وأتباع بدعة «القرآن يُبيّن نفسه بنفسه»، وبدعة «القراءات القرآنية المعاصرة والمستنيرة»، ظهورهم لفريضة «النهي عن المنكر»، وهي «الفريضة» التي أعلى الله من شأنها حتى ذكرها قبل فريضة «الإيمان» به سبحانه، فقال تعالى:

«كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ..»
ثم تدبر ماذا قال تعالى في الجزء الثاني من نفس الآية:

«.. وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ»

إن «الْمُؤْمِنين» هم الذين آمنوا برسول الله محمد واتبعوا كتابه، وبرهان ذلك قوله تعالى:

* «.. وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا (يُؤْمِنُونَ)».

* «الَّذِينَ (يَتَّبِعُونَ) الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ …».

* «فَالَّذِينَ (آمَنُوا بِهِ) وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ (وَاتَّبَعُوا) النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ»

ثالثا:

فيا أهل القرآن هذا هو القرآن، يا من تقولون إن مفتاح دخول الجنة هو «الإسلام» الذي عليه معظم أهل الأرض، والذي يقوم على:

«الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح»

وليس شرطًا الإيمان بـ «النبي الخاتم»، رسول الله محمد!!

والقرآن يشهد أنكم لستم أهلًا لتدبر آياته واستنباط أحكامها، لقد أصابكم فيروس «الهوس الديني»، فقلبتم كل المفاهيم القرآنية رأسًا على عقب!!

فأين فريضة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، التي من عظم شأنها قدمها الله على:
«الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح»؟!

رابعا:

إن «المؤمنين المُفْلِحِين»، كما بيّنت الآية السابقة، هم:

«الَّذِينَ آمَنُوا بِـ (رسول الله محمد)، وَعَزَّرُوهُ، وَنَصَرُوهُ، وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ» – «أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ»

ثم تدبروا ماذا قال الله بعدها، للرد على الذين يدّعون أن الله أرسل محمدًا لأهل الجزيرة العربية فقط:

«قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي (رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ (فَآمِنُوا) بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ (وَاتَّبِعُوهُ) لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»

والسؤال:

ألا تخجلون وأنتم تكشفون أمام العالمين إلحادكم باسم «القراءات القرآنية المعاصرة»؟!

فأي معاصرة هذه، وأين هذه العصرية وأنتم تجهلون أصلا كيف تتعاملون مع القرآن؟!

خامسا:

إن الذين آمنوا «(مِنْ) أَهْلِ الْكِتَابِ»

هم الذين آمنوا «(مِنْ) الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ»

هم (المؤمنون) «الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ»

كما سبق أن بيّنت ذلك في المنشورات السابقة، وهم الذين قال الله فيهم:

«لَيْسُوا سَوَاءً، مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ. يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ»

فانظر وتدبر:

إن فريضة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» من أصول الإيمان التي أقرّت بها هذه الأمة المؤمنة القائمة.

أي أن هذه الفريضة كانت معروفة لأهل الكتب السابقة، من قبل أن يؤمنوا برسول الله محمد ويعلنوا إسلامهم، وليست محصورة في «دين الإسلام» الذي جاء به «النبي الخاتم» رسول الله محمد.

لذلك نزلت «اللعنة الإلهية» على:

«الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ»

فما هي هذه المعصية، وما هو هذا الاعتداء؟!

«كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ»

إن «العَالِمْ» الذي يرى إلحادًا في الآيات القرآنية، ولا ينهى عنه بـ «البراهين القرآنية»، ملعونٌ كما لعن الله «الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

و«المؤمنون» الذين لا يعلمون، ويسعدون عندما يجدون «العلماء» ينهون عن المنكرات، هؤلاء هم «الصادقون».

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى