تتمثل طاعة الله ورسوله، بعد وفاة النبي، في تفعيل نصوص «الآية القرآنية» الدالة على صدق «نبوة» الرسول، والقائمة بين الناس إلى يوم الدين.
ولقد تفرق المسلمون في الدين، فخانوا الله ورسوله، وورث الأبناء خيانة الآباء بفضل منظومة «الآبائية»، وأعطوا جميعًا ظهورهم للأمانة التي حَمَلَوها يوم أن قال الله لهم: «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ»، «قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا».
فكيف يتذكر الإنسان إقراره بـ «الوحدانية»، وشهادته على نفسه بذلك، دون بيئة إيمانية يتربى فيها، وعمل صالح يراه أمامه ثمرة هذه التربية؟!
أين نجد هذه «التربية الإيمانية»، التي لا تنفصل عن «العمل الصالح»، والتي نرى ثمارها على وجوه أولادنا وأحفادنا؟!
متى نجد المسلمين يُوظّفون الفائض من أموالهم، من أجل الوفاء أولا بأداء أمانة تربية أولادهم تربية إيمانية، قبل تلبية رغباتهم الدنيوية؟!
إن محبة الأموال والأولاد فتنة، والفتنة لا نعرف ما إذا كانت محمودة أم مذمومة إلا بنتيجتها، فقد تقود محبتهما إلى الوقوع في المعصية، وخيانة الله ورسوله، وقد تقود إلى بيئة إيمانية تعمل الصالحات.
إن خطورة فتنة الأموال والأولاد أنها تعمل في «القلب»، في الخفاء، وهذا ما بينته بلاغة النص القرآني باستخدام أسلوب القصر عن طريق «إنما» مسبوقة بفعل الأمر «اعلموا»، للتحذير ولفت الانتباه.
«وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ»
وعندما نعيش في زمن، إذا أَمَرَ الأولاد يجب أن يُطاعوا، وتلبى طلباتهم، فلا تسألني عن مصير الأموال التي ستتركها لهم، إن تركت، ولا عن مصيرك أنت في الآخرة!!
محمد السعيد مشتهري