نحو إسلام الرسول

14/2/2017 (644) منهجية القرآن وكفى والتقول على الله بغير علم (6)

«وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»

في بداية رحلتي الفكرية، وخلال مناظرة من المناظرات، حضرها:

أستاذ في التفسير «الدكتور عبد الستار فتح الله»

أستاذ في الحديث «الدكتور عبد المهدي عبد القادر»

أستاذ في الشريعة «الدكتور مناع القطان»

تعلمت أن تعريف المصطلحات المستخدمة في الحوار العلمي أهم من الحوار نفسه.

لقد ذهبت إلى مناظرة وأنا أحمل من أمهات كتب التراث الديني الكثير، ومكثنا ساعات نناقش إشكاليات في أمهات كتب التفسير والحديث والفقه.

ولكن الموقف الذي تعلمت منه الدرس، درس «تعريف المصطلحات»، الذي لا يمكن أن أنساه، أني جئت لهم بنص من كتاب من كتب التفسير، يتهم فيه صاحبه أحد أئمة السلف بـ «الإلحاد».

كنت أظن أني جئت لهم بـ «القاصمة الكبرى»

لقد سألني أستاذ التفسير: هل تعلم معنى «الإلحاد»؟!

قلت له طبعا، قال فمن هو الملحد؟!

قلت: الكافر الذي لا ملة له ولا دين، ولذلك جئت إليكم بهذا النص الذي يتهم فيه إمام من أئمة التفسير إمامًا مثله بـ «الإلحاد».

قال لي: يا أخ محمد، «الإلحاد» في اللسان العربي هو «الميل» عن وسط الشيء إلى جانبه، أي شيء، وليس الميل عن ملة الإسلام فقط، فالله يقول:

«لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ»

أي لسان الذي يميلون ويشيرون إلى أنه هو الذي علم النبي القرآن، لسان أعجمي.

وهناك أيضا «اللَّحْدُ»، وهو الشق المائل الذي يكون في الأرض لدفن الموتى.

والنص الذي قرأته علينا يقول فيه المفسر إن فلانا «ألحد» في مسألة، أي أنه مال عنها إلى غيرها، وليس أنه مال عن ملة الإسلام وكفر.

والسؤال: هل كان من الممكن، أن أعلم معنى «الإلحاد»، استنادًا إلى النص القرآني وحده، دون الاستناد إلى مراجع «اللغة العربية»؟!

محمد السعيد مشتهري

 

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى