نحو إسلام الرسول

(727) 27/4/2017 على الطريق (٢)

لقد حمل كتاب الله الخاتم، «الآية القرآنية» الدالة على أن محمدًا رسول الله، والتي بدونها لا نستطيع إثبات صحة «نبوة» رسول الله محمد، ولا الرسل السابقين.

لقد هجر المسلمون كتاب الله، وأعطوا لآيته القرآنية ظهورهم، وتفرقوا في الدين إلى فرق ومذاهب عقدية، وقد حذرهم الله من هذا التفرق، وتوعد فاعليه بجهنم خالدين فيها.

لقد ارتكب أتباع الفرق والمذاهب العقدية المختلفة أكبر الكبائر، وكان عليهم «التوبة» من قرون مضت، والعودة إلى الإسلام الذي كان عليه الرسول، ولكنهم أصروا على «التفرق في الدين».

وإذا كان المسلمون لا يعلمون أنهم يعيشون داخل كبيرة من أكبر الكبائر، فعلى الذين يعلمون أن يُبيّنوا لهم البراهين القرآنية الدالة على أنهم لو ماتوا على حالهم هذا، من التفرق في الدين، ماتوا مشركين.

والسؤال:

هل عندما نريد العودة بالمسلمين إلى الإسلام الذي كان عليه الرسول، نذهب ونجلس على المكاتب، ثم نُخرج من أمهات كتب المصدر الثاني للتشريع، ما حملته من أباطيل، وننشرها على الناس، فنصبح نجومًا للفكر المستنير؟!

أم علينا أن نُظهر للمسلمين «البراهين القرآنية» الدالة على أن الله لم ينزل على رسوله محمد «كتابًا» واجب الاتباع، إلا هذا القرآن، وكل ما عداه باطل؟!

إن الذين يقضون أوقاتهم في دراسة أمهات كتب فرقة أهل السنة، لاستخراج ما حملته من أباطيل، ثم ينشرونها على الفضائيات، فهم كما يقول المثل «جه يكحلها عماها»، وهذا ما يفعله «إسلام البحيري».

وإن آخر ما جاء «البحيري» يُكحله فعماه، حديثه الأخير مع عمرو أديب، يوم الثلاثاء «٢٥- ٤- ٢٠١٧».

ولكن لماذا «إسلام البحيري» بالذات؟!

لأنه «الميزان» الذي يعطي مؤشرًا عن مدى التغييب العقلي، والإيماني، الذي حل بالمسلمين، وكيف استطاع الشيطان أن يبعدهم عن مصيبتهم الحقيقية، وزيّن لهم ما يفعله المفكرون الإسلاميون باسم التجديد والتنوير.

لقد جعل «البحيري» كل جهاده ودفاعه عن «الإسلام»، وعن «الشريعة القرآنية»، داخل دائرة فرقة «أهل السنة»، فهو لا يعلم عن «الإسلام» غير المطالبة بتغيير إدارة مؤسسة الأزهر، أما الأزهر نفسه، كـ «مؤسسة دينية سنية»، فهو يرحب به، ويقول:

* «احنا ننتقد أشخاصه، مش المؤسسة الي بقالها «١٠٠٠سنة»!

* «إذا قلنا إن الإدارة دي فشلت، مش معناها إن الأزهر فشل»!

* «فلما ننتقد شيخ الأزهر أو من دونه، أو طريقة إدارتهم، أو مناهجهم، أو عدم مواجهتهم للإرهاب، نحن لا ننتقد الأزهر»!

وأخطر من ذلك قوله:

* «هات لي أزهر محمد أبو زهرة»!

يعني لو كان محمد أبو زهرة «السنى» هو شيخ الأزهر، خلاص انتهت مشكلة «البحيري»، ويروح يشوف شغلانة تانية غير الفكر الإسلامي!!

لكن الحقيقة، سأكون حزينًا على أتباعه، المحبين له المقلدين بغير علم، مش عارف حيعملوا إيه من بعده؟!!!

إن ما يلعب به «البحيري»، ويجعله دائمًا محورًا لكلامه، هو حديثه عن قضايا «تكفير مرتكب الكبيرة»، و«استحلال الدماء بغير حق»، ومسألة «هل الكفر بالله أم بالإسلام»، وهذه قضايا يجهل حقيقتها علماء الفرق أنفسهم، فكيف بالمشاهدين الغلابة المساكين؟!

إن أخطر ما وقع فيه «البحيري»، مما يمس ملة «الوحدانية»، قوله إن «الكفر بالله» غير «الكفر بالإسلام»!!

طيب عندما يقول الله تعالى:

«وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً (فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ»

فهل يمكن أن يكفر إنسان في عصر الرسالة بـ «الإسلام»، بعد أن شاهد «الآية القرآنية»، ويقبل الله منه كفره، مادام أنه لم يكفر بالله؟!

فلماذا إذن سمى الله الذين لم يؤمنوا بمحمد، وبـ «الإسلام» الذي جاء به، بالكافرين، وتوعدهم بجهنم خالدين فيها؟!

«وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ»

«فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»

لقد ظهر «البحيري» بمظهر الثائر الغيور على دين الله، وقد أصابه «العصبي»، وهو يُصر أن يصف الأزهر «داعش» بأنهم غير مسلمين!!

طيب مش تعرف الأول يا «إسلام» ما هو «الإسلام»؟!

يعني أنت مشكلتك فقط إن «داعش» غير مسلمين، أما الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا فتراهم «مسلمين»؟!

الحقيقة أنا لم أجد غير ما سبق يستحق التعليق عليه، إلا ما ذكره «البحيري» عن مقترحاته، بالنسبة للمجلس الذي أمر رئيس الجمهورية بتشكيله، فقال «البحيري»:

* هذا المجلس أملنا الأخير

تعليق: طبعا يستحيل أن يخرج تشكيل المجلس عن أتباع فرقة «أهل السنة»

* لا تكون السيطرة فيه للأزهر

تعليق: يستحيل أن تأتي إدارة جديدة للأزهر من غير أتباع «أهل السنة»

* مادة دراسات إسلامية حديثة

تعليق: متى يستيقظ «البحيري» من هذه الغيبوبة؟!

لقد قلت في منشورات سابقة، إن المشكلة ليست في «البحيري»، وإنما في أنصاره ومحبيه، الذين يسر الله لهم شبكة الإنترنت، وقد حملت أضعاف أضعاف ما يمكن أن يسجله «البحيري» حتى يتوفاه الله، وكان بإمكانهم أن يفعلوا مثل ما فعل «البحيري»، ولكنهم لم يفعلوا، لماذا؟!

لأنهم لا يعلمون أين هو «الإسلام» الذي أمر الله الناس اتباعه، قبل أن تظهر الفرق الإسلامية، وقبل أن يظهر المصدر الثاني للتشريع، الذي فتن الشيطان به «الجهلاء»، فأضلهم عن صراط ربهم المستقيم، وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا؟!

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى