إن أعظم المنكرات: تحريف «مسميات» كلمات الله (18)
الكفر بـ «أماكن العبادات»، كفرٌ بـ «الشعائر» التي تُقام عليها
بعيدا عن الدول التي تقام فيها «الصلوات الترفيهية»، وعن الآراء الفقهية الخاصة بإمامة المرأة لهذه الصلوات، فإنه لا يوجد في كتاب الله ما يبيح هذا العبث بأحكام «الشريعة القرآنية».
لقد قلت، وأقول، وسأقول، إنه يستحيل التعامل مع «كلام الله» المقروء بمعزل عن مقابله الكوني الموجود خارج القرآن، والذي حملته «منظومة التواصل المعرفي» للناس جميعا.
إن مقياس صحة تفعيل المرء لآليات عمل القلب، «آليات التفكر والتعقل والتدبر والنظر..»، ليس هو الحصول على أعلى الدرجات العلمية الأكاديمية، أو على جوائز نوبل..، وإنما المقياس هو كيف تفهم «كلام الله» الذي أنعم عليك بهذه الآليات.
كيف تفهم «الذكر»، الذي تعهد الله بحفظه، بمعزل عن «مسميات» كلماته، ومقابلها الكوني، فهل يمكن أن تتذكر «الكلمة» دون مشاهدة «مسمّاها»؟!
«أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ»
«أَفَلا تَعْقِلُونَ»
«أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ»
«أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ»
«أَفَلا تَسْمَعُونَ»
«أَفَلا تُبْصِرُونَ»
ولكن:
«قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ»
فهل يُعقل أن يكون معنى «البيت العتيق»، «الكعبة»، الذي أمر الله الحجيج أن يطّوفوا به، «وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ»، هو «القرآن»، والطواف به يعني دراسة القرآن؟!
وهل يُعقل أن يكون معنى «المسجد الحرام»، هو المصلحة الحكومية التي يَحرُم على العاملين أن يتلاعبوا بالمهام المسندة إليهم؟!
وهل يُعقل أن يكون معنى «المسجد» الذي عرفه المسلمون، في جميع أنحاء العالم منذ عصر الرسالة وإلى اليوم، هو «الإنسان» الذي يمتلك القدرة على الحركة، لأن الثابت في مكانه «جسدًا» وليس «مسجدًا»؟!
وهل يُعقل أن تكون «المائدة»، التي طلبها الحواريون من عيسى، عليه السلام، ليأكلوا منها، كآية من الآيات التي تطمئن بها قلوبهم، فيعلمون أنه صادق:
«نَأْكُلَ مِنْهَا، وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا، وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا»
أن تكون هي «الإنجيل»؟!
لقد غاب عن أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة، قول موسي للحواريين: «اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ»!!
فهل معقول، أن تكون «الآية» التي طلبها الحواريون هي «الإنجيل»، ثم يقول موسى لهم:
«اتقوا الله يا جماعة، إنجيل إيه إلى انتوا عايزينه يا مؤمنين»؟!!
منذ عقود مضت، وأنا أحذر من هذه القراءات المعاصرة، وقد كانت وهي في مهدها تفسد وعي العامة «الجهال» من المسلمين، المقلدين بغير علم، فكانوا يجدون من يُفتون بجواز الصلاة بـ «المايوه»!!
وها نحن اليوم نجني ثمارها، بعد أن طغت وتوحشت، ويعلم الذين يتابعون منشورات أصحاب هذه القراءات، مدى الانحراف الفكري اليومي، عن الفهم الواعي لكتاب الله، حتى أني أصبحت أنتظر قريبا أن نراهم يُصلون «صلاة الجمعة» بـ «المايوهات»!!
فلم يبق إلا كفرهم بالله تعالى!!
محمد السعيد مشتهري