تذكير بشروط التعليق على منشورات الصفحة
إن المتابع لمنشورات الصفحة منذ إنشائها، ولتعليقات الأصدقاء وتعقيبي عليها، يعلم أنه لم يحدث يوما أني حذفت «تعليقًا»، لأنه يحمل «علمًا» يثبت عدم صحة ما أنشره، أو حذفت «صداقة» لأن صاحبها من العلماء الذين أخشى مواجهتهم.
إن المتابع لمنشورات الصفحة يعلم عدد المرات التي نشرت فيها شروط التعليق على المنشورات، وأن هذه الصفحة «بيتي الفكري»، فمن أراد زيارتي وفق شروط الزيارة فأهلا به وسهلا، ومن أراد اقتحام بيتي دون تأشيرة دخول، فلماذا يغضب من معاقبته؟!
هناك من الأصدقاء القدامى «للأسف»، من يُشيعون على صفحاتهم، وعلى صفحات الغير، أني أحذف «التعليقات» التي تحمل البراهين الدامغة على تهافت مشروعي الفكري، وأحذف «الصداقات» التي أعلم أن أصحابها من «العلماء» الذين أخشى علمهم.
إن الذي يحمل الحق، ويرى الباطل ينتشر بين قلوب الناس، فلن يغلب في توصيل الحق بأدلته إليهم، بأي وسيلة من الوسائل، الأمر الذي «لم يحدث» من هؤلاء، أدعياء العلم، وأنا متابع جيد لما يُنشر يوميا، بل أقول «ولن يحدث»، لأنهم لو كانوا علماء، لردوا بعلمهم على التحديات التي حملتها عشرات المنشورات السابقة.
إن «محمد السعيد مشتهري» لا يهرب من المواجهة العلمية، ولا يحذف تعليقا يحمل علمًا، ولا «صداقة» إلا إذا تجاوزت حدود أدب الحوار.
لقد كتب الصديق Samer Abou Samra تعليقًا على منشور الأمس، وكان تعقيبي عليه هو:
«سبق أن خالفت شروط التعليق أكثر من مرة، ومن ذلك النقل عن الغير، وقد بينت لك أن هذا الأسلوب غير مقبول على هذه الصفحة، فإذا كنت فهمت ما تم نشره، فأنا لم أتكلم عن موضوع النسيء، ولا أقبل أن يتكلم عنه أحد قبل أن أعرض كلامي، لذلك تم حذف ما ذكرت في آخره (منقول) وأنا أعلم من أين جئت به، كما أعلم أنك لا تعلم ما الذي نقلته»
لقد عاتبني بعض الأصدقاء على حذفي للتعليق، باعتبار أن من حقهم أن يعلموا ماذا قال الصديق في تعليقه، وطبعا أنا لو تركت التعليقات المخالفة، والصور المتحركة، والروابط غير المسموح بها، وتجاوز الأصدقاء حدود أدب الحوار بينهم…، حتى يراها الأصدقاء كلٌ حسب ظروفه، يصبح من الأفضل أن أغلق هذا البيت، وأذهب أسكن بعيدا عن هذه «العشوائية الفكرية».
وعلى كل حال، لقد قلت في تعقيبي على تعليق الصديق، أني أعلم من أين جاء به، «وقد جاء به من صفحة المهندس عدنان الرفاعي»، وأنه لا يعلم ما هو الموضوع الذي نقله، لأن اقتطع فقرة من موضوع عنوانه «حروف القرآن الكريم..»، وهذا هو تعليق الصديق المنقول عن عدنان الرفاعي:
«في كتاب الله تعالى ورد للجذر (ن، س، أ) فرعان هما (النسئ) (منسأته)
إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ
نحن نعلم أنَّ دلالات هذا الجذر تعني التأخير، فنقول نسأ الشيء بمعنى أخره، وينسأ يؤخر، وأنسأت عنه تأخرت وتباعدت، وهذا المعنى نراه واضحاً في الصورة القرآنية: (انما النسي زيادة في الكفر) وفق هذا المعنى الذي يرسمه لنا الجذر (ن، س، أ) ما علاقُة كلمة (منسأته) اُلمشتقّة من هذا الجذر اللغوي، وهي التي تأتي وصفاً لعصا سليمان عليه السلام؟ ..نحن نعلم أنَّ عصا سليمان عليه السلام أخرت من علم الجن بموته .. فالجن لم يعلموا بموت سليمان عليه السلام إلاّ عندما خر نتيجةَ أكل دابة الأرض لمنسأته (عصاه) .. فهذه العصا التي نسأت (أخرت) علم الجن بموته، هي السبب في مسألة التأخير هذه. وبالتالي فهي منسأته.. ووصف الله تعالى لهذه العصا بهذه الصفة، هو وصف مطلق لحقيقة المسألة المحمولة في السياق السابق واللاحق لهذه الكلمة (منسأته) فالعصا كلمة قرآنية ترد في كتاب الله تعالى، ولكن السياق القرآني في العبارات التي نحن بصدد دراستها يلقي الضوء على مسألة تأخير علم الجن بموت سليمان عليه السلام، ووفق هذا المنظار نرى أنَّ كلمة (منسأته) كمشتق من الجذر (ن، س، أ) تأتي وصفاً مطلقاً لحقيقة كمشتق من الجذر (ن، س، أ) تأتي وصفاً مطلقاً لحقيقة المسألة»
انتهى ما نقله الصديق، والذي قال في آخره «منقول»، دون أن يُبيّن لنا من أين نقله، وما موضوعه، ومن هو صاحب الموضوع، كما هو متبع في أصول البحث العلمي.
فأين في هذا التعليق المنقول، نجد:
معنى «النَّسِيءُ»، الذي هو «زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ»، فالفعل والفاعل «كفار»، وكذلك المفعول بهم «يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا»؟!
مع قصة النسيء … خارج القرآن … مساء اليوم
محمد السعيد مشتهري