كتب المهندس Mohamed Khalifa تعليقا على موضوع الآية:
«فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ. فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ»
فقال:
أولا: «هذه الصياغة وردت على لسان ملائكة مرسلون في مهمتين..»
أقول: لقد أجهد نفسه في كتابة تعليق طويل خارج موضوع المنشور:
١- فما علاقة ما إذا كانت الضمائر في الآيات تعود إلى الله تعالى أم إلى الملائكة، بما جاء في المنشور عن مفهوم «الإيمان»، وعن مفهوم «الإسلام»؟!
٢- وهل تفعل الملائكة شيئًا بمعزل عن مشيئة الله وإرادته؟!
فتدبر قوله تعالى:
«وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ. فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ»
عندما يخاطب الله لوطًا بقوله «وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ»، ثم يأتي بعدها بجملة تبدأ بـ «فاء» التفريع فيقول «فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ».
فمن أين جاء المهندس محمد خليفة بأن القائل في هذا السياق «تحديدًا» هم الملائكة، ومعلوم أن الله يُكلم أنبياءه بأكثر من طريقة وردت في سورة الشورى «الآية ٥١»؟!
٣- عندما يقول الله تعالى
«فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا»
هل هذا «الأمر» كان أمر الله أم أمر الملائكة؟!
إذن فلماذا أقحم المهندس محمد خليفة آليات تنفيذ أوامر الله في التعليق على المنشور، الذي موضوعه عن مفهوم «الإيمان والإسلام»؟!
ثانيا:
ثم يسأل: فمن هم المؤمنون الذين تم إخراجهم من المدينة، ثم أيضا من هم المسلمون الذين أخرجوا عقبهم؟!
* أجيب:
من أين جاء المهندس محمد خليفة بأن المسلمين تم إخراجهم عقب إخراج المؤمنين؟!
إن سياق الآية يستحيل أن يفيد هذا الفهم، فالله تعالى يقول:
«فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ. فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ»
فانظر وتدبر مجيء «الفاء» في أول الجملة الأولى «فَأَخْرَجْنَا»، وأيضا في أول الجملة الثانية «فَمَا وَجَدْنَا»، الدالة على أن الإخراج والوجدان حدثا في وقت واحد، أي عند البحث عن بيت «مؤمن مسلم» لم يكن في القرية غير بيت لوط «المسلم في الظاهر»، لأن امرأة لوط كانت تظهر إسلامها وهي كافرة.
ثالثا:
ويقول: «من البديهي أن يكون بيت المسلمين المقصود هو بيت نبي الله يعقوب وبناته، ماعدا زوجته، ثم ذكر الآيات:
«إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنْ الْغَابِرِينَ»
طبعا هو يقصد بيت نبي الله لوط، وليس يعقوب، ولكنه انتقل فجأة ليقول بعد ذكر الآيات:
«أما المؤمنون فهي طوائف من الحيوانات غير العاقلة، والمؤمنون بوجود الله ووحدانيته، بالفطرة التي جبلوا عليها، ولهم صلواتهم وتسبيحاتهم، والتي لا نفقهها، وهي لا ذنب لها في نزول العذاب على قوم لوط..»
أقول: لا تعليق
فهذا نموذج من «العشوائية الفكرية»، ومن «القراءات القرآنية الشاذة»، التي تتسع دائرتها يوما بعد يوم، وهي تحمل عناوين مختلفة، ومنها ما كتبه المهندس محمد خليفة تحت عنوان «لطائف التساؤلات القرآنية».
محمد السعيد مشتهري