نحو إسلام الرسول

(733) 2/5/2017 يسألون عن القرآن (20)

إن أعظم المنكرات: تحريف «مسميات» كلمات الله (20)

مشكلة «المنافق» في قلبه

لقد أخبرنا الله تعالى أنه أنزل القرآن على قلب رسول الله محمد، عليه السلام، وفيه إشارة إلى أن هذا القرآن يجب أن يكون في قلب كل مؤمن، أسلم وجهه لله، وسَلّم لأحكام شريعته تسليما.

«فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ، حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً»

إن «الدين الإسلامي» لا يعرف مهنة «عالم دين»، وإنما يعرف صاحب «مهنة» تخرج من مدرسة «الربّانيين»، مدرسة العلم والتعلم، مدرسة تفعيل آليات التعقل والتفكر، والتدبر والتفقه.. «آليات عمل القلب»، مدرسة تعلم ودراسة كتاب الله.

«مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ»

إن القلب إذا تشرب «الإيمان»، وأقر بـ «أصوله»، خرج منه «النفاق» ولم يعد.

وإذا تشرب القلب «العلم»، وأقر بـ «أصوله»، خرج منه «الجهل» ولم يعد.

وإن مشكلة المسلمين في قلوبهم:

أولا: لقد ورثوا «الإسلام» مذهبيًا

وهؤلاء ظلوا على تفرقهم في الدين إلى يومنا هذا، ولم يبدؤوا طريق «الإسلام» من أوله.

ثانيا: ثم خرج من منظومة «الإسلام الوراثي»:

١- فريق انشغل بهدم «الإسلام الوراثي»، ولم يبدؤوا طريق «الإسلام» من أوله.

٢- فريق انشغل بهدم أحكام «الشريعة القرآنية»، بدعوى المعاصرة وعالمية القرآن، ولم يبدؤوا طريق «الإسلام» من أوله.

٣- فريق وسط، انشغل بتنقية أمهات كتب الفرقة التي ينتمون إليها، ولم يبدؤوا طريق «الإسلام» من أوله.

وبذلك أساء «المفكرون الإسلاميّون»، والمقلدون لهم بغير علم، إلى «الإسلام»، وإلى آليات التعقل والتفكر والتدبر … «آيات عمل القلب».

لقد ترك «المفكرون الإسلاميّون» أول الطريق «نحو إسلام الرسول»، فعاشوا حياتهم في مقبرة «الفكر الإسلامي»، ينشرون في كل «ثانية» منشورًا، يحمل آيات قرآنية، تشهد بنفاق الكثير منهم.

إننا في أشد الحاجة إلى «مسلمين يُفكرون»، يعقلون، ويتدبرون، ويعلمون أن تفرق المسلمين واختلافهم في الدين، «عذابٌ»، وليس رحمةً، كما يظن «الجُهّال».

إننا في أشد الحاجة إلى «مسلمين يُفكرون»، وليس إلى «مفكرين إسلاميّين»، إلى مسلمين يُفكرون، ويعقلون، ثم ينظرون:

وماذا بعد أن قرأنا القرآن قراءة معاصرة ومستنيرة، ودخلنا السجون في سبيلها؟!

فأين «الإسلام»، ومجتمع «الإيمان والعمل الصالح»؟!

وماذا بعد أن أسقطنا أحكام «الشريعة القرآنية»، لصالح الحداثة، وحقوق الإنسان، وحرية المرأة، وضياع الذرية؟!

فأين «الإسلام»، ومجتمع «الإيمان والعمل الصالح»، الذي سيحمي أهلك وأولادك وأحفادك من شياطين الإنس والجن؟!

إن القلب «المنافق» لا علاقة له بإقامة الدين

ولا علاقة له بإقامة الشهادة على الناس

ولا علاقة له بإخراج الناس من الظلمات إلى النور

إنه يعمل فقط داخل دائرة «الإفساد في الأرض»

ولقد جاء الأنبياء والرسل، يقولون للناس:

«وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا»

فماذا فعل «المفكرون الإسلاميون»، بجميع توجهاتهم الفكرية والعقدية، على الأرض؟!
تركوها لداعش!!

إنهم يجلسون على المكاتب، يقرؤون ويدرسون القرآن، ثم يخرجون للناس كل «ثانية» ببدعة جديدة، يسعد بها أهل «الهوى».

إنهم يقرؤون أمهات كتب الفرقة التي ينتمون إليها، ويخرجون للناس كل «ثانية» بروايات من القرون المظلمة، يسعد بها الذين لا يعلمون شيئًا عن «الإسلام».

إننا في أشد الحاجة إلى «مسلمين يُفكرون»، يُبيّنون للناس، أن ما نراه على شبكة الإنترنت، وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي، من توجهات دينية ترفع شعار «الفكر الإسلامي»، لا علاقة لها بـ «الإسلام».

إن الطريق إلى «الإسلام» طريقٌ واحدٌ، يبدأ:

* بتفعيل «آليات عمل القلب»

* الإقرار بـ «الوحدانية»

* التصديق بـ «النبوة»

* الإيمان بالبرهان الدال على صدق «النبي» الخاتم، وهو «الآية القرآنية»

* استنباط أدوات فهم نصوص «الآية القرآنية» من داخل القرآن

* السعي إلى إقامة مجتمع «الإيمان والعمل الصالح»

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى