كتب «سامر محمد نزار إسلامبولي» على صفحته، تعليقا على المنشور السابق، فقال تحت عنوان «إصرار وتخبط وخلط وإساءة فهم»:
«لقد بيَّنا أكثر من مرة أن مقولة «القرءان وكفى» ليست نصاً قرءانياً حتى تناقش حرفياً وتدرس وتحلل، وينبغي سؤال من يرفعها عن قصده، والرد على القصد والمعنى، وليس على المبنى واللفظ، ولقد قلنا أكثر من مرة: إنها لا تعني عدم وجود مصادر معرفية غير القرءان؛ بل القرءان ذاته حض وأمر بالدراسة والتفكير خارجه في الأرض والسموات، والتاريخ مصدر معرفي بكل ما يحوي من ثقافة ومنها ما يسميه «المشتهري» المنظومة المعرفية، فهي ثقافة تاريخية لها قيمتها، وهي مصدر معرفي يُعتد به، أما المصدرية الدينية كمفاهيم إيمانية وحرام وحلال وواجب فمصدرها القرءان فقط، وهذا هو المقصد من مقولة «القرءان وكفى»، ولا يصح تتبع أقوال بعض الغلاة الذين ينتسبون للمنهج القرءاني، وأحيانا خارج المنهج القرءاني، واعتبارهم يمثلون المدرسة القرءانية، والرد عليهم باسم المنهج القرءاني، هؤلاء يرد عليهم بالاسم الشخصي لهم، لأن أفكارهم تمثل رأيهم، ولا تمثل مدرسة القرءان وتياره، فهل شرح كلمة الصابئين بالرفع أو النصب، وتعليل لماذا أتت هكذا من الدين بشيء، كمفاهيم إيمانية، أو تشريع أحكام حرام وحلال وواجب؟ وهل ذلك ينقض مقولة «القرءان وكفى»؟ وقس على ذلك باقي المسائل والشبهات التي يعرضها صاحبنا». انتهى
ولقد قمت بكتابة التعليق التالي على صفحته، متجاوزا كلمة «صاحبنا»:
«لا يصح أدبيًا ولا علميًا أن تعلق على منشور لي، وتضع لتعليقك هذا العنوان الذي لا يصح في مقام العلم، ولا تضعه في مكانه الصحيح على صفحتي، ليعلم الأصدقاء مفهوم «العشوائية الفكرية» التي دائمًا أحدثهم عنه». انتهى
والحقيقة أنني كلما وجدت أمثلة تُبيّن مفهوم «العشوائية الفكرية» التي يسأل عنها بعض الأصدقاء، ويغضب منها البعض، احتفظ بها على صفحتي لأنها تُدّعم مشروعي الفكري من الناحية العملية.
ومن العنوان الذي وضعه «سامر إسلامبولي»، وما أعقبه من تعليق، يعلم من له دراية بمشروعي الفكري، أن الذي وقع في التخبط وإساءة الفهم هو من تسرع بهذا التعليق، وهو لا يعلم شيئا عن مشروعي الفكري، ومن أدلة ذلك:
أولا: عندما بدأت أكتب موضوع «يَعْصُون النبوة ويُصلّون على النبي»، وما تبعه من منشورات إلى منشور اليوم، الذي بعنوان «منهجية القرآن وكفى والتقول على الله بغير علم (٥)»، وأنا أخاطب الذين يقولون إن من يفهم القرآن بمصدر معرفي من خارجه فقد خرج من ملة الإسلام، ولذلك وضعت جملة ثابتة لا تتغير بتغير موضوع المنشور وهي: «هذا حكم شرعي لا يوجد في كتاب الله نص يُبيّنه»، ثم أقول: «في انتظار تدبر المتدبرين من أهل القرآن وكفى»
لذلك فإن أخطر ما ابتليت به شبكات التواصل الاجتماعي ما أسميهم بـ «أصدقاء الترانزيت»، الذين يسقط الواحد منهم فجأة على الصفحة، فيجد منشورا ليس على هواه، فيقوم بالتعليق، بل وأحيانا يطلب مني أن شرح له مشروعي الفكري وإلا أكون متكبرًا ووووو…
ثانيا: يشير «سامر» إلى المحور الأساس في مشروعي الفكري، الذي لم يسبقن إليه أحد في العالمين، فأنا الذي وضعت أصوله وقواعده في الثمانينيات، وهو «منظومة التواصل المعرفي» الذي قال عنها: «فهي ثقافة تاريخية لها قيمتها»، والحقيقة أن هذه المنظومة المعرفية لا علاقة لها مطلقًا بـ «الثقافة التاريخية»، لأن من شروط حجيتها أن يكون هناك نص قرآني هو الذي يُحلينا إليها، وهي من منظومة المعارف المعاصر لنا اليوم، وليس الأمس!!