لقد جاءت “آية الزواج” وسط منظومة من “الآيات الكونية” [الروم 17-27] لتلفت النظر إلى وجوب أن يقيم الوجود البشري حياته على التنزيه المطلق لله تعالى تأسيا بالكون من حوله، وأن على “الزوجين” تحقيق التناغم بين “الآيات الكونية” و”الآيات القرآنية”، الأمر الذي يستوجب أن يحسن الزوج اختيار زوجه المتناغم معه فكرياً وعقدياً، فـ “البيت المسلم” جزء من هذا الوجود المسبح الحامد الساجد لخالقه. إن نشأة الأولاد في بيئة مسبحة، حامدة، ساجدة لله تعالى، “تفعيل” للميثاق الغليظ الذي أخذه الله على الزوجين، و”إقرار” من أفراد الأسرة بإقامة “العبودية” لخالقهم. لذلك كان المعنى الحقيقي لـ “الحب الزوجي” هو التفاعل الفكري والعقدي، القائم على الفهم الواعي لـ “آية الزواج”.
* “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.