نحو إسلام الرسول

(707) 5/4/2017 هل سنقول: «كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ»؟!

إن المسلم البالغ الرشيد، الذي يفعل في نفسه ما يضرها، ظالم لنفسه، وأظلم «الظلم» أن تشرك بالله «إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ»، ولقد ظلم المسلمون أنفسهم بـ «تفرقهم في الدين»:

« وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ. مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»

وعاش المسلمون حياتهم سعداء بهذا «الشرك»، يعيشون الأفراح والليالي الملاح، يجمعون الأموال من أجل معيشتهم، ومستقبل أولادهم.

فإذا بلغ الأولاد النكاح، عقد الآباء الأنكحة، دون اعتبار لأحكام النكاح التي فرضها الله على «المؤمنين المسلمين»، فلا اعتبار للقلوب المؤمنة، ولا للنفوس المسلمة، المهم المواصفات الجمالية والمراكز المالية.

وعليه، جاءت الذرية «المسلمة بالوراثة»، لا ملة لها ولا دين، إلا اتباع الآباء فيما اعتادوا على أدائه من شعائر، وهذه أيضا ضيّعوها، وانظروا حولكم، ولا تضعوا رؤوسكم في الرمال، في مقبرة «الترف الفكري».

إنكم مسؤولون أمام الله عن تربية أولادكم مسؤولية كاملة، التربية الإيمانية التي تشمل كل شيء في حياتهم، إلى درجة حمايتهم «وهم صغار» من إثارة مراكز الشهوات التي خلقهم الله بها، حتى وإن كانت هذه الإثارة من جهة الوالدين.

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ (لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُم)َ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ (ثَلاثُ عَوْرَاتٍ) لَكُمْ»

إنكم مسؤولون أمام الله مسؤولية كاملة على تربية أولادكم، التربية الإيمانية التي تشمل كل شيء في حياتهم، فإذا بكم تسعدون بأطفالكم وهم يشاهدون العورات، عند استخدامهم وسائل الإعلام والتواصل المختلفة.

عندما غاب مفهوم «الجهاد» وأحكامه عن حياة المسلمين، ظنًا منهم أنه يعني «القتال»، والحقيقة أن القتال فرع من «الجهاد» وليس هو، غاب معه مفهوم الجهاد بالنفس والمال، الذي هو البرهان على صدق الإيمان:

«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ»

لم يعد «جهاد النفس» في سبيل الله، وإنما في سبيل إقامة منظومة «الترف الفكري» وتدعيمها، والإعجاب بها، وقد يُسجن المسلم، أو يُقتل في سبيلها.

ولم يعد «جهاد المال» في سبيل الله، وإنما في سبيل الدنيا و«المعيشة الضنك» التي أعرضت عن ذكر الله، في الوقت الذي يحتاج فيه المسلمون إلى «الملايين» لإقامة نماذج لمجتمعات «الإيمان والعمل الصالح».

والسؤال:

لماذا نجحت جماعات تعمل اليوم على أرض الواقع، على مستوى العالم، سواء كانت سلفية، أو جهادية، أو سلمية، ولها مؤسساتها، وأنشطتها الصناعية، والزراعية، والتجارية، وأموالها بالمليارات، وكلها تقوم على «حجية الرواية» كمصدر تشريعي إلهي؟!

ولماذا لم تنجح التوجهات الفكرية «القرآنية»، التي تقوم على «حجية الآية»، في إقامة نماذج حول العالم، لمجتمعات «الإيمان والعمل الصالح»، واكتفوا بالحياة داخل منظومة «الترف الفكري»، والجدل العقيم حول معاني كلمات القرآن وأحكامه؟!

إن الآية القرآنية، التي ذكرتها في البوست الملحق بهذا المنشور، قطعية الدلالة، ولا تأويل لها غير معناها الظاهر، وهي حجة قائمة بين المسلمين الذين يدّعون أنهم «مستضعفون»، فإذا بهم يجدون أنفسهم يوم القيامة في جهنم، مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار.

وهناك من المؤمنين المسلمين، الطيّبين، الذين رضي الله عنهم، من ستقول لهم الملائكة:

«الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ»

نعم «ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ»

إنه طوق النجاة من جهنم

والحقيقة أنا شخصيا، أشعر بأني إذا مت على حالي هذا، دون أن أسعى جاهدا لاستكمال مسيرة حياتي الفكرية الدعوية العملية، من خلال نموذج من مجتمعات «الإيمان والعمل الصالح»، سأموت «منافقًا»، وسأحشر مع المنافقين، إلا أن يتغمدني الله برحمته يوم الحساب!!

محمد السعيد مشتهري

ملاحظة: آخر سطر في البوست الملحق
المكتوب: (هو الذين)
الصحيح: (هو والذين)

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى