نحو إسلام الرسول

(56) 20/11/2013 (بدون عنوان)

معذرة…. فقد سقطت سهوا من الموضوع الفقرة التالية:
كنت قد ذكرت من قبل أن كلمتي “الشاهد” و”الشهيد” مشتقتان من أصل واحد هو مادة “شهد”، وتعني “العلم اليقيني” بشيء حدث، وأدركته وسائل الإدراك فور حدوثه. لذلك لم يفرق اللسان العربي بين الكلمتين [راجع: لسان العرب، مادة “شهد”] فهل فرق القرآن الكريم بينهما، فجعل شهادة “الشهيد” شهادة حضورية تحصل عن طريق السمع والبصر، وشهادة “الشاهد” شهادة معرفة، وخبرة مكتسبة، كما يدعي د. شحرور؟! تعالوا نتدبر هاتين الآيتين: يقول الله تعالى في سورة الأحزاب: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً [45]. أي “شاهدا” على تبليغ الرسالة وأداء الأمانة. ويقول الله تعالى في سورة الحج: “ليكون الرسول شهيدا عليكم” [78]. أي “شهيدا” على من عاصروه، أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة، فهل هناك فرق جوهري في المعنى؟!! إن الفرق بين الكلمتين أن كلمة “شاهد” جاءت على وزن “فاعل”، وكلمة “شهيد” جاءت، كصيغة مبالغة، على وزن “فعيل”، كما نقول: آمر وأمير، قادر وقدير…، وهي مسألة “لغوية” تتعلق بـ “الأوزان” لم أرد أن أشغل القارئ بها.
والغريب أنه بعد أن فرق د. شحرور بين المصطلحين، فجعل شهادة “الشهيد” شهادة حضورية تحصل عن طريق السمع والبصر، وشهادة “الشاهد” شهادة معرفة، وخبرة مكتسبة…، قال: “وهنا ندرك أن شهادة “الشهيد” أقوى من شهادة “الشاهد”، فقد يتوفر لدينا عدد كبير من الشاهدين والخبراء، يدلون بشهادات الخبرة المعرفية، لكن يكفي شهيد واحد ليطيح بكل شهاداتهم وبكل خبراتهم”!! والسؤال: لقد جعل د. شحرور شهادة “الشهيد” أقوى من شهادة “الشاهد”، وجعل الله تعالى براءة نبيه يوسف، عليه السلام، على يد “شاهد” وليس على يد “شهيد”، فكيف تكون شهادة “الشهيد” أقوى من شهادة “الشاهد”؟!!! ثم هناك أمر آخر أكثر خطورة في منهج د. شحرور. إنه بهذا المنهج الفكري وقع في ما وقع فيه أهل “الروايات” الذين حولوا “المشهود” الذي شاهده “الشاهد” ببصره وسمعه، حولوه إلى خبر ورواية. لقد حولوا “المشهود”، الذي هو حديث “رسول الله”، الذي سمعه الصحابة “الشاهدون” بسمعهم، حولوه إلى “خبر” تناقلته ألسن الرواة، وجعلوه مصدرا تشريعيا إلهيا بدعوى أن جهابذة علم الحديث، وهم أهل المعرفة والخبرة المكتسبة [أي “الشاهدون” حسب تعريف د. شحرور] قد أقاموا “الشهادة” على أن هذه “الروايات” وحي من الله تعالى، بشرط أن يكون الناقل لها عدلا ضابطا!! أظن أن الآن وضحت الرؤية.

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى