نحو إسلام الرسول

(684) 12/3/2017 لماذا يكرهون «الشريعة القرآنية»؟!

لماذا يكرهون «الشريعة القرآنية»؟!

وفي ختام سلسلة منشورات بيان بطلان وتهافت التوجهات الدينية «السلفية»، و«المستنيرة»، و«الحداثية العصرية»، أقول كلمة قد تغضب البعض، ولكن هكذا هي الحقيقة، دائما مُرّة.

أولا: أزمة «التفرق في الدين»

لقد ضيّعت أزمة «التفرق في الدين» خير أمة أخرجت للناس، ومسحت معالمها وسط جميع الأمم، وذاب «الموحّدون» مع «المشركين».

فما قيمة أن تُقر وتقول ليل نهار «لا إله إلا الله»، وأنت داخل منظومة:

«الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً – كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»

ثم تدّعي أن فرقتك هي الفرقة الناجية؟!

عن أي نجاة تتحدث؟! هل درست، أو سألت، عن متى ظهرت فرقتك، والفترة الزمنية التي تفصل بين مؤسسها وعصر الرسالة؟!

القاصمة:

لا توجد هناك أي وسيلة اتصال بين المسلمين، على مر العصور، وبين النبي الخاتم محمد، إلا كتاب الله، وكل الفرق والمذاهب والجماعات التي حملت راية الإسلام، وظهرت بعد وفاة النبي، ودون استثناء، قامت على اتباع «الروايات»، وليس على اتباع «كتاب الله»، فعن أي إسلام تتحدثون؟!

لذلك فإن الذين ينادون بعودة الخلافة، من أجل تطبيق «الشريعة الإسلامية»، ودخلوا السجون وعُذّبوا وقتّلوا من أجل الدفاع عن هذه القضية، هؤلاء يجاهدون في سبيل «شريعة الفرقة» التي ينتمون إليها.

إنهم «مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا.

العاصمة:

إن الذين دخلوا الإسلام من باب الإيمان بصدق «الآية القرآنية» الدالة على أن هذا القرآن هو كلام الله، عليهم أن يعلموا أن الله تعالى يشهد في كتابه الحكيم، أن محمدًا مات، ولم يترك للناس غير نصوص «آيته القرآنية».

ولكن: كيف يفهم «الأعجمي» نصوص هذا القرآن، الذي نزل باللسان العربي الذي كان ينطق به العرب؟!

الجواب: عليه أن يذهب ويتعلم هذا «اللسان العربي»، الذي لا يشك مسلم عاقل أن الله حفظه على مر العصور، في مراجع «اللغة العربية»، وإلا فما فائدة حفظ الكتاب دون حفظ اللغة التي فهم بها العرب آياته، ومعلوم أن البشر لا يُستأمنون على حفظ دين الله تعالى؟!

وأهمس في أذن أصحاب بدعة «القرآن وكفى»، بدعة «فهم القرآن بالقرآن»، وأقول لهم: اتقوا الله، وكفاكم ضلالًا وإضلالًا، والتقول على الله بغير علم، وقبل أن تتحدثوا عن أحكام القرآن، قولوا للمعجبين بـ «هوسكم الديني»، من أي المصادر المعرفية جئتم بأسماء «الأشهر العربية»، والتي منها شهر «رمضان»؟!

لذلك عيب عليكم «علميًا» أن تتحدثوا عن أحكام «الصلاة»، وعن أحكام «الصيام»، وعن أحكام «الحج»..، وتخدعوا التابعين لكم بغير علم، برفع راية «القرآن وكفى»، ثم في حقيقة الأمر، أنتم تعلمتم من «الناس»، وليس من «الله»، مسميات كل كلمة «اسمًا كانت، أو فعلًا، أو حرفًا»، وردت في سياق هذه الأحكام.

ثانيا: أزمة «الصراع المذهبي»

إن الأمة التي تفرقت في الدين، وتخاصمت، ولم يعد لها كبير يحكمها، وانحرفت بمفهوم «الخلافة» باعتبارها سلطة «تنفيذية»، إلى سلطة تحكم باسم «الحق الإلهي»..، هل نتوقع منها إلا أن تسفك الدماء بغير حق، وتصنع «الروايات» لتكون حاكمة على «الآيات» وتنسخ أحكامها؟!

لقد ضاع مجتمع «الرسالة»، مجتمع «الإيمان والعمل الصالح»، ولم يعد له وجود في عصر التدوين، لقد عاش الفكر الإسلامي أزمة «الصراع المذهبي» قرنين من الزمن، وكان من الطبيعي أن تظهر روايات «الفرقة الناجية»، و«ادعاء النبوات»، وأن تُدوّن كل هذه الأزمات في أمهات الكتب التي بين أيدي المسلمين اليوم.

القاصمة:

إن الذين ينادون بتنقية التراث الديني، ليصبح موافقًا للقرآن، ودخلوا السجون وعُذّبوا وقتّلوا من أجل الدفاع عن هذه القضية، هؤلاء يجاهدون في سبيل «تراث الفرقة» التي ينتمون إليها، إنهم «مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً»، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا.

العاصمة:

إن الذين دخلوا الإسلام من باب الإيمان بصدق «الآية القرآنية» الدالة على أن هذا القرآن هو كلام الله، عليهم أن يعلموا أن صدق إيمانهم يفرض عليهم عزل أنفسهم تماما عن كل ما له علاقة بتراث «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً».

إن المؤمن صادق الإيمان، الجاد في دراسته وبحثه عن الحق، يعلم أن أمهات كتب المذاهب العقدية والفقهية، للفرق الإسلامية المختلفة، تحمل من إشكاليات التراث الديني ما يكفي لنشر آلاف الكتب، وتسجيل آلاف الحلقات، بالصوت والصورة، الأمر الذي لا علاقة له بدين الله الذي أمر الله الناس اتباعه، لا من قريب ولا من بعيد.

«تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ»

مجمل القول:

إياك والتقول على الله بغير علم

* «قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ»

إياك والتقول على الله بغير علم

* «قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ»

إياك والتقول على الله بغير علم

* «قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ»

إياك والتقول على الله بغير علم

* «إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ»

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى