نعم «الإسلام» دين الفطرة، ولكن ليست فطرة «شحرور»!!
يقول المفكر الإسلامي «محمد شحرور»، تحت عنوان «الإسلام والمسلمون»:
«فالدين عند الله الإسلام..، ولكن الدين الإسلامي دين الفطرة الإنسانية التي فطر سبحانه الخلق عليها..»
يقول الله تعالى في سورة الروم:
«فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ»
«لابد أن تكون أركان هذا الإسلام فطرية مقبولة تتماشى بشكل طبيعي مع ميول الخلق…»، ثم يسأل:
«فهل الشعائر، إقامة الصلاة – الصوم – حج البيت – الزكاة» التي افترضوا أنها من أركان الإسلام فطرية؟!
أولا:
إن «إقامة الوجه» تعني ضبط اتجاهه إلى الأمام، دون الالتفات يمينا أو شمالا، وعندما تكون إقامة الوجه لـ «الدين» فلابد أن نعلم أولا ما هو «الدين» الذي أمرنا الله أن نقيم وجوهنا إليه.
وبالعودة إلى المنشورات السابقة نعلم أن هذا الدين هو «دين الإسلام» الذي جاء به «النبي محمد»، وأن هذه «الفطرة» تتعلق بأصول الإيمان التي محلها «القلب».
ثانيا:
إن أصول الإيمان التي محلها «القلب»، هي التي تقوم عليها أحكام الشريعة، من «صلاة، وزكاة، وصيام، وحج»، لأنها الصورة العملية، الدالة على إسلام الوجه لله، وعلى تفعيل «الفطرة» لمقتضيات هذه الأصول.
ثالثا:
عندما يشير الله إلى هذا «الدين» بقوله: «ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ»، فيستحيل أن يكون المقصود «الدين» الذي عليه أهل «الملل والنحل»، الذين كفروا بـ «النبي محمد»!!
رابعا:
إن سؤاله: فهل الشعائر «إقامة الصلاة – الصوم – حج البيت ـ الزكاة.. من الفطرة»؟!
لا يعني أكثر مما قاله في فقرة أخرى:
«إن الفطرة لا تحتاج إلى رسالة سماوية ولا إلى تعليم، لكن «الإيمان» من حيث هو شعائر، ومن حيث هو سلوك وعمل، يحتاج إلى هداية وتعليم»!!
فهل هناك من تدبر القرآن يمكن أن يقول إن الإيمان «شعائر من حيث هو سلوك وعمل»، فيخلط بين مفهوم «الإيمان» ومفهوم «الإسلام»؟!
خامسا:
عندما ينطلق «محمد شحرور» في قراءاته القرآنية المعاصرة من قاعدة «قلب أصول الدين رأسًا على عقب»، وأن «الإيمان» عنده يأتي بعد «الإسلام»، فإنه لا شك سينقلب هو أيضا رأسًا على عقب، فيقول:
«ونرى أن الإنسان يتجه بفطرته بادئ ذي بدء إلى وجود الله الخالق، فيقوده ذلك إلى الاعتقاد بأن لهذا الكون المخلوق نهاية»
* أقول: إذن فهو يقول إن فطرة الإنسان تقوده إلى «الاعتقاد» بوجود الله الخالق، وأن هذا الكون له نهاية، وعندما يقول إن هذا «بادئ ذي بدء» فهذا معناه أنه يقول إن «الإيمان» أولا، وليس «الإسلام»!!
سادسا:
وعندما يستكمل حديثه ويقول:
«بعد ذلك يبحث عن الطريق إلى الله، للتعرف على ما يريده ربه منه، فيصدق بكتبه ورسله التي ترسم له هذا الطريق»
* أقول: أليس هذا «التصديق» من «أصول الإيمان»؟!
ثم يقول:
«ويبدأ بتطبيق الوارد فيها»
* أقول: وهل يعني هذا التطبيق إلا التسليم والخضوع لأوامر الله، وهذا هو مفهوم «الإسلام»، الذي قام على «الإيمان والتصديق» أولا؟!
سابعا:
وعندما يستكمل ويقول:
«وعلى هذا تصبح أركان الإيمان بمحمد (ص) ورسالته تقوم على محاور، نلاحظ أنها توجهت جميعاً في التنزيل الحكيم إلى المؤمنين بالله واليوم الآخر والعمل الصالح»
* أقول: طبعا عندما تكون «المقدمات» باطلة فإن «النتائج» تكون باطلة، فما قاله في هذه الفقرة الأخيرة ينطلق من منهجه في قلب أصول الدين، كما بيّنت ذلك في المنشورات السابقة!!
وأكتفي بهذا القدر، في بيان سقوط وتهافت الأصول والقواعد التي أقام عليها المفكر الإسلامي «محمد شحرور» تأليف كتابه «الإسلام والإيمان – منظومة القيم»، لعل أتباعه:
«يَفْقَهُونَ – يَتَّقُونَ – يَرْشُدُونَ – يَتَذَكَّرُونَ – يَرْجِعُونَ»
محمد السعيد مشتهري