نحو إسلام الرسول

(75) 9/12/2013 (بدون عنوان)

خامسا: قلت: لو كنت أعيش مع رسول الله في عصر الرسالة ما وسعني إلا أن أُقبل التراب الذي يمشي عليه، إقرارا مني بطاعتي المطلقة له. أما أن يأتي أئمة وعلماء كل فرقة، بعد قرن ونصف قرن من وفاة الرسول، ويصنعون بأيديهم مصدرا تشريعيا، يقوم على “مرويات” نسبها “الرواة” إلى النبي، وكل فرقة تدّعي أن “مروياتها” هي “السنة النبوية” الواجبة الاتباع…، فهذا كله اجتهاد بشري، لم يأذن به الله تعالى، وسيحاسب الله تعالى عليه أصحابه يوم الحساب، هُم، وكل من أطاعهم، وناصرهم، ودافع عنهم.والدليل على أن الله تعالى لم يأذن بهذا المصدر، مخالفة كل الآيات القرآنية [التي استدلوا بها على حجيته] للسياق القرآني الذي وردت فيه. بل أقول: ستشهد هذه الآيات يوم القيامة على تحريفهم لنصوص القرآن الحكيم لخدمة مذاهبهم. ولكن الأخطر من هذا أن يجعلوا مسألة عدم ورود تفصيل لكيفية أداء الصلاة في القرآن دليلا على حجية مصادرهم التشريعية المفتراة!! لأنه لا يعقل أن يكون أئمة السلف، الذين أثاروا هذه الشبهة بين عوام المسلمين، لا يعلمون الفرق بين “النص”، و”الصورة العملية” لكيفية أداء ما حمله هذا النص من أحكام!!
إن “النص التشريعي” لا يخرج مطلقا عن كتاب الله، أما “الصورة العملية” لكيفية أداء ما حمله هذا النص من أحكام فهذه ليست “نصا” نزل على رسول الله، ودوّنه في كتاب منفصل عن كتاب الله، ثم أعطاه لصحابته وقال لهم: اذهبوا فتعلموا من هذا النص كيفية الصلاة!! هل هذا الفهم ممكن أن يصدر عن مسلم عاقل؟! ولكن لماذا؟! لأنه على فرض وجود هذا “النص المدّعى”، لاشك أن الصحابة سيدوّنونه عن رسول الله مباشرة، كما دوّنوا القرآن، وكان المسلمون سيتوارثونه كتابا واحدا عن رسول الله، إلى يومنا هذا، فأين هذا الكتاب؟!!!
إن النص النظري مكانه “المحاضرة”، أما الجانب العملي الذي يحمله هذا النص فمكانه “المعمل”!! لقد تعلم صحابة رسول الله كيفية الصلاة عمليا بـ “التقليد والمحاكاة”، ونقل عنهم “التابعون” هذه الكيفية بـ “التقليد والمحاكاة”، عن طريق “منظومة التواصل المعرفي”، التي يشترط في إثبات حجيتها أن تكون كيفية الأداء المنقولة عن السابقين، تفصيلا لنص قرآني مجمل، وأن تكون هذه الكيفية محل إجماع من كافة المسلمين، مع تفرقهم واختلاف مذاهبهم.
ونحن نصلي اليوم، نقلا عمن سبقونا، بـ “التقليد والمحاكاة”، عن طريق هذه المنظومة المعرفية، وأطفالنا نراهم بأعيننا يقلدوننا في كيفية أداء الصلاة…، فلماذا يصر أنصار الفُرقة والمذهبية على اتباع مصدر قولي لم يأذن به الله تعالى؟! أفلا تتقون؟!

* “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ”

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى