قصة النسيء … خارج القرآن
خلال أكثر من ثلاثة أشهر مضت، قمت خلالها ببيان بطلان القول «إن القرآن يبين نفسه بنفسه»، وتهافت القول إن القرآن ليس في حاجة إلى «مراجع اللغة العربية»، في عشرات المنشورات، التي حملت عشرات الآيات الدالة على ذلك.
لقد كتبت ثمانية عشر منشورا بعنوان «بدعة القرآن وكفى»، وقلت إن مشروعي الفكري كان في بدايته باسم «القرآن وكفى – مصدرًا للتشريع»، وقمت بتغييره إلى «نحو إسلام الرسول»، بعد أن أساء البعض استخدامه، وظنوا أني أقصد بقولي «القرآن وكفى» أن القرآن يُبيّن نفسه بنفسه، دون الاستعانة بأي مصدر معرفي من خارجه.
واليوم، ماذا سيفعل المؤمن المسلم الذي يريد فهم معنى «النسيء»؟!
أولا: عليه أن يتبرأ من الذين يقولون إن «القرآن يُبيّن نفسه بنفسه»، لأن هذه كبيرة من الكبائر، وافتراء على الله، فعندما لا يُبيّن القرآن معنى «كلمة واحدة» من كلماته، فهذا معناه أن نكفر بهذه البدعة فورًا.
ثانيا: أن يعلم أن هذا «القرآن» هو «الآية الإلهية» الدالة على صدق «نبوة» رسول الله محمد، وعليه:
١- أن يقف على «الأدوات»، التي أمره الله أن يتدبر بها القرآن، و«المنهجية العلمية»
الحاكمة لهذا التدبر، حتى لا يكون تابعًا مقلدًا لغيره بغير علم.
٢- أن يعلم أن القرآن في كثير من الآيات، يُحيله إلى مصادر معرفية موجودة خارجه، وعليه أن يستعين بها لفهم آياته واستنباط أحكامها.
٣- أن يعلم أن الوقوف على هذه المصادر المعرفية واختيار أنفعها، وخاصة مراجع «اللغة العربية» التي حفظ الله بها «اللسان العربي»، يحتاج إلى «علم»، فهل يمكن أن يتدبر عاقل القرآن بغير علم:
«بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ»
لذلك أقول:
أنا لا أهتم كثيرًا بموافقة الأصدقاء أو عدم موافقتهم لما أنشره من موضوعات خاصة بـ «مشروعي الفكري»، وما سأنشره عن موضوع «النسيء»، لأن السعادة الحقيقية أشعر بها عندما أجد أن هناك من يتبعون «منهجية علمية» عند تعاملهم مع القرآن.
إننا يجب أن نكون على وعي كامل بـ «جريمة» القول، إن «القرآن يُبيّن نفسه بنفسه»، وتأثيرها على كثير من مستخدمي الشبكة، وخاصة «الشباب» الذين أصبحوا سعداء بعدم انتمائهم لأي ملة، ولا لأي دين!!
وإلى قصة النسيء … خارج القرآن
محمد السعيد مشتهري