إن المتدبر لكتاب الله يعلم أن بداية خلق الوجود البشري لم تكن عن تطور لكائن ذي خلية واحدة في أصله، ولا عن تطور الإنسان البدائي إلى إنسان واعي عاقل، وإنما بالأمر التكويني “كن”، فكانا آدم وزوجه، ولقد زودهما الله تعالى بآليات التفكر والتعقل والنظر…، ليؤديا مهمتهما التي أمرهما الله بها باختيارهما. ومما يؤكد خلق آدم بالأمر التكويني “كن”، وليس بفعل عامل التطور، وأنه لم يكن المرحلة الأخيرة من مراحل خلق الإنسان، كما يدعي “الداروانيون” هو قوله تعالى في سورة آل عمران عن خلق عيسى: “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ”. فكما خلق الله آدم بكلمة “كن” خلق عيسى، عليهما السلام.
* “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.