نحو إسلام الرسول

(674) 2/3/2017 يسألون عن قطع يد السارق والسارقة (3)

عندما أقمت مشروعي الفكري على منهجية علمية، تحمل أدوات لفهم القرآن، ومنها «اللسان العربي»، كنت أعلم، أنه لا سبيل إلى معرفة هذا اللسان، إلا:

أولا: بتعلم «اللغة العربية»، لأنها الباب الوحيد إلى معرفة كيف نقرأ القرآن.

ثانيا: بالاستعانة بمراجع «اللغة العربية» وعلومها، التي أرى أن الله حفظ فيها من لسان العرب ما يجعل لفهم نصوص «آيته القرآنية» فاعلية إلى يوم الدين، وإلا كيف تقوم حجيتها على الناس، وهم يجهلون معاني كلماتها؟!

ثالثا: لقد حملت مراجع «اللغة العربية» الحق والباطل، تماما كما هو حال «منظومة التواصل المعرفي»، وعلى المؤمن المسلم، الباحث عن الحق، أن يستنبط من نصوص «الآية القرآنية» الأدوات التي تعينه على التمييز بين الحق والباطل، وميزان التمييز هو تناغم المعنى مع «السياق القرآني».

رابعا: أن نجعل «السياق القرآني» حاكمًا على كل مصدر معرفي نستعين به لفهم القرآن، فإذا ذهبنا إلى مراجع «اللغة العربية»، لنقف على معنى «النَّكَالُ» و«التَنْكِيل»، سنجد ما يلي:

* «نَكَلَ» عَنِ الْيَمِينِ: تَرَاجَعَ، نَقَضَهُ، نَكَثَ بِهِ.

* «نَكِلَ» عَنِ الأَمْرِ: أَحْجَمَ، اِمْتَنَعَ، جَبُنَ.

* «النَّكَالُ»: العقاب أو النازلة.

* «نَكَّلَهُ» عَنْ سَاحَتِهِ: صَرَفَهُ، أَبْعَدَهُ، مَنَعَهُ.

* «نَكَّلَ به»: عاقبه بما يروِّع ويردع ويجعله عبرةً ودرسًا لغيره.

* «تَنْكِيلٌ»: مصدر «نَكَّلَ»: جَاءَ لِلتَّنْكِيلِ بِهِ، لِمُمَارَسَةِ أنْوَاعِ التَّعْذِيبِ عَلَيْهِ.

* «نَكَّلَ معدنًا»: طلاه بالنَّيْكل.

* «نَكَّلَ» الشيء: قيَّدَه.

* «النِّكْلُ»: قيدٌ شديد، والجمع أَنْكالٌ.

خامسا: إن هذه المعاني، التي حملتها مراجع «اللغة العربية»، ليس بالضرورة أن يكون «السياق القرآني» قد استخدمها كلها، وليس بالضرورة أن تكون كلها من «اللسان العربي» الذي أنزل الله به القرآن.

لذلك لا يصح، كما ظهر من تعليقات الأصدقاء، أن نذهب إلى مراجع اللغة، ونأتي بمعاني الكلمة ومشتقاتها، دون مراعاة «السياق القرآني» الذي وردت فيه.

سادسا: لقد ورد جذر كلمة «نَكّلَ» في «السياق القرآني» في خمس «٥» آيات، كلها بمعنى:

العقوبة الجسدية، التي يراها الناس شاهدة أمامهم، «لأخذ العبرة»، والتي تردع المجرم من العودة إلى جريمته، وتردع غيره من ارتكاب مثلها.

وسيأتي بيان ذلك عند الحديث عن «عقوبة الزنى».

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى