نحو إسلام الرسول

(760) 26/5/2017 دفاعاً عن القرآن (5)

«المسلمون» يريدون شريعة بلا «إسلام»

لماذا يكرهون التوقيت القمري، والمساجد، ومناسك الحج؟!

لأن الشيطان زين لهم أعمالهم:

«وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ»

فما الذي زيّنه الشيطان لأتباع النبي محمد، ليصرفهم عن صراط ربهم المستقيم؟!

أولا: زيّن لهم «التفرق في الدين»، فأدخلهم «الشرك» وجعلهم سعداء به.

ثانيا: زيّن لهم العبث بأحكام الشريعة القرآنية، يقول لهم إن الشهور القمرية اليوم ليست هي التي عرفها الرسول في عصر الرسالة، وعليه فالمسلمون يصومون في غير شهر الصيام، ويحجّون في غير أشهر الحج.

ثالثا: زيّن لهم أن «الصلاة» صلة بالله، وليس لها كيفية من قيام وركوع وسجود، يستطيع أن يؤديها أي إنسان، بصرف النظر عن ملته، وعن اتباعه للنبي الخاتم محمد!!

رابعا: زيّن لهم أن «الكعبة» صنمٌ من حجارة يعبده المسلمون، وأن المسجد الحرام مكان لصلاة الوثنيّين، وكذلك كل ما يُطلق عليه اسم مسجد.

خامسا: زيّن لهم العبث بمفهوم الإلهية والربوبية، فقسّموا «ذات الله» قطعًا بعدد مخلوقاته، ووزّعوها على المخلوقات، من جماد، ونبات، وحيوان، وإنسان!!

لقد كفروا بالله عندما تكلموا عن ذاته، وما كان لهم إلا الحديث عن فعالية أسمائه الحسنى.
سادسا: زيّن لهم أن الله لا يعلم أن التوقيت القمري لا يتفق مع فصول السنة الشمسية، وأن شهر رمضان وأشهر الحج ستدور مع دوران هذه الفصول، وأنه سبحانه لا يعلم أهمية فصول السنة الشمسية بالنسبة لأوقات الحصاد، والتزاوج بين الحيوانات، وأحكام الصيد..، سبحانه وتعالى عما يُشركون:

«عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ»
«عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ»

سابعا: زيّن لهم أن القرآن «يُبين نفسه بنفسه»، فضلّوا وأضلّوا.

صحيح أن الله قال في سياق بيان أن القرآن «آية إلهية»:

«أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ»

ولكن، هل هذه الكفاية:

١- بـ «العلم» أم بـ «الجهل»؟!

٢- بـ «المنهج العلمي» أم بـ «المنهج العشوائي»؟!

٣- هل لأننا مرضى بفيروس المصدر الثاني للتشريع الذي حمل «الأحاديث» لذلك نسعى لهدمها، وهدم كل ما جاء به هذا المصدر التشريعي، ولو كان ذلك على حساب القرآن؟!

أم نتبع المنهج العلمي في فهم القرآن، وما حملته «منظومة التواصل المعرفي» بيانا لما أجمله القرآن من أحكام، ونرفض ما عدا ذلك؟!

ثامنا: زيّن لهم القراءات القرآنية المعاصرة والمستنيرة.

والحقيقة أن القرآن ليس له إلا قراءة واحدة، ولكن عندما نظر المفكرون الإسلاميّون إلى ما فعله «التزيين الشيطاني» على أرض الواقع، ظنّوا أن الإشكالية في القراءة!!

لقد غاب عنهم، أن الإشكالية ليست في نوعية القراءة، وإنما في غضب الله عليهم وعلى المسلمين، وأنهم مهما وصلوا بقراءاتهم القرآنية إلى العالمية، فإنهم ينطلقون من «قاعدة واحدة» هي هدم تراث الفرقة الإسلامية التي ولدوا فيها، وتربوا على مائدتها الفكرية، ولا علاقة لهم بالفرق الإسلامية الأخرى!!

تاسعا: لم يأمر الله «الذين آمنوا» إلا بقراءة قرآنية واحدة، تقوم على تفعيل نصوص «الآية القرآنية» في حياتهم الناس، بهدف إخراجهم من الظلمات إلى النور.

فماذا ستفعل القراءات القرآنية، «بجميع توجهاتها الفكرية» في المسلمين الذين غضب الله عليهم؟!

ألم يسمع المفكرون الإسلاميّون قول الله تعالى:

«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ»

«لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ»

«وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ»

«وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً»

فماذا ستغير القراءات القرآنية، «بجميع توجهاتها الفكرية»، في شعوب العالم، وفي نهضة المسلمين واستيقاظهم من سباتهم، ومفتاح التغيير ليس بأيديهم، ولا بأيدي مشاريعهم الفكرية، ولو حصلت على جميع جوائز «نوبل» العالمية؟!

لقد ظن المسلمون أن قول الله تعالى:

«إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ»

يعني تغيير ما في القلب، دون أن يكون لهذا التغيير واقع على الأرض!!

إن استخلاف المسلمين في الأرض، وتمكين دينهم الذي ارتضاه الله لهم، لا الدين الذي ارتضته مشاريعهم الفكرية، وتبديل خوفهم أمنًا، هو «وعدٌ من الله»، وهذا الوعد يستحيل أن يتحقق إلا بتنفيذ الشرط، الذي ذكره الله بعد ذلك:

«يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ»

وعليه، فمن يريد أن يقف على مظاهر «الغضب الإلهي» على المسلمين، وعلى مفكريهم، علية أن ينظر إلى ما حقّقوه على الأرض من أسباب تجعل الله يوفي بوعده، وفي مقدمتها إقامتهم لمجتمع «الإيمان والعمل الصالح».

إن الله تعالى لن ينزل ملائكته لتقيم الدين الذي ارتضاه لكم نيابة عنكم، ولن ينزل جنوده لينصركم وأنتم تشركون به، ولن يبدل خوفكم أمنا وأنتم تعيشون في وهم «الفكر»، وياليته فكرًا مستقيمًا!!

«المسلمون» يريدون شريعة بلا «إسلام»

«وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ»

محمد السعيد مشتهري

ملاحظة هامة:

كل ما يتعلق بأحكام الصيام منشور بالتفصيل، وبالصور، على هذه الصفحة، بداية بمنشور «٣٠ -٦- ٢٠١٤»، ثم من «٣» إلى «٩- ٨ -٢٠١٤»، ثم «٥» إلى «١٤-٦ -٢١٠٦».

وإن شاء الله، يأتي رمضان القادم، ونحن أكثر تدبرا للقرآن

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى