لماذا ذهبت خيرية الأمة الإسلامية ولم تعد؟! لأن من جاءوا بعد عصر الخلافة الراشدة تعاملوا مع القرآن ككتاب إلهي فقط وليس كآية إلهية جاءت لتخرج الناس من الظلمات إلى النور إلى يوم الدين!! ولماذا هجروا “الآية”؟! هجروها للأسباب التالية:
أولا: لأن القرآن “آية عقلية”، وليست حسية تراها الأعين!!
ثانيا: لأن “الآية العقلية” لا تعمل بين الناس إلا بتفعيل آليات التفكر والتعقل، والنظر!!
ثالثا: لأن المسلمين، الحاملين لهذه الآية، أسندوا مسئولية تفعيل آليات التفكر والتعقل…، إلى أئمة السلف ليقوموا نيابة عنهم بهذه المهمة!!
لذلك توقف عطاء “الآية القرآنية”، وأصبح المسلمون في ذيل التخلف الحضاري، وهم سعداء بهذه المكانة!! ثم يخرج علينا من يدافع عن “الأمة الإسلامية”، وطبعا يقصد “الفرقة” التي ولد فيها ولا يرى غيرها!! ويدافع عن أئمة فرقته وعلمائها!! والغريب أن يدافع أيضا عن “السنة النبوية”، التي يستحيل أن يكون لها وجود حقيقي بين المسلمين وهم لا يعرفون للتقدم الحضاري، ولا للتنمية المستدامة، سبيلا!!
* “الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ”