لماذا «ٱلصَّابِئُونَ» وليست «ٱلصَّابِئِينَ»
يسأل الصديق Hazem El لماذا جاءت كلمة «ٱلصَّابِئِينَ» منصوبة في آية سورة البقرة «إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَارَى وَٱلصَّابِئِينَ»، ومرفوعة «ٱلصَّابِئُونَ» في آية سورة المائدة «إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئُونَ وَٱلنَّصَارَى»، والمفروض أنها في محل نصب كالتي وردت في سورة البقرة؟!
وكنت قد كتبت مقالاً في صحيفة «المقال» بعنوان «عندما تحرف القراءات العصرية مفهوم النبوة»، وهو منشور على هذه الصفحة بتاريخ «٢٣ مايو ٢٠١٦»، يٌبيّن فهمي للآيات التي وردت فيها كلمة «الصَّابِئُونَ» وهي: «البقرة ٦٢ – المائدة ٦٩ – الحج ١٧»، ولم أتعرض لمسألة اختلاف إعرابها.
إن ورود كلمة «الصَّابِئُونَ» في سورة المائدة في محل رفع، مسألة تحتاج أن يكون الذي أخاطبه ببيانها على دراية بقواعد «اللغة العربية»، وبـ «علم البيان»، هذه المصادر المعرفية التي حملتها لنا «منظومة التواصل المعرفي» وينكر حجيتها أصحاب بدعة «القرآن وكفى».
كيف سيفهم «الجهلاء»، و«الأمّيّون» ما سأبيّنه عن سبب ورود كلمة «الصَّابِئُونَ» مرفوعة، والمفترض أن تكون منصوبة، وكل ما سأقوله يقوم أساسًا على مرجعيات أئمة وفقهاء «اللغة العربية»، التي يصفها أهل «القرآن وكفى» بأنها مرجعيات الآباء النجسة؟!
لذلك لن أتحدث في هذا المنشور عن فهمي لما قاله أئمة وفقهاء «اللغة العربية» عن هذه المسألة، ومدى تناغم ما قالوه مع السياق القرآني، وسأخصص لذلك منشورًا مستقلا، ولكن الذي يهمني توثيقه، في سياق نشر ما يثبت سقوط مدرسة أهل «القرآن وكفى» من قواعدها، هو إضافة هذه القاصمة إلى عشرات القواصم التي سبقتها، وهي:
أين تفصيل معنى كلمة «الصَّابِئُونَ»، وبيان من هؤلاء، استنادا إلى القرآن الذي يجهل أهل «القرآن وكفى» كيف يتدبرون آياته، هذا القرآن الذي لا يفهمون منه إلا:
أولا: «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ»
وثانيا: «وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً»
وما دام الأمر كذلك، وهذا هو فهمكم للقرآن، سأسمح لكم بالخروج من مقابركم الفكرية، لتقولوا للناس، ما معنى «الصَّابِئُونَ»، استنادا إلى مدرسة «القرآن وكفى».
مع ملاحظة:
أن أي تعليق سيأتي بغير النص القرآني الذي يُبين معنى هذه الكلمة، ومن هم «الصَّابِئُونَ»، فعلى صاحبه أن يعلم أنه من الذين قال الله فيهم:
«لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا، وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا، وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا»
محمد السعيد مشتهري