إن أعظم المنكرات: تحريف «مسميات» كلمات الله (2)
عندما تغيب «المنهجية العلمية» في التعامل مع «القرآن»، وتحل محلها «العشوائية الفكرية»، فنتعامل مع القرآن باعتباره كتابًا إلهيًا، كغيره من الكتب السابقة، وليس باعتباره الكتاب الخاتم، الذي حمل «الآية» الدالة على صدق النبي محمد، فلا غرابة:
أن تظهر قراءات تعمل على هدم بنية نصوص «الكتاب»، وتحريف كلماته «القرآنية»، وعزلها عن مسمياتها لتسقط أحكامها، فيعود الناس إلى عصر الجاهلية الأولى، لا ملة لهم ولا دين!!
إن من أعظم المنكرات عند الله، أن تُبين للناس معاني كلمات القرآن، وما تحمله من أحكام، ولا تُبيّن لهم الطريق الصحيح للدخول في «الإسلام»، وهل هو باب «الآية»، أم باب «الرواية»؟!
وإذا كنت تؤمن أن الدخول في الإسلام لا يكون «مطلقًا» إلا من باب «الآية»، وأن الله لن يقبل الإيمان «الوراثي»، ولا الإسلام «التراثي»، فكيف تُحدّث الناس عن معاني القرآن وأحكامه، وهم لم يدخلوا «الإسلام» من باب «الآية القرآنية»؟!
لقد جعلت هذه «العشوائية الفكرية» المسلمين يقبلون دينًا جديدًا، يرفع نبيه راية «قرآن بلا شريعة»، بدأ يشق طريقه بسهولة ويسر بين «أهل الهوى»، وأصحاب «الشهوات»، وكان من الطبيعي أن يجد له مئات المعجبين والمعجبات!!
إن هذا المنشور، والذي سبقه، مقدمة لموضوع «يسألون عن القرآن»، ولم أذكر فيهما آية قرآنية واحدة، باعتبار أننا لم ندخل مرحلة الإيمان بالقرآن بعد.
فكيف يدعي البعض، أنهم آمنوا بكتاب الله، القرآن الكريم، ويقيمون على هذا الادعاء قراءاتهم القرآنية السلفية، أو العصرية، أو المستنيرة، ولا يقولون للناس:
إن أول الطريق إلى إسلامكم، هو الإيمان بـ «الآية القرآنية»؟!
أرجو من يجد، أحد أصحاب المشاريع الفكرية، «السلفية»، أو «العصرية»، أو «المستنيرة»، قد بدأ مشروعه ببيان أن أول الطريق إلى «الإسلام»، هو إسلام «الآية القرآنية»، أن يرسل لي الرابط الخاص بذلك.
محمد السعيد مشتهري