نحو إسلام الرسول

(712) 11/4/2017 يسألون عن القرآن (3)

إن أعظم المنكرات: تحريف «مسميات» كلمات الله (3)

لماذا يسألون عن «القرآن»، ولا يسألون عن «الآية القرآنية»؟!

لأنهم يتعاملون مع القرآن باعتباره كتابًا تاريخيًا، وهم «المؤرخون» الذين أرسلهم الله لتصحيح «مسميات» كلمات القرآن التي أنزلها على رسوله، ولم يكن لها وجود في عصر الرسالة!

فمن افتراءات أصحاب منهج ( القرآن لا يفهم إلا بالقرآن) دون الاستعانة بأي مصدر معرفي من خارجه، قولهم:

لم يكن هناك «بيت» مُقام في منطقة اسمها «بكة»، في بلد اسمها «مكة»، جعله الله «قبلة» المسلمين في صلاتهم، ومنه تبدأ شعائر فريضة الحج، كما ذكر الله في القرآن:

«إِنَّ أَوَّلَ (بَيْتٍ) وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي (بِبَكَّةَ) مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ. فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ (حِجُّ الْبَيْتِ)»

وكل الآيات التي جاءت تبين لـ «الذين آمنوا» أحكام شريعتهم، من صلاة وزكاة وصيام وحج..، لم يكن لمسميات كلماتها أي وجود على الأرض، فقد شاء الله أن ينتظر «الذين آمنوا» أربعة عشر قرنًا من الزمن، حتى يرسل إليهم هؤلاء «الجهابذة»، ليُبيّنوا لهم مسميات كلمات أحكام الشريعة القرآنية.

والسؤال:

هل خدع الله الذين دخلوا في الإسلام في عصر الرسالة هذه الخدعة الكبرى، فأنزل عليهم أحكام شريعة لا يفهمون كلماتها لأنهم لم يشاهدوا مسمياتها؟!

وهل خدع الله الناس جميعًا حين قال لهم إنه تعهد بحفظ «الذكر»، أي بحفظ الكلمة ومقابلها الكوني الذي بدونه يستحيل أن يفهم الناس معناها، فإذا بالناس يجدون الكلمة محفوظة في المصحف، ولا يجدون مسماها محفوظا خارجه؟!

تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

لقد هدم أصحاب القراءات القرآنية العصرية ملة الوحدانية، يوم هدموا «مسميات» كلمات القرآن، وباب التوبة مفتوح دائما على مصراعيه، بشرط أن يتوب العاصي توبةً نصوحًا:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ»

لذلك أقول:

إن إعراضهم عن بيان حجية «الآية القرآنية» للناس، وأن أول الطريق إلى «الإسلام» هو الإيمان بـ «الوحدانية»، ثم «النبوة»..، وانشغالهم بهدم أحكام الشريعة القرآنية باسم القراءات العصرية، أوقعهم في إشكاليات كبيرة مع الله تعالى، وبرهان ذلك:

هناك سورة اسمها سورة الإخلاص، وموضوعها عن مفهوم «الوحدانية»:

«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ»

فإن أردتم الخروج من هذه الإشكالية، فاخرجوا وبيّنوا للناس، استنادًا إلى منهج «القرآن لا يُفهم إلا بالقرآن، معنى كلمة «الصَّمَدُ»، دون الاستعانة بأي مصدر معرفي من خارج القرآن.

فإن لم تفعلوا، وهربتم كما فعلتم مع عشرات التحديات السابقة، فاعلموا:

«أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ»

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى