Warning: Undefined array key 1 in /home/ebtekarr/public_html/islamalrasoul.com/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Undefined array key 2 in /home/ebtekarr/public_html/islamalrasoul.com/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505
(764) 30/5/2017 عن أحكام الصيام (4) – نحو إسلام الرسول

نحو إسلام الرسول

(764) 30/5/2017 عن أحكام الصيام (4)

مفهوم «الليل» في السياقات المختلفة

كان يجب أن نبدأ حديثنا عن مفهوم «الليل» في السياق القرآني، بالحديث عن «آية الليل» في سياق بيان «دلائل الوحدانية»، وكيف أن ظاهرة اختلاف الليل والنهار تحمل الآيات «لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ»، كما بيّنا ذلك في المنشور السابق.

ويأتي «الليل» في سياقات أخرى:

أولا: في سياق «القسم»

يقول الله تعالى:

١- «فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ. وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ»

وكما ذكرنا، فإن «الشفق» يظهر في المساحة الزمنية بين غروب الشمس وغسق الليل، وكذلك المساحة الزمنية بين الفجر وشروق الشمس.

إن قسم الله عظيم، ولا يكون إلا على شيء عظيم يستحقه، فما علاقة «اللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ» بـ ِ«الشَّفَقِ»؟!

إن كلمة «وسق» في جملة «اللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ» تعني جمع «الليل» ما كان منتشرا في «النهار»، كعودة الناس من أعمالهم وتجمعهم في بيوتهم، وعطفها على «الشَّفَقِ»، لبيان أن «الليل» يبدأ مع بداية هذا الشفق، أي عند غروب الشمس.

٢- «وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى»

وسجى الليل، أي سكن، والليل لا يسكن، وإنما تسكن حركات الناس فيه، وذلك اعتبارا من غروب الشمس، وهذا ما كان يعلمه العرب الذين خاطبهم الله بهذا القرآن.

٣- «فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوَارِي الْكُنَّسِ. وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ. وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ»
إنها ظواهر فلكية، بيانها خارج القرآن، والذي يهمنا منها «عسعسة الليل» و«تنفس الصبح»، ومدى بلاغة النص القرآني في بيان هذه الظواهر الفلكية، فيقسم الله بإقبال الليل وإدباره معاً بكلمة واحدة «عَسْعَسَ»، والتي تبطل القول بأن الليل يعني الظلمة.

ثانيا: للدلالة على الدوام الزمني

١- «وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ. يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ»

«فَإِنْ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ»

فهاتان الآيتان تتحدثان عن صفة ملازمة مستمرة لا تنقطع، وهي التسبيح الدائم من الملائكة.

٢- «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»

إن قوله تعالى: «سرًا وعلانية»، يُبيّن عدم ارتباط حدوث الفعل بحدث معين، فهم في كل الأوقات والأحوال ينفقون من أموالهم.

٣- «قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً»

فقوله «لَيْلاً وَنَهَاراً» كناية عن حرص نوح، عليه السلام، على هداية قومه، مستغرقًا كل الأوقات.

ثالثا: للدلالة على الوحدة الزمنية

١- «وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ»

٢- «وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ»

٣- «قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمْ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ»

٤- «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ»

والآن نأتي إلى مفهوم «الليل» في سياق بيان أحكام القرآن:

وهنا نحن لا نتعامل مع «الليل» بالمفهوم العام، كالذي ورد في بيان «دلائل الوحدانية»، وإنما كظاهرة فلكية تمر بمراحل وتغيرات ارتبطت بها أحكام العبادات من صلاة وصوم وحج.

أولا: إن أحكام الصلاة والصيام والحج، قائمة أصلا على آيتي الشمس والقمر، طبعا هذا بالإضافة إلى ما في هاتين الآيتين من نعم لا تحصى، يقول الله تعالى:

١- «قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ»

٢- «قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ
تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ»

٣- «وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ، وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»
علينا أن نتدبر هذه الآيات جيدا، ثم نسأل أنفسنا:

فماذا تفعل لنا أحكام القرآن، إذا كنا نعيش في منطقة لا شمس فيها ولا قمر، نعيش في أعماق البحار، أو على سطح القمر؟!

وماذا تفعل لنا أحكام القرآن، إذا كنا نعيش في منطقة لا ترى نهارًا إلا ستة أشهر، أو أربعة أشهر، أو يكون النهار في يومها «٢٢» ساعة، أو «١٨» ساعة….، إلى آخر هذه الإشكاليات التي دائما نسمع عنها مع قدوم شهر رمضان؟!

فإذا كنا نعلم أن أحكام الصلاة والصيام والحج، قائمة على آيتي الشمس والقمر، فعلينا أن نعلم، أن هناك فرقا بين الحكم العام، الذي يجب أن تتحقق شروطه، وبين الأحكام الاستثنائية «الرخص» التي تحتاج إلى استنباط واجتهاد أهل الاختصاص، حسب ظروف كل حالة.

وللموضوع بقية

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى