نحو إسلام الرسول

(780) 14/6/2017 على الطريق (8)

«قرآنيّون» المنهج، «سلفيّون» الاتباع

عندما يعيش «عَاِلمٌ» وسط قوم يجهلون تخصصه العلمي، لا شك أنهم لن يُعطوه قدره ومكانته العلمية، وتقديره واحترامه، إلا إذا وقفوا على تخصصه العلمي، ودوره الفعّال في حياتهم.

وعندما يُعجب الناس بأي «فن» من الفنون، فإن هذا الإعجاب ينشأ عن إحساسهم بهذا الفن، وما يحمله لهم من مشاعر، لا يُشترط لإدراكها أن يكونوا من المتخصصين في هذا النوع من الفنون.

أما عندما يكون الإعجاب متعلقًا بـ «دين الله تعالى»، وبأحكام شريعته، فلا مكان هنا للأحاسيس والمشاعر، وإنما لـ «البراهين العلمية» الدالة على صحة ما يؤمن به المسلم، ويتحدث عنه.

إن إدراك معاني القرآن واستنباط أحكامه، لا يشترط لتحقيقه أن يكون المسلم متخصصًا في الدراسات القرآنية، وإنما الشرط الأساس، أن يعلم «البراهين العلمية» الدالة على صحة المسألة التي يؤمن بها، ويُقيمها عمليا في حياته، ولو كانت «آية قرآنية» واحدة.

إن معظم المسلمين، بجميع توجهاتهم الدينية المختلفة، سلفية أو قرآنية، معاصرة أو مستنيرة، تابعون مقلدون لعدد من المفكرين الإسلاميين، قد لا يتجاوز أصابع اليدين، فإذا قال انبهروا بقوله، وسمعوا وأطاعوا، ولم أجد أحدا منهم ذهب ليتحقق من صحة ما انبهر به، وقاتل في سبيل الدفاع عنه.

اذهبوا وانظروا إلى عدد المعجبين بأي نجم من نجوم ما يسمى بالفكر الإسلامي، وتابعوا تعليقاتهم، وأنتم تعلمون حقيقة المصيبة الفكرية التي يغضب البعض عندما أسميها بـ «العشوائية الفكرية».

يا أخي «العشوائية الفكرية» أرحم، على الأقل الناس عايشة، وإنما المصيبة في الأموات (فكريا) الذين يظن المعجبون بهم أنهم أحياء!!

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى