إنهم لا يجهلون فقط كيف يقيمون الصلاة، وكيف يؤدون مناسك الحج، وأين المقابل الكوني لكل كلمة من كلمات القرآن، «الأسماء، والأفعال، والحروف»، وإنما يتبعون بدعة «المنهج اللفظي الترتيلي» لتفكيك بنية السياق القرآني، وعزل الكلمة العربية عنه، ليصلوا إلى أن كلمة القتل غير القتل، وكلمة الذبح غير الذبح، وكلمة الضرب غير الضرب وكلمة الشجرة غير الشجرة، والمسجد الحرام ليس هو الذي يعرفه المسلمون قرونا من الزمن، والكعبة ليست هي المقامة بالحجارة داخل المسجد الحرام…، إلى آخر منظومة «الهوس الديني»، المنتشرة على شبكة الإنترنت، والتي لا تخفى على أهل البصيرة.
إنهم «أهل الهوى»، الذين يجب التحذير منهم ليل نهار، إنهم «أهل الجهل»، الذين يدّعون أنهم يتدبرون القرآن، وهم لا يعلمون أن «كلام الله» الذي يقرؤونه في المصحف، يستحيل أن يفهموا منه معنى كلمة واحدة، دون تعلم حروف الهجاء العربية «خارج القرآن»، وتعلم كيف ينطقون الكلمة العربية «خارج القرآن»، وكيف يضبطون إعراب الجملة العربية «خارج القرآن».
ومازالت التحديات تقف لهم بالمرصاد على باب مقابرهم الفكرية العشوائية، ولا يستطيعون مواجهتها.
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ … أَفَلا يَعْقِلُونَ
أَفَلا يَتَفَكَّرُونَ … أَفَلا يَتَذَكَّرُونَ
أَفَلا يَتَّقُونَ … أَفَلا يَتُوبُونَ
محمد السعيد مشتهري