نحو إسلام الرسول

(721) 21/4/2017 يسألون عن القرآن (12)

إن أعظم المنكرات: تحريف «مُسمّيات» كلمات الله (12)

«المنهجية العلمية»: الباب الوحيد إلى فهم القرآن

إن علم «البيان»، هو المحور الأساس الذي تدور حوله علوم «اللغة العربية»، والذي يستحيل أن نفهم «جملة قرآنية» على وجهها الصحيح إلا بتحصيله.

إن دراسة القرآن بمعزل عن علوم «اللغة العربية»، جعل أئمة التفسير يفهمون قوله تعالى مخاطبًا رسوله محمدًا:

«فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ»

يفهمون «البيان» بمعنى «التفسير»، طبعا كلٌ حسب فرقته ومذهبه العقدي.

واللافت للنظر، أن الآية تتحدث عن «بيان الله» للقرآن «كله»، بدلالة «الهاء» العائدة على القرآن في كلمة «بَيَانَهُ»، فهل ضيّع رسول الله تفسير القرآن الذي أنزله الله تعالى؟!

عندما نتبع «المنهجية العلمية» التي أمرنا الله اتباعها عند تعلم ودراسة آيات الكتاب، نعلم أن هذا القرآن ليس مجرد كلمات عربية نفهمها بالاطلاع على مراجع مفردات القرآن.

عندما نتبع أصول «البحث العلمي»، نعلم أن المرحلة الأولى في دراسة القرآن هي الوقوف على عطاء «الكلمة القرآنية»، ثم «الجملة القرآنية»، ثم «السياق» الذي وردت فيه الجملة، ثم «سياق» السورة.

فإذا كنا نستطيع أن نقف على عطاء «الكلمة»، كما نراه متبعًا على شبكات التواصل الاجتماعي، «ما معنى كلمة كذا»، فيستحيل أن نستطيع أن نقف على عطاء «الجملة»، على وجهها الصحيح، دون تحصيل الحد الأدنى من علوم «اللغة العربية».

لقد انحرف كثير من المسلمين عن «الفهم الواعي» لآيات الكتاب الحكيم، لجهلهم بأصول «البحث العلمي»، وعدم درايتهم بعلوم «اللغة العربية»، على الأقل «قواعد النحو»، ولا يستطيعون فهم المكتوب في مراجعها.

إن من يشرح للناس القرآن، وهو لا يعلم الفرق بين الفاعل والمفعول، والجازم والمجزوم، والعلة والمعلول..، فإنه يضل الناس بغير علم.

لقد كان انحراف كثير من المسلمين عن «الفهم الواعي» لأحكام القرآن، إما بسبب اتباعهم لأئمة السلف، دون وعي ودراسة لما قالوه، وإما لأنهم كفروا بكل ما هو «سلفي»، حتى مراجع «اللغة العربية».

عندما نجد من يقولون: إن «إقامة الصلاة» معناها:

«إقامة الصلة بالناس لتطبيق ذكر الله»

استنادًا إلى قوله تعالى:

«إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي»

فهنا يجب أن تكون لنا وقفة، وتعالوا نفهم الآية بالأسلوب العلمي:

١- «إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا» —— الإقرار بـ «الوحدانية»

٢- «فَاعْبُدْنِي» —— أمر عام بالالتزام بـ «الشريعة الإلهية»، والأمر لـ «موسى» عليه السلام.

٣- «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ» —— أمر خاص بإقام الصلاة، حسب «أحكام الشريعة» التي يعلمها «موسى» عليه السلام، وقد خص الصلاة، وإن كانت تدخل ضمن العام «فَاعْبُدْنِي»، لحكمة ورود «لِذِكْرِي» بعدها.

٤- «لِذِكْرِي» —— بيان لـ «علة» إقامة «الصلاة»، لأن «اللام» في «لِذِكْرِي» تسمى لام «التعليل»، أي أقم يا موسى الصلاة التي تعلم «كيفية أدائها»، وقلبك مستحضر لمقاصد العبودية:

«فَاعْبُدْنِي (وَ) أَقِمِ الصَّلَاةَ»، ذاكرًا ومتذكرًا فاعلية ما تتلوه من آيات في هذا الوجود «لِذِكْرِي».

والسؤال:

لقد جاءت هذه الآية في سياق بيان قصة موسى، عليه السلام، فما علاقتها بكيفية «إقام الصلاة»، التي أمر الله أتباع النبي الخاتم بإدائها بآيات مستقلة خاصة بها، وتعلمها المسلمون بـ «التقليد والمحاكاة»، عبر «منظومة التواصل المعرفي»؟!

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى